من الوضح جداً انه من بعد ما يسمى ب"الربيع العربي" نشطت سوق العمل بالنسبة للجماعات الإرهابية على مختلف مسمياتها،فهي ترجع لنفس المنبع والمنبت والمتعهد الرئيسي ومجموعة من المقاولين الفرعيين،كل لديه عطاء او اكثر في العمل مع تلك الجماعات الإرهابية،عليه ان يؤديه على الوجه الأكمل وإلا لن يتلقى اتعاباً او دوراً او نفوذاً أو حماية لقاء ما يقوم به من اعمال وخدمات القتل والذبح والتدمير والتخريب والإقتلاع والطرد والتهجير والتفتيت والتذرير وتعميم وشعبنة الفتن المذهبية والطائفية والعشائرية والقبلية على كامل المنطقة ،منطقة الشرق الوسط،فأصحاب المشروع الأمريكان،مشروع الفوضى الخلاقة،لكي ينجح مشروعهم ويتمدد ويستمر في خدمة مصالحهم واهدافهم والحفاظ عليها،ولكي تبقى المنطقة تحت سيطرتهم ومنطقة نفوذهم لمئة عام قادمة،وكذلك لكي تبقى اسرائيل قوية ومسيطرة ضمن هذا المشروع،فلا بد من إستجلاب وتجنيد وإيجاد ادوات وتوابع عربية وإسلامية تتولى تنفيذ هذا المشروع،بحيث ينتج عنه تقسيم وتجزئة وتفكيك وتفتيت وتذرير الجغرافيا العربية،ومن ثم إعادة تركيبها مرة ثانية،على أساس المذهبية والطائفية والثروات،وبما ينتج كيانات إجتماعية هشة وهزيلة،مرتبطة باحلاف امنية مع امريكا واسرائيل والغرب الإستعماري،ولا تملك سيادة وقراراً على ثرواتها ولا قرارها السياسي،وضمن هذه الرؤيا طبخت مطابخ (السي آي آيه) ومراكز الأبحاث والدراسات الأمريكية الإستراتيجية الأمريكية،هذا المشروع وحددت وأختارات المقاولين الفرعيين للتنفيذ،بحيث يتشارك فيه مشيخات النفط والكاز العربي (قطر والسعودية والإمارات العربية) على وجه التحديد،تمويل وتسليح وتغطية إعلاميه وضخ إحتياط بشري زائد عن حاجة كل الدول "إرهابيين" و"مجرمين"،تركيا قواعد تدريب وجوانب إستخباراتيه ولوجستيه،وفتح الحدود لدخول "الإرهابيين" و"المجرمين"،جماعة المتأسلمين الجدد،إخوان مسلمين ،نصرة،سلفية جهادية،قاعدة،"داعش" لاحقاً وغيرها،تنفيذ ومشاركة،وكذلك إستغلال الدين والتستر والتمسح به،من اجل تشريع ما يقومون به من عمليات قتل وذبح وسلب ونهب وحرق وتدمير وتفجير وطرد وتهجير وإغتصاب ونكاح لا شرعي ...الخ.
بدأ ضخ الجماعات الإرهابية الى ليبيا وبالإستعانة بالقوات الأطلسية،تم القضاء على نظام القذافي،وسيطرت القوى الأطلسية على النفط والغاز الليبي،وتحولت ليبيا الى ساحة للصراعات تسيطر عليها المليشيات والعصابات والمافيات السياسية والقبلية،ولم تعد هناك دولة مركزية،مليشيات تتصارع على السلطة والنفوذ والمراكز والثروات،ومن ثم جرى ضخ احتياط بشري كبير،وصرفت مئات الملايين من الدولارات،وأشتريت احدث انواع الأسلحة،وسخرت أساطيل الإعلام من "جزيرة" و"عربية" وغيرها من أجل كسر الحلقة المركزية التي يستهدفها هذا المشروع،ألا وهي الحلقة السورية،ورغم كل الإمكانيات والطاقات والقوات والجماعات الإرهابية والتكفيرية التي جرى الزج بها الى سوريا،على مدار أربع سنوات،لم تنجح في كسر الحلقة السورية،رغم كل التغييرات التي طالت المتعهدين الرئيسيين الذين اوكلت لهم مهمة الإجهاز على الحلقة السورية من قطريين وسعوديين واتراك وغيرهم،وكذلك تغيير الأدوات والمسميات من ما يسمى ب"الجيش الحر" الى جبهة النصر فالقاعدة فالسلفية الجهادية فدولة الخلافة "داعش" والتي إستطاعت بفضل الإستولاد الخارجي ومدها بكل مقومات القوة من مشيخات النفط والكاز والأتراك والأمريكان والأوروبيين الغربيين،من اجل تحقيق مشروع الفوضى الخلاقة وتحقيق التفتيت والتفكيك وإعادة التركيب للجغرافيا العربية وفق المخطط المرسوم،إلا ان ما حققته من إنتصارات وتقدم في البداية،عاد للتراجع لاحقاً،حيث نشهد الان بأن سوريا يستعيد فيها الجيش السوري والقيادة السورية زمام المبادرة والسيطرة على الأرض،ويقومون بتطهير الأرض السورية من الجماعات الإرهابية،وكذلك نشهد في العراق بأن القوات العراقية،بدأت بإعادة تنظيم وهيكلة نفسها وطرد قوات "داعش" من المدن والبلدات العراقية التي سيطرت عليها،وهذه مؤشرات جدية على ان تلك الجماعات الإرهابية التي ستعيش بطالة في العراق وسوريا،بعد تمكن النظامين من القضاء عليها،ولو بعد وقت طويل نسبياً سيجعلها تعيش قي بطالة،وهذا يتطلب ان تجري عمليات توظيف جديدة لتلك الجماعات،من أجل ان تستمر في تنفيذ المخطط المرسوم لها في تدمير الوطن العربي،والقضاء على جيوشه المركزية في ( العراق وسوريا ومصر)،من اجل تدمير أي حالة نهوض عربي نحو معادة توحيد العرب وصهرهم ضمن مشروع قومي عربي واحد،ولذلك جرى التحرك نحو الجبهة المصرية،وتحدياً في سيناء حيث المكان الامن لكل الجماعات الإرهابية والقتلة والمجرمين،بحيث اتفاقية "كامب ديفيد" تحد من حرية الحركة للجيش المصري في سيناء،وتمنعه من الدخول إليها بالأسلحة الثقيلة والدبابات بدون تنسيق معها وموافقتها،ومن هنا رأينا كيف استغلت تلك الجماعات الإرهابية هذا الوضع،وشنت هجمات عسكرية واسعة ومنظمة ومدعومة على العديد من مقرات وثكنات الجيش المصري مخلفة العشرات من الشهداء في صفوف الجيش المصري والكثير من الجرحى،وهذا جعل القيادة المصرية تتخذ سلسلة من الإجراءات والخطوات الحاسمة نحو شن حرب شاملة على اوكار ومراكز تلك العصابات الإرهابية،حتى يتم القضاء عليها.
متغير هام جداً سيجعل الإرهابيون،يعانون من بطالة هو عملية مزارع شبعا التي نفذها حزب الله،والتي أعادت تصويب البوصلة نحو فلسطين،نحو العدو المركزي "اسرائيل" لأنها تقضي على الخطة الأميركية بتدمير المشرق العربي وتجزأته لمصلحة «إسرائيل» وتسحب من التداول مشاريع الفتن المذهبية والقومية.
وهي تؤسس إلى انتهاء عصر تنظيمات السلفيين التكفيريين لانتفاء الحاجة إلى خدماتهم الإرهابية فيصبحون أهدافاً سهلة للأنظمة العربية وقد يجد الإرهابيون أنفسهم في موسم بطالة، مسبق، إذا ما تعثر مشروعهم في الشرق الأوسط. فأوروبا تراقبهم وأميركا تطردهم وكذلك روسيا والصين والاتحاد الأوروبي من دون نسيان مصر. حتى أنّ البلدان الداعمة لهم ليست في وارد استقبالهم بعد انتهاء وظائفهم.
0 comments:
إرسال تعليق