عورة الإقتصاد المصرى أمام العالم؟/ رأفت محمد السيد

كنت أتمنى من كل المصريين الذين تحركت مشاعرهم وبكوا من أجل تجريد مواطن مصرى من ملابسه وامتهان كرامته أمام قصر الإتحادية منذ أيام ونشر المشهد المهين من جانب الإعلام  "المحير" بصورة مبتذله ليزيد الأمر إمتهانا لكرامة هذ المواطن أن تتحرك مشاعرهم أيضا من جراء تجريد الإقتصاد المصرى الذى يتعلق بتسعين مليون مواطن من كل مقوماته ليبدو عاريا أمام العالم كله ، ومع شديد أسفى وألمى على ماحدث أمام الإتحادية إلا أن مايحدث من قلة مغرورة متغطرسة إدعت كذبا وبهتانا انها جاءت لإنقاذ مصر فأطلقت على نفسها " جبهة الإنقاذ " هى السبب الرئيسى فى تجريد المواطن من ملابسه وتجريد الإقتصاد المصرى من كل مقوماته بدعوى المظاهرات السلمية ، هذه المظاهرات التى فى ظاهرها  السلمية وفى باطنها التدمير والتخريب .
هذه الجبهة من وجهة نظرى المتواضعة لاتمثل معارضة واعية لأنها لاتعمل من أجل تحقيق مصلحة عامة لمصر وشعبها بل جاءت لتمثل نفسها فقط ومصالحها وأطماعها السياسية فقط ، ويوجعنى أن هذه الجبهة تضم من بين أعضائها قامات معروفه كاد أجزم أنها  فقدت شعبيتها وفقدت ثقة المواطن البسيط  فيها بما ترتكب من أفعال تعكس أطماعهم وتعبرعن بغض دفين لفشل بعضهم فى الوصول لكرسى الرئاسة " الحلم " لذى راودهم كثيرا،  ولو صبر أحدهم وابتعد عن هذا المشهد المخزى لصار رئيسا للبلاد مع اول إنتخابات قادمة وباكتساح وكنت أنا أول من سينتخبه بل ويروج له فى الإنتخابات القادمة ، لم يعد كما كنا نحسبه ( واحد مننا ) بل صار بالنسبة لنا (واحد خمنا ) ، إن كل مايشغل هذه الجبهة التى هى جبهة حرب على الشعب ، فهم يقومون ببث الدعوات للمليونيات السلمية وماأدراك ماسلميتها ؟  فنجد السلمية تتحول إلى محاولات لإقتحام قصر الإتحادية ، وإلقاء زجاجات المولوتوف ، والحجارة والخرطوش والرصاص الحى وعندما يختلط الحابل بالنابل ويحدث مالايحمد عقباه من سقوط ضحايا أبرياء لشباب فى عمر الزهور تم التغرير بهم ، ويصاب أخرون نجدهم يوجهون اللوم لرجال الأمن الذين يؤدون واجبهم لحفظ الأمن للأفراد  والمنشأت وليس مطلوب منهم أن يواجهوا العنف باللين فهم فى ا لنهاية بشر ومصريون مثلنا وإن كنت أختلف معهم جملة وتفصيلا فى استخدام أساليب القمع والسحل التى فيها إمتهان لكرامة الإنسان والتى كانت سببا رئيسيا فى إسقاط ا لنظام السابق لأنه لم يع جيدا أنه يد الحاكم والحكومة من اجل الشعب وليس يد الحاكم التى كانت تبطش بالشعب وتعتقله من خلال أجهزة أمن الدولة القمعية فى العهد لسابق ، أعلم أن الفكر الشرطى تغير كثيرا عن الماضى رغم الاحداث الفردية وكان لله فى عونهم فى ظل مايحاك بمصر .
 إن ماترتكبه جبهة اللاإنقاذ من توفير غطاء سياسى لبعض البلطجية المخربين من إرتكاب جرائم يعاقب عليها  القانون من خلال دعوتهم لتى يندس فيها هؤلاء المخربون هى محاولة لإغتصاب إقتصاد مصر الذى ينهار يوما بعد يوم ، اخشى لو إستمرت تلك الدعوات من جبهة "اللاإنقاذ " ورفضها الحوار بحجج واهية لم يعد يقبلها حتى المواطن العادى البسيط الذى يحلم بتوفير أدنى سبل العيش له ولذويه فستنهار مصر وهذاا مالانتمناه ولايتمناه كل مصرى وطنى شريف ، إن مخططات الإطاحة بالرئيس المنتخب وحلم تشكيل مجلس رئاسى أوإجراء إنتخابات رئاسية مبكرة وحل مجلس الشورى وإلغاء الدستور ستعود بنا إلى  نقطة ماقبل الصفر إن صح التعبير فضلا عن ذلك فإقتصادنا سيتعرى تماما أمام العالم من أجل خلافات سياسية ساذجة ، فقد اصبح الشعب المصرى لاسيما  ( الكتلة الصامته )التى تمثل أربعة أخماس مصر هى الضحية مابين سندان الإخوان ومقصلة جبهة اللاإنقاذ وفلول النظام البائد الفاسدون – فالإخوان المسلمون جاءتهم الفرصة على طبق من ذهب لكنهم لم يستغلوها لصالحهم ويثبتوا للشعب عكس ما يقال عنهم ، وسواء اكان القول حقيقة أوإدعاءا وكذبا وافتراءا فهم مازالوا حتى هذه اللحظة لم يقدموا اوراق إعتمادهم للشعب المصرى ولكن الفرصه مازالت مواتية لهم ليراجعوا أنفسهم مرة اخرى لانهم لو لم يستغلوها من خلال إحترام عقلية هذا الشعب فسوف يخسرون كل شئ .
 أما جبهات  المعارضة فإن لم تسع وتعمل بحرفية من اجل مصر وشعبها فقط وتغليب المصلحة العامة على مصالحهم الشخصية فسوف يلعنهم التاريخ على مر العصور 
إن الصراعات السياسية والخراب والدمار الذى صار بصفة يومية والذى يزيده إشتعالا إعلام مغرض يسكب النار فوق البنزين من خلال بعض القنوات الفضائية وبعض الجرائد اليومية وبعض الإعلاميين الذين صاروا معروفين بالإسم لكل مواطن بسيط والذين نتبرأ منهم جميعا ، وأناشدهم بأن يعودوا إلى صوابهم وأن يتقوا الله فى مصر وفى شعبها المقهور الذى لن يتركهم لو أصابه مايروجون له ،  فسيكون الشعب ساعتها هو " الجلاد " لهم وهو المعول " الحديدى" الذى يدك رؤوسهم ، لو إنهار إقتصاد مصر،  سيعلق الشعب المصرى رؤوس  جميع الفاسدين على " حمَّالات " من نار على باب زويلة ولن يريهم يوما " سعدا " ولا "خيرا" ولن يجعل منهم "باسما" ولامبتسما ، وسيكون أدناهم فى العقاب مثل "أبرهه الحب شى" – إن إعلام مصر مازالت لديه الفرصة مواتية من اجل مصر، مازال قادرا على عرض الأمور بشفافية وبموضوعية وتقديم الحلول التى تفيد مصرنا المحروسة ، مازال قادرا على التهدئة والإحتواء ، إن إعلامى مصر هم قيمة وقامة ولهم تأثيرهم الكبير فى الشعب المصرى لذا أناشدهم المهنية فى تناول القضايا المختلفة ، إعرضوا ماشئتم وعلقوا عليه ماشئتم ولكن بوازع من الضمير وأن تضعوا مصر وشعبها نصب أعينكم ، فالإعلام الواعى صاحب الضمير اليقظ هو ضمير وعين وقلب ومشاعر الأمة ،  أما الإعلام المريض المجرد من الضمير المهنى فيساهم فى تضليل الشعب بل وفى جهلة ، القول المأثور يقول " اعطني اعلاما بلا ضمير اعطيك شعبا بلا وعي" .
 الم تفطن جبهات  المعارضة وجماعات الإسلام السياسى فى مصر إلى أنهم تسببوا سواء عمدا أو بدون قصد من تجريد مصر من ردائها الإقتصادى ونكلوا بها كما نكل رجال الأمن المركزى بالمواطن المسحول أ مام قصر الإتحادية ، إنهم جردوا مصر من مقوماتها وسحلوها سحلا تصرفتهم الغير مسئولة والتى ليست فى صالح الوطن
- هل يعلم مدعى الإنقاذ أن التصنيف الإئتمانى لمصر قد إنخفض درجة واحدة ليصبح "B" كما قالت مؤسسة فيتش وتم إرجاع أسباب ذلك إلى الإضطرابات السياسية بمصر وتدهور الوضع المالى – كما ذكرت أن توقعاتها للتصنيف سلبية ، يذكر أيضا أن مؤسسة ستاندر اند يوزر للتصنيف الإئتمانى تضع مصر عند –B  مع توقع توقعات سلبية فى حين تصنيف موديز مصر عند 2B حيث تعتبر مؤسسات فيتش وستاندر اند يوزر وموديز اكبر 3 وطالات للتصنيف لإئتمانى فى العالم .
-ا لصراعات السياسية هى السبب الرئيسى فى انهيار البورصه المصرية لاسيما بعد تخارج  مجموعة من البنوك وبعض شركات من قطاع الإتصالات مثل فودافون وموبينيل وخروج بعض ا لشركت مثل أوليمبك جروب واوراسكوم للفنادق وغيرها فضلا عن عدم دخول شركات أخرى للطرح فى البورصة بسبب قانون الضرئب الجديدة الذى اقر ضرائب تقدر ب10% عند الطرح لأول مره بالبورصة مع خوف المستثمرين الدخول فى هذه الأجواء- هذا ومن المعلوم أن البورصة قد انهت تعاملات الشهر الاول من العام الحالى والحصيلة لاشئ حيث ارجع الخبراء الإقتصاديين ان ذلك كان بسبب الصراعات الدموية التى تشهدها البلاد .
- مايتردد من ان بعض الدول العربية مثل قطر تستغل الازمة الإقتصادية للسيطرة على مصر من خلال تنفيذ مشروعت عملاقة فى منطقة قناة السويس وسيناء حيث
أبدى عدد من المستثمرين خشيتهم من التدخل القطرى فى الشئون الداخلية المصرية لاسيما بعد تقديم قطر نحو 5 مليارات دولار لمصر فى صورة ودائع ومنح .
-  تسببت حالة الفوضى وعدم الاستقرار الأمنى بسبب المظاهرات والمليونيات التى لاتنقطع ولاتهدأ على زيادة التدهور الإقتصادى ، نتيجة توقف مئات المصانع وتعطل عجلة الإنتاج فى كثير من القطاعات، وانخفاض دخل كثير من الأنشطة مثل السياحة مثلا، وانخفض أيضا الاحتياطى النقدى من العملة الأجنبية ، الأمر الذى خلق فى النهاية مناخًا من الخوف أعاق حركة الاستثمار.
- أغلب الشواهد توحى بوجود مؤامرة لإسقاط الأوضاع الاقتصادية والسياسية فى مصر، بهدف إيصال الشعب المصرى إلى كره الثورة والكفر بإمكانية التغيير والإصلاح والثناء على النظام الفاسد الذى هو سبب مانحن فيه الأن .
- مع عظيم تقديرى لشخص رئيس الوزراء والوزراء الحاليين فإن المواطن العادى لايستشعر بوجود رئيس وزراء ووزراء ذات كفاءة عالية يديرون الأمور لأن هناك فرق شاسع بين إختيار اهل الثقة وإختيار أهل الكفاءة  .
-  أن المشهد السياسى قسم المجتمع المصرى إلى فئتين مما انعكس سلبا على الإنتاج والإنتاجية وخاصة ونحن منذ عامين فى توقف وشلل تام لحركة الإنتاج ولا نزال حتى الآن فى تدهور مضاعف حيث نجد أن هناك نوعًا من الإغفال والتخبط فى كثير من القرارات .
- عدم تقديم السيد رئيس الجمهورية مع كامل تقديرى واحترامى له مايثلج قلب شعبه الذى مازال ينتظر منه الكثير، فلابد أن يرسل رسالة طمأنة ليست بالخطاب ولا بالتعهد وإنما على أرض الواقع يكون لها تاثير إيجابى على الأحوال المعيشية للناس ، وإن كنت ألتمس له كل العذر فى عدم الوفاء بتعهداته وسط هذه الأجواء المشتعلة  ولكن يجب أن تؤكد للجميع سيادة الرئيس أنكم جئتم لتحقيق طموحات كل هذا الشعب .
 إن الحل فى مواصلة وإستمرار الحوار الجاد مع كافة القوى السياسية وتقديم تنازلات من كل الأطراف من أجل مصر هو السبيل للخروج من هذا النفق المظلم ، لابد من أن نشارك جميعا  فى إعادة بناء إقتصاد بلدنا الحبيبة مصر – هل يقبل مصرى أن تظهر عورة إقتصادنا فتنفضح أحوالنا ، أثق فى وطنية الجميع بداية من رئيس الجمهورية والأجهزة الأمنية الممثلة فى الجيش والشرطة وكافة القوى السياسية والإعلام والحكومة وكل مؤسسات الدولة والأحزاب والحركات والإئتلافات وغيرها ،  ولكن الوطنية ليست شعارات ولاكلمات تردد ، الوطنية عمل جاد وإيثار لمصلحة وطن يعيش فينا على المصالح الشخصية الزائلة  وأؤكد أن مصر لن تعود إلى مجدها وعزها  إلا بتكاتف الجميع ومصالحة من القلب وجلوس بارتياح على طاولة المفاوضات ، فمصر تستحق منا الكثير الذى نقدمه لها– حفظ الله مصر وحفظ شعبها العظيم .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

CONVERSATION

0 comments: