تصاويركِ ... تستحمُّ عاريةً وراءَ ستائرَ مخمليّة‏/ كريم عبدالله

 
أيّتها الصفصافةُ العائدة مِنْ بعدِ الهزيمةِ ..../ والمتشابكةُ أغصانها تحتضنُ خوفاً متعفناً على أبوابِ ينابيعها المكسورةِ ...../ والمتناسلة في ركامِ الماضي فوقَ منصّاتِ الشِعر ..../ زنادكِ المعتوهَ لا يصيب سوى تصاويركِ على جدارِ الخديعةِ ....
مازالتْ همساتكِ تلوّحُ بــ قشورِ الكلماتِ المتواريةِ خلفَ وسادتكِ الحجريّةِ ...../ تتدحرجينَ وتلعقينَ حبراً يئنُّ كــ عاصفةٍ ترابيّةٍ .../ وأشواقكِ الناحبةِ ترجُّ مجاديفها أنّى تراهقُ بــ عذريتها
مستلقيةً تفترشينَ جميعَ ألوانَ الضباب بــ قمصانكِ المهلهلةِ ../ وبــ الشَبَقِ الغامق كــ حلمةِ ارملةٍ عادتْ للتوِّ منَ الحربِ .../ تفتحينَ الأزرارَ لــ مَنْ يتهجّى الأشتهاءَ .................../ ......
عناقيدكِ ناضجةٌ تستحمُّ عاريةً وراءَ ستائرَ مخمليّة .../ وثمّةَ جدار منَ الصفيحِ تصدّعَ عطرهُ بــ سببِ المتسكّعينَ .../ وبينَ الأحضانِ الخشنةِ تفتّشينَ عنْ حطبٍ يلهبُ أخاديدكِ اليابسة
شهيّةٌ ملامحُ صوتكِ وكــ البلح البصريّ مذاقُ سواحلكِ ..../ شبابيككِ العطشى للــ مطرِ تغرّرُ غيومَ قيلولةٍ ترضعُ مفاتنَ مجهولةً ......../ تنّقضُّ تنهشُ مجاعتكِ المطأطئةِ وجهاتكِ تبخّرُ الهاوية ................................./
أبداً لنْ يعودَ ذاكَ الناي يتأرجحُ على حبالكِ الصوتيّة .........../ عميقاً بــ حزنهِ متصدعاً على طاولةِ نجومكِ المطفأةِ .........../ ســــ يتركُ آثاركِ المعطّلةِ على قضبانِ القطاراتِ المزدحمةِ ..../ يحملُ في حقيبةِ عودتهِ رُفاتَ ذكرى وطقطقةَ حلمٍ كـــــ الرصاصة ..........

CONVERSATION

0 comments: