حياتنا ثمن الاخطاء الطبية يا معالي وزير الصحة/ أسعد عطاري

((إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه ))


في بعض الأحيان يفضل الإنسان السكوت عن ما يدور حوله ليس من باب الضعف او الخوف او عدم القدرة عن التعبير او انتهاج سياسة النعامه في دفن الرؤوس تحت الثرا , بل لأنه في قمة الإندهاش والصدمة ومحاولته اقناع ذاته في ان يتفهم الأحداث الغريبة التي يشاهدها في هذا الزمن المتقدم بوسائله التكنولوجية , والمتقدم بخبراته البشرية وبجاهزيته وقدرته على كشف الأخطاء واصلاحها .

لقد شهدنا بالأونة الأخيرة العديد من الأخطاء والمشاكل التي يعاني منها القطاع الصحي في فلسطين والتي يدفع ثمنها المواطنون فمنهم من خسر ابنه او فقد احد اعضائه او بتر احد اجزائه ومنهم من بقي يعاني من المرض ولسنوات طويله دون ان يكترث به أحد , اما الخبر المفاجئ والذي شكل صدمه لكل من سمعه وهو ضبط بعض الأطباء اثناء دوام العمل الرسمي يتعاطون المخدرات !!!!!!

فأصبحت المقابلة التي اجرتها احدى وكالات الانباء الفلسطينية مع وزير الصحه قبلة انظار المواطنين ليستمعوا منه الى الأسباب والى طرق العلاج للمشاكل التي يعاني منها القطاع الطبي وكيفية التعامل معها , لانه من الممكن ان يتكرر هذا الخطأ مع اي فرد من ابناء شعبنا , الا أن تصريحات وزير الصحة الفلسطيني لم تكن مشبعه , او بشكل ادق ليست مرضيه للجمهور و لا لمن دفع ثمن تلك الأخطاء القاتلة .

فبعد ان انسكبت اسئلة الصحفين عن الأخبار التي تسربت لهم عن التسريب النووي من أحد الأجهزة الطبية وعن مدى تأثيرها على المواطن , كانت الإجابه الصارمة من وزير الصحه بأنه سوف يحاسب من قام بتسريب هذه المعلومات الى وكالات الأنباء !!! , وهنا يجدر بنا كمواطنون ان نتسائل أيهما أحق ان يحاسب من سرب الخبر ام من تسبب به ؟؟!!!!

ولم يكتفي الوزير فقط بالتهديد و الوعيد بل استفاض أكثر بالحديث وبتفسيره للأخطاء الطبية التي وقعت بحق المواطنون والحاله التي لم يشهد لها العالم مثيل بأن يضبط الطبيب متلبس بتعاطي المخدرات اثناء دوامه الرسمي بأنه من البشر ربما يخطأ ويصيب !!!

عذراً معالي الوزير لم اعد انا وكل ابناء شعبنا نحتمل ان نسمع هذه الحوادث وهذه التبريرات , نعم ان الأطباء هم من البشر يخطؤون ويصيبون ولكن يجب ان يشعروا بالرقابة وان يشعروا بصرامة القوانين لكي لا يرتكبوا مخالفات قاتله , فمن الممكن ان نتقبل منهم ارتكاب الخطأ في مخالفة مرورية او تخلف عن دفع اجار البيت او فاتورة الهاتف , ولكن ليس من المقبول ان يعبثوا بحياة الناس وارواح المواطنون فشعبنا ليس من العبيد وليست ارواحنا بلا ثمن .

فمن يتحمل مسؤولية اسرة يموت معيلها بخطأ طبي طالما انه ليس هناك تعويضات لضحايا الأخطاء الطبية كما ذكرتم ؟؟! ومن يعوض الأباء عن فقدانهم لفلذات كبدهم ؟؟ ومن يعوض الأم التي فقدت جنينها و استصل رحمها ؟!!

وما يزيدني غرابه ما ذكره معالي الوزير حول عدم قدرته على ادارة الكفاءات وانتقاء مدراء المستشفيات بسبب الضغوط الحزبية والعشائرية التي تمارس عليه , وهنا علينا ان نقف طويلاً وان نتسائل بكل وضوح وشفافيه من الذي يتحمل مسؤولية ذلك ؟؟؟ ولماذا يوافق معالي الوزير على تلك الضغوط التي تمارس عليه والتي دفع ثمنها المواطنون ؟؟

ليس القصد من المقال هو الاستجداء من أجل تعويض ضحايا الأخطاء القاتله التي دفع ثمنها المواطنون ,بل هو من أجل الحفاظ على ارواح الناس وعلى حياتهم , وهنا علينا جميعأ ان نتسائل ماذا لو حدثت هذه الأخطاء في دولة أروبية ماذا سوف يحدث ؟؟ وهل حياة الإنسان الأروبي افضل من حياة الإنسان العربي ؟؟!!!

CONVERSATION

0 comments: