الهرم الاكبر كتاب اله السماء/ لطيف شاكر

اصدرت  وزارة الأوقاف القطرية  فتوى  رقم  193021بموقع "إسلام ويب"   زعمت خلالها بأن هدم الأهرامات وأبو الهول، واجب شرعًا لاعتبارها أصنامًاواعتبرت  الآثار أصنامًا وقبورًا مشرفة وتماثيل   
ولم اندهش من هذه الفتوي الكارثية لعدة اسباب :
اولا صدرت من دويلة حديثة العهد ولاقيمة لها ومن كائنات عبثية لاصلة لهم بمصر
ثانيا سبق ان قام احد السلفيين المجاهدين  في عهد مرسي  بهدم الاهرامات وابو الهول
ثالثا في عهد المأمون الذي اشتهر بقتل الاف الاقباط  شرع في هدم الهرم الاكبر لاعتقاده ان به كنوز يريد الاستيلاء عليها ولم يفلح وقامت الحكومات المصرية السابقة بتسمية اكبر شارع في مصر باسمه تيمنا بهدم الهرم وقتل الاقباط  بارك في حكوماتنا الرشيدة الجاهلة
رابعا سوف اكتب مقالات عديدة عن الهرم الاكبر وابو الهول  حتي يجف قلمي  لكي اوضح  للجهلاء عظمة وسر  الهرم الاكبر وابو الهول  اعاجيب الزمن وكل زمان .
خامسا مات المامون وسجن مرجان  صاحب فنوي هدم الهرم  هو ورئس عهده الاسود مرسي وستنتهي قطر من خريطة العالم قريبا وسيظل الهرم شامخا وابو الهول بابتسامته يستهزأ بهم    .
سادسا الغاية من هدم الاهرامات وابو الهول استبدال تاريخ الغزو العربي البدوي بالحضارة المصرية وكأنهم يريدون استبدال الهرم الاكبر بالخيمة وابو الهول بالجمل والنخلة بالمسلة والابار المشققة بنهر النيل  والفكر الرعوي بحضارة الزرع .
وصفت المتون والبرديات والوثائق التاريخية الهرم الاكبر  ب "كتاب اله السماء "
و وصفه "جريفر " بأنه بيت الحكمة الذي يحوي معاني سر الحكمة والعلم ,لايكشف عنها الا لمن ينال الاذن الالهي  .  
وتقول   بردية تحوت الي خوفو ,عندما سلمه اسرار الهرم الاكبر  :
"لاتدع أحدا يطلع عليه أو يراه الا فرعون وشرحب (الكاهن الاكبر) لن يراه أحد أو يقترب من بهو المقدسات أحد إنه يحوي أسرار الوجود المقدسة لا يطلع عليه أحد أو يسمع عنه غريب ..لاتدع عيناه تراه أو أذنا تسمعه .. لاتنطق بما فيه لاحد ولن يسمع عنه الا انت نفسك ,ومن يفسر لك تعاليمه وأقرب الناس الي قلبك ,ومن أمتلأت قلوبهم بذور الاله,لاتطلع أحدا علي مكان وجودها, ان مابه من أسرار تعطي لمن يكتشفها القوة التي ترفعه الي مصاف الالهة في الحياة وتكشف له الغيب وتنير له الطريق المؤدي الي عالم الخلود ستنير له طريق اليوم وتكشف مايخبئه الغد وتوضح له المصير ."
يعتبر وروبرت بوفال المهندس البلجيكي المولود بمصر والمهتم بالآثار المصرية : ان بناء الهرم الاكبر هو معجزة هندسية تختزن اسرار المعارف القديمة ولايمكن ان تتكرر , حتي في عصر التقدم التكنولوجي الحديث.
اعتبر البعض  ان حضارة المصريين كانت تعتمد علي السخرة والخرافات , ونسبوا المعارف العلمية والفلسفية الي اليونان , وكانت المفاجأة في العصر الحديث عندما اكتشف الاثريون أن بناء الهرم الأكبر قائم علي معارف رياضية وهندسية متفوقة , ولم يعرفها اليونان ولم يدركها العلم الحديث الا منذ بضع سنوات فقط , فكيف عرفها المصريون منذ حوالي 5000 عام مضت .
الهرم الاكبر...أقدم عجائب الدنيا السبع *وأخلدها علي الاطلاق بقي يتحدي الزمن وهو يحنفظ بصفحات تاريخية مطوية تحيط بها الالغاز ويكتنفها الغموض.
جذب الهرم الاكبر انتباه المؤرخين والمفكرين علي مر العصور . وحاول كل من علماء الآثار والفلك والهندسة والرياضيات والفنون حل لغز الغرض من انشائه كل في ناحية اختصاصاته ووسائل تخصصه توصل كل منهم الي ماوصفه "بالحقيقة" ,وأعلن أنه قد وضع يده علي مفتاح اللغز ,عندما كشف له الهرم علي الجانب الذي يهمه من أسرار المعرفة .
وقد حاول علماء التنجيم والغيبيات ,تفسير ما أجمعت عليه كثير من برديات الفراعنة ,ومتون الاهرام ومخطوطات المؤرخين القدماء, بأن الهرم ملئ بأسرار المعرفة والوجود التي ترسم مساره من أول الزمان الي آخره , واحتفظوا بين جدرانه بخفايا المعرفة والوجود التي ترسم مسار الحياة البشرية ومصيرها .
وقد جمع المؤرخون والباحثون علي أن واجهات الهرم الاكبر, كانت مكسوة بطبقة من الحجر الاملس المصقول ,يبلغ سمكها ذراعا هرميا وحددوا عدد أحجارها 2,5,مليون كتلة حجرية تقريبا  ,وكانت الواجهات مصبوغة باللون الاحمر وتمتلئ بالنقوش والخطوط البيانية باللونين الاسود والابيض .
ويصف المؤرخ اليهودي يوسيفوس عندما زار الهرم :أن واجهاته كانت مطلية باللون الاحمر وتغطيها نقوش ورموز وخطوط بيانية , جعلت من الهرم شبه مزولة كونية ضخمة, كان المصريون يسترشدون بها كتقويم ,يحدد لهم مواعيد الفيضان ومواسم الزراعة والري والحصاد لمختلف المحاصيل , وتاريخ أعيادهم الدينية والشعبية ويعرفون منها الشهور والايام والساعات تبعا لسقوط الشمس وظلالها علي واجهات الهرم .
وقد ذكر :سنشيللو" المؤرخ أن النقوش التي كانت تغطي واجهات الهرم الاكير ,كانت عبارة عن جداول فلكية رمز بها كهنة الفراعنة الي اسرار القبة السماوية , وكانوا يستخدمونها في التنجيم والتنبؤ بالمستقبل بدراسة أوضاع الكواكب ودوراتها بالنسبة للخطوط البيانية وسقوط اشعة الشمس علي أسطح الهرم اثناء انتقالها بين مختلف أبراجها . وهي من أسرار المعرفة الكونية التي كان يتوارثها ويحتفظ بأسرارها المقدسة كهنة معبد الشمس وكانت تقام لها طقوس معينة استمرت حتي اواخر الدولة الحديثة .
كما وصف نقوش واجهات الهرم من مؤرخي العرب "عبد اللطيف البغدادي"- هو الذي أكد علي حرق العرب لمكتبة الاسكندرية – التي شاهدها بنفسه بقوله ان واجهات الهرم كانت مكسوة بحجارة ملساء عليها نقوش وطلاسم لم أجد في مصر من يعرف منها شيئا .. وهي كتابات كثيرة تملأ عشرات الالوف من صفحات الكتب لمن يريد نقلها . كما ذكر أن "قراقوش "هو الذي أزال حجر الكسوة لاستعماله في بناء قلعة صلاح الدين وأسوارها .
وذكر المؤرخ الرحالة "بالدنسل "الذي زار مصر في القرن الرابع عشر انه شاهد بعض احجار كسوة الهرم التي اسقطها الزلزال الكبير عام 1303م وكانت لاتزال احجار الكسوة التي تساقطت بعد قيامهم بنحتها وتقطيعها واستخدموها في بناء القاهرة وجوامعها ,التي تصدع معظمها بفعل الزلزال .
ولاشك في ان اختفاء تلك الكسوة بما كان عليها من نقوش ورموز, كان العامل الاول الذي حول الهرم الاكبر الي لغز محير, ترك العلماء والمؤرخين يتخبطون بالاجتهاد, الي حل اللغز كل في تخصصه وبما امكنهم استخلاصه عما كانت تعبر عنه تلك النقوش والرموز ممن شاهدوها وهي قائمة فوصفوها ولم يتمكنوا من قراءتها او فك رموز طلاسمها .

(عجائب الدنيا السبع القديمة لم يتبقي  منها  حاليا سوي الهرم الاكبر دليل علي عظمته :  الهرم الأكبر  · حدائق بابل المعلقة  · تمثال زوس  · هيكل ارتميس  · ضريح موسولوس - تمثال أبولو رودس  الضخم·. منارة الإسكندرية )
من كتابي  الظهور في النهار تحت الطبع

CONVERSATION

0 comments: