في ذكرى الأربعين المؤلمة!/ عـادل عطيـة

أيها المضيء: علماً، وشعراً، وشكلاً، وروحاً!
اليوم نجيء إليك ضيوفاً، بعد أن كنت ضيفنا العزيز كل هذه السنوات الثمينة. وبعد أن قادنا، رحيلك المؤلم، إلى بريّة "الغولغوثا"، صائمين أربعين يوماً عن الفرح!
نجيئك اليوم، وقد تضاعف شعورنا بقامتك التي تعانق صورة يسوع، ومثاله. لا لنرثيك؛ بل لترثينا!
ترثينا؛ لأن نحن هنا المجبولين من الطين والماء، كل يوم تضيق تحتنا، وفوقنا، وخلفنا، وأمامنا: الأرض!
ترثينا؛ لأن دموعنا الغزيرة حجبت عنا أنفسنا، فلم نعد نرى: أننا أولاد من أصبح من أثرياء العالم في خياله، وكلماته، وتعاليمه، العابرة للقارات!
ترثينا؛ لأن البعض منا لم يحاول بعد أن يقرأ حروفك التي خطتها على جلد الحياة، بأبجديتك القبطية، التي تعانق فضاءات العالمية، والإنسانية، والوجود!
ترثينا؛ لأننا بطيئي التعزية، أنت الناظر إلينا من مكانك الأعظم في الفردوس، مفكراً بكنيستك التي تركتها في الأرض قرب جسدك، وبصلواتك القريبة، والمستمرة: تحيك أوردة لقلب "مبغضي البشر"!
ترثينا؛ لأن الحزن أعمى قلوبنا عن ترنيمتك المجيدة: "ربنا موجود"، التي طالما رنمتها بخشوع وعظمة، وقد تركتها لنا ميراثاً حياً، يتردد صداها في كل تجربة!
أبانا المُخضّب بالنور، والجالس على متكآت قلوبنا الرحيبة!
مهما أحببناك، لن نحبك قدر الداخل إلى ملكوته السماوي، فاهنأ برفقة سيد المجد؛ لأنك كنت المجد!...

CONVERSATION

1 comments:

سميرة حنا ـ دبي يقول...

العبارة الأخيرة الواردة في مقال السيد عادل عطية كنت قرأتها وسمعتها من قبل في رثاء شربل بعيني للأب الدكتور يوسف سعيد وكان من المفروض ذكر المصدر منعاً للتأويل او الاتهام بالسرقة، لأن العبارة الأخيرة نقلت حرفياً إما عن الفيديو أو عن المقال المرفق. وهذه الأشياء تحدث كثيراً جداً في عالم الانترنت ويجب الانتباه لها