ينتابني شعور يشبه الغثيان ... والدورة الدموية في شرايني توشك ان تتوقف عن الدوران .. كلما اقتربت من اوراقي لأكتب .. ويحاصرني الصمت والذهول .. وانا شارد الذهن .. احدق في هذه الاوراق البيضاء التي تذكرني بلون اكفان اطفال فلسطين .. الذين يتساقطون الآن في غزة .. بنيران عدو جائر ليس له ضمير .. وليس له دين ..
اطفال غزة .. اطفال فلسطين معظمهم يموتون تحت الانقاض والركام .. ويغادرون هذه الدنيا .. بلا وطن .. وبلا قبر او كفن .. فهل كان قدر الطفل الفلسطيني .. الذي اغتصبوا منه الارض والوطن .. ان يموت دون ان يحظى بجنازة او كفن ؟؟؟
لم نعد بحاجة الى البحث والتنقيب والعودة الى انسكلوبيدا السياسة والابحاث لندرك ان تنظيم داعش تأسس بقرار اميركي . وان اميره الذي سموه ابو بكر البغدادي .. هو صهيوني واسمه الحقيقي شمعون ايلوت .. زرعه الموساد الاسرائيلي ليكون ذراعه الضاربة .. لاستباحة دم اهلنا في الشام وفي لبنان وفي العراق ... العدو الاسرائيلي ذراعه لا تستطيع الوصول الى الغوطة والى القلمون والى يبرود والى الرقة ودير الزور ..فأوكلت هذه المهمة الى تنظيم داعش .. ليدمر ويقتل ويرتكب المجازر وذراع.. العدو الاسرائيلي لا تسطيع الوصول الى عرسال لتروع اهلنا وتقتل العديد من جنود الجيش اللبناني ... وذراع العدو الاسرائيلي لا تستطيع الوصول الى المدن والبلدات العراقية .. والى الموصل لقتل المسيحيين والمسلمين .. تقتل المسيحيين وتدمر كنائسهم .. الاسرائيليون والاميركان اوجدوا تنظيم داعش .. وسلحوه ومولوه ليخوض حربهم نيابة عنهم بسلاحهم واموالهم ..
لقد بكى السيد المسيح في عليائه عندما دخل الداعيشيون الى معلولا في الشام ودمروا الرموز المسيحية وأسروا الراهبات .. وبكى السيد المسيح قبل ذلك يوم ارتكب العدو الاسرائيلي مجزرته المروعة في قانا جنوب لبنان .. قانا التي احبت السيد المسيح واحبها واستراح على ترابها الذي جُبل بدماء اطفال ونساء الجنوب .. فتقدس الدم وتخلد التراب عندما خالط دموعه ...
السيد المسيح بكى في الشام .. في باب توما وفي معلولا وفي قانا .. ولكن السماء بكت عندما ذُبح .. وذُبح اتباعه في الموصل .. ودُمرت كنيسته وعبث ابناء الافاعي الداعيشيون بحرمتها ومحتوياتها ..
لقد اوجدت اميركا القاعد لتحارب الروس في افغانستان .. وعندما دخل جيشها ليحل محل الجيش الروسي .. انقلبت عليها .. وبدأت تحاربها .. وتطارد قادتها .. وتصطادهم كالثيران البرية ..
ظهور المقاومة التي بدأت تشكل تهديدا لمشاريعها في المنطقة .. وتشكل تهديدا للكيان الصهيوني .. والتي مرغت انفه في جنوب لبنان في حرب تموز 2006 .. هذه المقاومة أقلقت اميركا .. فوضعت خطة .. للسيطرة على كيانات الهلال السوري الخصيب .. وبدأت من العراق الذي اجتاحته عام 2003 على ان تكون الخطوة الثانية اجتياح سوريا الشام .. ولكن بفعل ضربات المقاومة .. غرق جيشها في وحول لم تكن تتوقعها .. فلم تتمكن من اجتياح سوريا الشام يومها .. وانكفأ جيشها وأُرغم على الانسحاب .. في هذه الفترة وكما تقول وزيرة خارجيتها هيلاري كلنتون في كتابها ( خيارات صعبة ) ( اتفقنا مع الأخوان مع الأخوان المسلمين على تأسيس تنظيم داعش ..هذا التنظيم أسسته المخابرات الاميركية بالتعاون مع الموساد الأسرائيلي ليكون مقاومة عميلة مأجورة .. تنفذ ما عجزت عنه كل من اميركا واسرائيل .. لتتصدى للمقاومة الوطنية المدعومة من سوريا الشام ...
هذا الدمار الذي نشهده على ارض الشام والعراق وهذه الهجمة البربرية على غزة هي فصول دموية من مسلسل اميركي صهيوني .. لاسقاط سلاح المقاومة .. وقد تبين ان الذين كانوا يطالبون بتجريد المقاومة من سلاحها في لبنان .. كانوا يتحركون وفقا للسيناريو الاميركي الصهيوني .. لكي تبقى العصابات الصهيونية المحتلة لأرض فلسطين القوة الوحيدة المتحكمة بمصير وأمن الهلال السوري الخصيب .. ولكي تحقق مشروعها العدواني الأستطاني واقامة دولتها والتي حدودها من نهر الفرات الى تخوم نهر النيل على حدود مصر ...
لقد ذاب الثلج وبان المرج .. وتبين ان الذي يقتل اهلنا في غزة وفي سوريا الشام وفي العراق وفي لبنان .. هو ثُعبان بثلاث رؤوس .. رأس اسمه الولايات المتحدة الاميركية .. ورأس اسمه العدو الصهيوني .. ورأس اسمه داعش الذي يحاربنا متسترا بعباءة الدين ..
امام هذا الخطر المصيري الذي يتهدد وجودنا برمته ... ندق ناقوس الخطر .. ونخاطب الامة بكل مكوناتها ونقول ... اذا لم تحولوا ارض الوطن . كل الوطن الى خندق ونتحول جميعنا الى مقاومين .. لنتصدى لهذا الثعبان المثلث الرؤوس .. ستتحول ارض الوطن الى مقبرة جماعية لنا جميعا ..
يحضرني قول لمؤسس الحزب السوري القومي الاجتماعي انطون سعادة ( اننا جنود نهضة نحارب في جميع الجهات لان حربنا هي حرب عز لهذه الامة ) ... نحارب في سوريا الشام .. وفي فلسطين وفي العراق .. وفي لبنان .. اننا نواجه وحشا رهيبا ان لم نصرعه سيصرعنا جميعا .. ونحن ندرك .. ونعلم علم اليقين .. اننا سنصرع هذا التنين .. وسياتي اليوم الذي يرفع فيه طفل فلسطيني علم النصر على ارض فلسطين .. كل فلسطين .. وليمسح بكفه دموع السيد المسيح .. وليشهد على قيامته وانتصاره على الموت .. لتعود اليه كنيسته .. لتتعانق اصوات المآذن مع صدى اجراس الكنائس .. في القدس .. وفي معلولا .. وفي باب توما .. وفي الموصل .. وسيكون انتصارنا انتصارا عظيما لأعظم صبر في التاريخ
سدني – استراليا
Fouad-shriedy@hotmail.com
0 comments:
إرسال تعليق