يحمل كتابي الجديد "خواطر واحلام.. من غربة لا تنتهي" عدة أفكار دوّنتها بصورة مقتضبة بغية التعبير عن أحاسيس تفاعلت مع حدث ما او تصرف ما او حالة ما. حتى أنني لم اتكبد عناء ترتيب تلك الأفكار الخواطر وتبويبها بصورة دقيقة، ولم أحاول حتى إعادة صياغة ما كتب منها بالعامية، بل تركت الخواطر شبه مبعثرة وعلى عاميتها او على لغتها الفصحى تماماً كما أتت في لحظتها. فعلت هذا يقيناً مني انه بوسعي ترك تلك الخواطر على حريتها كونها ليست من ضمن سياق الإلتزام بالنصوص والقصص والأبحاث والقصائد، وعلنّي بذلك أدعو القاريء الى التوقف ملياً عند بساطة كل خاطرة لكي أتقاسم وإياه خلفياتها وتطلعاتها ومبتغاها وحكمتها.
الى المقدمة التي رسمها بقلمه المرهف الشاعر اسعد المكاري، تنضم خواطر وأحلام في غربة وأحاسيس ولبنانيات وروحانيات وزغرتاويات. وتنضم بضعة مقالات مطولة بالمقارنة مع الخواطر التي سبقتها في الصفحات الثمانين وهي تتناول رجالات من لبنان كان لهم الأثر الواضح في أسلوبي وتفكيري وهم بطل لبنان يوسف بك كرم والمكرم البطريرك اسطفانوس الدويهي والكبير جبران، فضلاً عن لمحة سريعة عن بدايات جمعية بطل لبنان الزغرتاوية لما تعنيه هذه الجمعية ولما تجسّده من إرث ثقافي وتاريخي في اوستراليا ولكونها جسر تواصل مع لبنان. وأختم الكتاب بملحق خاص يتضمن كلمات ألقاها عدد من الأدباء والشعراء في توقيع كتاب "أمير الأبطال" في زغرتا وسيدني.
"خواطر واحلام" أخترتها من بين العديد من تلك التي نشرتها في الصحف والمواقع الألكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي. انها خواطر وتمنيات تمتزج ببساطة "فلسفة التجارب الحياتية" وعفوية الصراحة وثبات التجذّر وشفافية النوايا وموضوعية النقد.. وهي بالتالي بمثابة محاولة ترمي الى ترك أثرها في مخيلة، في حلم، في حرف من كلمة، أقله في ذاكرة كل من تعنيهم الفكرة الانسانية التي تلتقي ولو بالحد الأدنى مع روحية أفكارهم وأحلامهم.
نجتمع مساء هذا الأحد في البيت الزغرتاوي ليس لتوقيع كتاب جديد وحسب، وانما لنستعرض المشاعر التي ربما تتشابه في مقاربتنا للغربة.. نلتقي لكي نحاول ان نتلمس بأن المسافة بين الوطن والوطن باتت تضيق شيئا فشيء، واننا ربما نقدر ان نساهم ولو قليلا بردم الهوة الفاصلة بين إرادتنا وواقعنا مما قد يحقق حلمنا ورغبتنا بإنهاء الغربة حيثما وحينما تحّل القناعة في أنفسنا، وأينما ترسو ذاتنا في محطة من محطات الحياة. نجتمع حول كلمة قد نتفق مع مضمونها او لا نفعل، لكنها تبقى جزءاً من حافز يدفعنا الى مواصلة النقاش الحضاري حيال أمور متشعبة تحتاج الى حواراتنا ومبادراتنا في كل يوم من أيامنا. وكم ينتعش هذا النقاش البناء كلما نشر كتابنا ومفكرينا إصدارات تنقل الى اوستراليا نفحات من نسيم جبال لبنان، ومن عبق بخوره، ومن روعة تراثه.
*****
كلامكم أوسمة..
"قد نظن ان سركيس كرم نصّب نفساً حكماً ينقد ويوجّه ويلاحظ ويلفت الانتباه، لكنه بين هذه وتلك يبقى الانسان الانسان لا يحمل الريشة الا ليغرف من محبرة الإتزان ولا يحرّك اليراع الا ضمن رهافة وموضوعية ولا يطوّع السطور الا بما يسمح به نبله." - الاستاذ انطوان القزي
*****
" ..كان لا بد لسركيس ان يعود الى الوادي السحيق، الى حيث تنام الشمس في قنوبين، الى نبع مار سركيس حيث يترعرع الإيمان، يتنسك بالكلمة هناك، يشرد بالكتابة في الخيالات، وجبين قلمه لا ينحني.." - الاستاذ أنور حرب
*****
"خواطره نبضاتٌ تطلُّ من شبّاك اللهفة كقمر نيسان. وأحلامه نسائمُ عشقِ تختالُ في باله الموجوع، الى أن تصير البال." – الشاعر أسعد المكاري.
0 comments:
إرسال تعليق