الرسالة الأولى للرئيس: أفيقوا قبل فوات الآوان/ مجدى نجيب وهبة

** إنطلقت حمى الهجوم على الرئيس "عبد الفتاح السيسى" عقب موافقته على إلغاء الدعم جزئيا عن البنزين والسولار ، وإندفعت الأقلام الصحفية تندد بالقرار .. البعض قال "قرار غير حكيم فى لحظات فارقة فى مصير الأمة المصرية وقد يدعو إلى إشعال الشارع المصرى بالوقفات الإحتجاجية والمظاهرات الغاضبة" .. فقرار رفع الدعم عن النزبن والسولار يعنى إرتفاع كل الأسعار بداية من رغيف الخبز إلى أسعار الفاكهة والخضروات .. وبالطبع إرتفاع تسعيرة المواصلات لتصل للضعف ، وإندلاع الشارع بالفوضى والإحتكاكات بين الجمهور وسائقى التاكسى وسائقى الميكروباص ، بل كل وسائل النقل الخاصة .. ويتبع ذلك إرتفاع أسعار الملابس وأسعار الشقق والأدوات الكهربائية ، وهو ما يؤدى إلى الضغط على المواطن البسيط جدا الذى لن يستطيع أن يتحمل كل هذا الإرتفاع الجنونى والفارق فى الأسعار ..
** وتباعا .. سيبدأ النقاش الحاد فى المواصلات العامة ، وفى المصالح الحكومية ، وهو ما يعطى ذريعة للثورة ضد الرئيس عبد الفتاح السيسى ، صاحب القرار الذى سيتحمله بالكامل ..
** سينتهز البعض الفرصة ، وبالذات من الذين عملوا ومازالوا يعملون من خلف الأبواب لإسقاط الدولة المصرية وتحقيق حلم أوباما والإرهاب .. ينضم إليهم بالقطع قطيع الخرفان من جماعة الإخوان المسلمين الإرهابيين ليستغلوا الموقف أشد إستغلالا ويقدمون أنفسهم مرة أخرى للشعب المصرى .. على أنهم البديل لنظام الإنقلابيين أو ما يحلو لهم أن يطلقون عليه "حكم العسكر" .. ثم تبدأ حملات توزيع زجاجات الزيت والسكر والدعم المالى لضمان كسب الأصوات على الأقل فى البرلمان القادم ، وهو ما يفتح السكة مرة أخرى لعودة هذه الجماعة الإرهابية ، وعودة حكم مرسى والإخوان ..
** فهل لا يعلم الرئيس عبد الفتاح السيسى كل هذه الإحتمالات الواردة ، وهو رجل المخابرات السابق فى الجيش المصرى .. هل لا يقرأ الرئيس المشهد القادم بكل مخاوفه وهو من قال إنها أخر فرصة لمصر .. فإذا سقطت فلن تقوم لها قومة ثانية مرة أخرى ..
** إذا كان ذلك بدأ يتحقق بالفعل فى الشارع المصرى منذ أمس ، ويكفى أن تتنقل فى بعض وسائل المواصلات لتسمع الحوارات الدائرة بين بعض المواطنين عن حالة الغلاء وكيف يتحملها الفقير وحده ، وكيف ستستمر الحياة فى ظل هذه الزيادات الخطيرة .. أو حاول أن تحاور أحد سائقى التاكسى .. ستجد الشكوى ، بل والترحم على زمن الإخوان الإرهابيين .. وبخبث ودهاء ومكر الإخوان يبدأون فى المقارنة بين أبو قلب حنين الجاسوس محمد مرسى العياط ، الذى رفض إلغاء الدعم حتى لا يضار الفقراء ، وبين قرار الإنقلابى عبد الفتاح السيسى .. وبالطبع مع حالات الفقر والجوع ستنطلق الأصوات للترحم على أيام محمد مرسى العياط نصير الفقراء ..
