أصدرت محكمة الأمور المستعجلة في مصر السبت 31 يناير /2015م قراراً مؤسفاً باعتبار كتائب القسام الذراع العسكري لحركة حماس ، منظمة ارهابية ، هذا القرار لا يمكن المرور عليه مرّ الكرام ، كون القسام جزء من منظومة مقاومة تدافع عن الشعب الفلسطيني ، ولم يسجل التاريخ تدخلاً للقسام في أي شأن من شئون الدول ، وحول تداعيات هذا القرار يمكن توضيح الحقائق الاتية :
1. ان كتائب القسام ذراع عسكري لحركة مقاومة فلسطينية وقد أجازت كل الاعراف والقوانين الدولية بحق من يقع تحت الاحتلال بالدفاع عن نفسه ، فمن الخطأ ادراج القسام كمنظمة ارهابية لأن ذلك يشوه ويدين جزء من نضال ومقاومة شعبنا ، وللأسف يأتي هذا القرار في ظل محاولات أوروبية لرفع حماس من قائمة الارهاب وهذا ما يؤلم ويضع القرار في دائرة الشك والاستهجان .
2. لم يتدخل الفلسطينيون منذ زمن بعيد في الشئون الداخلية للدول وقد تركز نضالهم وجهادهم داخل الأراضي المحتلة ، ولو كان هناك تدخل من أحد المكونات الفلسطينية خارجياً فسيكون للفلسطينيين موقف من ذلك قبل غيرهم.
3. ليس من اختصاصات الدول ولا محاكمها تصنيف الجماعات التي لا تعمل على أراضيها بالإرهابية او غيره من الأوصاف ، فهذا من اختصاص مجلس الامن الدولي الذي من مهامه فرض السلم والامن الدوليين والتدخل العسكري عند الضرورة ، مع تحفظنا على كثير من القرارات الدولية التي لم تنصف شعبنا واقرار قرارات غير عادلة في حق الشعوب كون الولايات المتحدة من يهيمن على هذه المؤسسة الدولية.
4. أن رفع القسام اشارة رابعة في بعض المظاهرات ليس دليلاً على تورط القسام في الاحداث الجارية في مصر فهذه لحظة عاطفية مرت مرور الكرام وتمت معالجتها في حينه.
5. رغم امتداد حركة حماس لجماعة الاخوان المسلمين الا ان هذه الحركة تحاول الاستقلال قدر الامكان على الاقل بقراراتها الداخلية عن الحركة الام وأعتقد ان عدم التدخل في الشئون المصرية قرار استراتيجي عند حماس.
6. أن الفلسطينيين قد تعلموا جيدا من الويلات التى قد تجلبها التدخلات في الشئون الداخلية للدول ، ليس من باب عدم الاحساس أو التضامن بقضايا الامم والشعوب ولكن من باب أن لدى الفلسطينيين ما يكفيهم وما يشغلهم ويعتبرون قضيتهم القضية الأهم التى يجب أن يلتفت حولها الجميع .
7. لم يثبت القضاء المصرى بشكل قانونى وصحيح تورط احد من الفلسطينيين والقسام خاصة في احداث مصر بل أن الاسماء التى يتم عرضها بين الحين والاخر أسماء لأناس توفاهم الله او غير موجودين في السجل المدني.
8. أن المساس بذراع عسكرى فلسطينى واعتباره ارهابي مساس بكل الفلسطينيين بل العرب والمسلمين لأن القسام ومعه كل أذرع المقاومة تدافع عن قضية العرب والمسلمين.
9. لا يمكن وباي حال من الاحوال قبول ادراج ذراع فلسطينى مقاوم على قائمة الارهاب بعد 52 يوم من الصمود ووقوفه مع أذرع المقاومة الأخرى ضد أقوى الجيوش في العالم باعتباره قوة احتلال.
10. كان من الاحرى من المحاكم المصرية اصدار قرارات باعتبار دولة الاحتلال أو شخصيات الاحتلال ارهابيين بدلاً من الفلسطينيين وقد تم رفض بعض الدعاوي من قبل هذه المحكمة قبل ذلك.
11. نتفاجأ بحجم الترحيب من قبل الاحتلال بهذا القرار وهذا يدلل ان هذا القرار يصب في مصلحة دولة الاحتلال.
12. ان مثل هذه القرارات وهذه الدعاوى لا تزيد الا تعقيداً بين الفصائل الفلسطينية والدولة المصرية بل وتزيد من موجات الحقد والكراهية ضد الفلسطينيين الامر الذي يتطلب وقف لهذه الدعاوى وهذه القرارات المفتعلة والمسيسة ، وقد بقى خمسة عشر يوما ً للطعن في هذا القرار نتمنى ان يلغى وأن يطعن في هذا القرار لما فيه من مصلحة لشعبنا وقضيته العادلة وهذا دور الشرفاء والأحرار في مصر كما يلزم من جميع الفلسطينيين رفض هذه القرارات لما له من ضرر لقضيتنا بغض النظر عن الاختلافات في وجهات النظر في قضايا أخرى.
0 comments:
إرسال تعليق