** ثم تنطلق أصوات أشد خبثا وهى تتساءل ، ماذا لو كان من رفع الدعم هو المعزول محمد مرسى العياط .. فكيف كان يتناول الإعلام ذلك ، وما حجم خروج الجماهير فى الشارع المصرى للمطالبة بعزل محمد مرسى العياط ، وبالطبع ستكون الإجابة أن الشعب لن ينام ولن يعمل إلا بعد محاكمة الرئيس ، وهنا يقصدون محمد مرسى العياط .. فبالطبع ما يحدث الأن هو التحريض ضد الرئيس السيسى بطريق غير مباشر..
** لكن غدا سيكون التحريض علانية عبر وسائل الإعلام ، وعبر بعض الصحف والإعلاميين والكتاب الأغبياء ، ولم يعطوا لأنفسهم لحظة واحدة أن يحللوا أو يترجموا رسائل الرئيس الذى أنقذ مصر من براثن الإخوان والمؤامرات أكثر من أى رئيس حكم هذا الوطن حتى الأن ..
** نعم .. إنه أكثرهم حكمة وشجاعة رغم الظروف الصعبة التى تولى فيها حكم مصر وديون رهيبة تراكمت على الدولة منذ خمسون عاما ، بلغت أكثر من 2 بليون جنيه مصرى التى لن تجدى معها المسكنات أو الحلول المؤقتة .. فلم يكن أمام الرئيس إلا إلغاء الدعم .. ووضع هذه المليارات فى خدمات تقدم للمواطن المصرى مثل العلاج والتعليم ، والذى وصل إلى أقصى تدنى لهم فى مصر .. فلم يعد هناك علاج يقدم فى مصر للفقراء ، بل تحولت المستشفيات إلى مخزن ومسكن للحشرات والقوارض ، وإنحدر التعليم إلى أدنى مستوى له فى مصر ، وإنعدمت الثقافة والأخلاق .. فيكف نعيد بناء كل ذلك ونخرج مصر من أزمتها الطاحنة ..
** لم يعد أمام الرئيس إلا إلغاء الدعم عن البنزين والسولار لكى يعيش المواطن .. ربما يكون القرار قاسى جدا ، ولكن ليس هناك بديل .. فقد خاطب الرئيس رجال الأعمال فى مصر وخارج مصر بالتعاون مع النظام والدفع بعجلة الإنتاج لخروج مصر من أزمتها الطاحنة .. ولكن هيهات فقد أصم رجال الأعمال أذانهم ، وأعطوا الرئيس ظهورهم ، وقال "كل رجل أعمال يقول فى نفسه لماذا أكون أنا البادئ ، ولماذا لا يكون هناك غيرى ، ولماذا أضحى أنا بالملايين التى أمتلكها" .. وفى النهاية أعطى كل رجال الأعمال ظهرهم للرئيس ، ولم يستوعبوا الدرس ، ولم يدركوا أن البديل فى إنهيار الإقتصاد المصرى هو سقوط الدولة وإنتهاء مملكة رجال الأعمال أنفسهم ..
** لقد تناسى رجال الأعمال أن البديل لسقوط الدولة المصرية هو مرعب ومخيف وضياع لثرواتهم ، وربما وضعهم فى السجون .. ويبدو أنهم تناسوا ما كان يخطط له جماعة الإخوان المسلمين وحكم المرشد العام للإخوان .. يبدو أن رجال الأعمال قد تناسوا خطة الإخوان للإنقضاض على ثرواتهم والتى تبدأ بإظهار النوايا الحسنة ، ثم تندرج لسحب ثرواتهم حتى ينتهى بوضعهم فى السجون وتلفيق الإتهامات لهم حتى يتنازلوا عن كل ثرواتهم طواعية ليهربوا بجلدهم ..
** تناسى رجال الأعمال ما فعله الشعب وما قدمه الجيش وما تحمله الرئيس المصرى المشير عبد الفتاح السيسى من أجل الحفاظ على كرامة الدولة المصرية وكرامة أصحاب رؤوس الأموال .. والدرس الذى لم يستوعبه رجال الأعمال .. ماذا لو إنهارت الدولة المصرية ، فالرئيس لن يكرر نداءه مرة أخرى ، وليس أمامه حلول أخرى .. فما هى نتيجة السقوط ؟ ..
** أعتقد أن النتيجة هى سقوط كل أصحاب الثروات وعلى رأسهم رجل الأعمال الملياردير نجيب ساويرس ، وأصحاب شركات المحمول ، وأصحاب الثروات والقنوات الفضائية ، وأصحاب الشركات الكبرى .. كل هؤلاء سيفرمهم الإخوان ، وسيحصلون على كل ثرواتهم شاءوا أم أبوا .. فالنتيجة واحدة ، والسبب يرجع إلى تعندهم ورفض تعاونهم مع الدولة المصرية لإعادة التوازن الإقتصادى بين الدخل والإنفاق والخدمات والأجور والأسعار ..
** أما الرسالة الثانية .. فهى بالطبع موجهة لكل دول الخليج ، فقد لا يدرون حجم الحرب التى قادتها مصر ضد أكبر مؤامرة أدارتها أمريكا لتدمير منطقة الشرق الأوسط بالكامل ، والإستيلاء على كل دول الخليج ..
** يبدو أن دول الخليج لم يصلها حجم المؤامرة التى تعرضت لها مصر والتى وقفت صامدة بجيشها وشعبها ضدها ، وسقطت دول عديدة فى براثن هذه المؤامرة مثل العراق التى إنتهت إلى الأبد ، وسقطت ليبيا ولن تعود ، وستظل تصارع لفترات طويلة ، وتمزقت تونس ، وإنهارت اليمن وتحولت إلى ميليشيات وعصابات ، وتم تدمير سوريا بالكامل ، وتحتاج سنوات لإعادة الأمن والأمان بها ، والدور السورى فى المنطقة والفضل الكبير يرجع إلى العاهرة الملعونة أمريكا .. فهى المخطط والمنفذ لكل هذه الجرائم فى العراق وليبيا وتونس واليمن وسوريا .
** لم يتبقى أمام القواد الأمريكى باراك حسين أوباما إلا دولة مصر .. فإذا سقطت مصر سقط معها كل دول الخليج .. صمدت مصر ووقفت ضد أكبر مؤامرة قذرة وإستطاعت أن تلم كلاب الإخوان وتضعهم فى السجون ، وإنطلقت الشعارات الفضفاضة من دول الخليج تؤيد وتبارك ثورة 30 يونيو المصرية ، وتؤيد وتبارك وصول الرئيس عبد الفتاح السيسى لمنصب الرئيس المصرى بإرادة شعبية كبيرة مع تقديم الوعود والكلام المعسول عن كل سبل العون والدعم للدولة المصرية ، وضخ المشاريع الإستثمارية .. وقابل الرئيس كل ذلك بمزيد من الحب والوعود بأن أى إعتداء على أى دولة خليجية هو إعتداء على الشعب المصرى ولن تقبله مصر ، ولن تتهاون فى الدفاع عن دول الخليج ضد المؤامرات التى تحاك حولهم ..
** الكلام واضح ولا يحتاج لأى نوع من التفسير .. ومع ذلك تمر الأيام وتتبخر وعود دول الخليج فى الهواء .. فمازالت مصر تئن من الأوجاع والإنهيار ولا حياة لمن تنادى .. وربما تكون الرسالة القادمة لو إنهارت مصر فستنهار كل دول الخليج بأسرع مما يتصوره بشر .. ولن تجدى صرخات الأشقاء العرب ، بل سيلجأ الكثير منهم إلى أمريكا لحمايتها .. وهذا هو ما تنتظره أمريكا .. فهم لا يعلمون أن أمريكا ستعمل على مساعدة الإرهاب فى السيطرة على الحكم .. ثم تجهض الدول حتى تنهار ، فتصبح هذه الدول فريسة سهلة للذئب الأمريكى ، وأعتقد أنه لن يترك الإرهابيين أى حاكم عربى إلا وسوف يتم إعدامه حتى تنتهى أسطورة المملكة العربية السعودية ، وأمراء الكويت ، والبحرين ، وكل دول الخليج ..
** أفيقوا قبل فوات الآوان .. إنها رسائل أكبر زعيم فى المنطقة لرجال الأعمال ودول الخليج .. فالبديل هو أخطر وأصعب مما تتخيلون ...

صوت الأقباط المصريين

CONVERSATION

0 comments: