من الذى إقتحم أسوار الإتحادية؟/ مجدى نجيب وهبة

** يخطئ كل من يعتقد أن الجماعة الإرهابية المسماة بأجناد مصر ، هى من دبرت زرع ثلاثة قنابل أمام قصر الإتحادية بالأمس .. فالحقيقة أن البيان الذى أصدرته هذه الجماعة هو للتمويه فقط ، ولتحويل الأنظار إلى هذه الجماعات الإرهابية .. تارة "أنصار بيت المقدس" ، وتارة أخرى "أجناد مصر" ، وتارة "تنظيم داعش" .. فكلها أسماء حركية لتنظيم الإخوان المسلمين الإرهابى ..

** إعتقد البعض أن تنظيم الإخوان المسلمين هو المجموعة أو العصابة التى تم القبض عليها ، ومعهم المرشد العام للجماعة .. بل أن تنظيم الإخوان هو تنظيم عقائدى منتشر فى جميع دول العالم كالسرطان ، كانت بدايته من مصر وتسلل إلى الدول العربية ، ثم إنتقل إلى أوربا وأمريكا ..

** إن تنظيم الإخوان المسلمين هو أخطر تشكيل عصابى فى العالم .. يؤمن بتكفير الأخر ، والقتل وسفك الدماء غايتهم .. ونشر دعوتهم المسمومة هى هدفهم .. هذا التنظيم الإرهابى يمتد جذوره فى مصر فى كل مرافق الدولة بداية من جهاز الشرطة وصولا للقضاء ..

** دعونا نتحاور بالمنطق والعقل .. هل يمكن أن يتصور عاقل أن يقوم بعض الأفراد المنتميين لهذه التنظيمات الإرهابية بزرع ثلاثة قنابل أمام أسوار الإتحادية ، وهناك أكثر من ضابط أمن وأكثر من برج مراقبة قد لا تراهم وأنت تسير بالقرب من القصر .. فالمنطقى والطبيعى أن أى فرد من هذا التنظيم يقترب من أسوار القصر فلا بد أن تصيبه رصاصة قد تؤدى بحياته ، أو يتم القبض عليه .. وفى هذه الحالة لن يكون بمفرده بل هناك أخرين سيتم القبض عليهم كشركاء للإرهابى أو ممولين أو ضمن التنظيم ، إذن .. من هم الذين إستعانت بهم الجماعة الإرهابية لزرع هذه القنابل ؟ ..

** قبل الإجابة على هذا السؤال .. أعتقد أننا أعطينا مجموعة من الأسباب التى تجعل من وجود عضو من أعضاء التنظيم الإرهابي هو بمثابة عملية إنتحارية .. إذن فمن يملك القدرة على وضع القنبلة وهو واقف واثقا من نفسه .. ربما زرعها ليلا وفجرها فى النهار ، وهو واقف على بعد أمتار من التفجير .. ربما إستغل أحد العساكر المجندين الذى ينتمى بفكره لهذا التنظيم ..

** إذن .. فليس أمامنا إلا فرد أو فردين من أمن القصر نفسه ، ومن العاملين بوزارة الداخلية .. وقد ثبت بالدلائل والقرائن أن هناك بعض الضباط المنتميين لهذا التنظيم الذين كان لهم دور كبيرا فى إغتيال زملاءهم بالتبليغ عن خط سير تحركاتهم .. وبناء عليه تم رصدهم وإغتيال العديد من ضباط أمن الدولة ، بل ومعظم الذين تم إغتيالهم كانوا يتولون ملفات الجماعات الإرهابية .. أى أن الرصد كان من بعض زملائهم فى الداخلية وتم الإغتيال للإنتقام وتوصيل رسالة بأن كل من ساهم فى إغتيال أو القبض علي أو تسليم إرهابى من هذه الجماعة .. فهذا هو مصيره .. بمعنى أن الإغتيال لم يكن عشوائيا أو لمجرد أنه أحد ضباط وزارة الداخلية ، بل الإغتيال تم بناء على تعاون بين ضباط خونة من زملاء الشهيد وأفراد من تنظيم هذه الجماعة بل ويتم المراقبة ثم التبليغ بالموبايل عن لحظة تنفيذ الجريمة دون القبض على هؤلاء المجرمين .. بل نرى أن هناك عقيد شرطة يدعى "عمر عفيفى" ، هارب من مصر ، ويقيم فى أمريكا بعد حصوله على اللجوء السياسى ، ويقوم بتوجيه الإرهابيين من خلال بعض الرسائل على صفحات الفيس بوك .. بل أنه تم بالفعل القبض على بعض ضباط وزارة الداخلية بعد التحريات عن علاقة هؤلاء بإغتيال زملاءهم من ضباط الداخلية ، وتحديدا ضباط أمن الدولة ..

** أما قصة رصد كاميرات المراقبة أمام القصر ، لوجود 4 من عمال النظافة ، فأعتقد أنهم لن يستطيعوا أن يقوموا بهذه المهمة بمفردهم .. بل هناك من كان يحميهم ويعطيهم الضوء الأخضر ..

** إذن .. فنحن أمام تنظيم إرهابى إخترق أسوار الإتحادية بمساعدة أفراد من الحراسات الأمنية أنفسهم ممن باعوا ضمائرهم للشيطان أو ممن ينتمون لعقيدة الإخوان المسلمين التى تقول "التكفير مبدأنا والقتل وسفك الدماء غايتنا ، ونشر دعوتهم المسمومة أسمى أمانينا" ..

** خطورة ما يحدث الأن ، يكشف عن ثقة الإخوان الإرهابيين أثناء محاكمتهم وتطاولهم على القضاة ، بل والكارثة إنه حتى الأن يتم محاكمتهم فى العديد من البلاغات .. رغم أنها بنفس المضامين .. وكان يمكن ضم كل القضايا فى ملف واحد يتم نظره ، ثم البطء فى المحاكمة وهو ما يدعو للدهشة بينما المؤكد أن الوطن فى خطر ..

** نعم .. خطورة ما يحدث أن الحرب أصبحت بين الإسلام والدولة .. وهنا يبرر كل المجرمين والخونة إرهابهم وسفالتهم بأنهم يدافعون عن الإسلام ، ويدافعون عن الرسول ضد الغزو الصليبى .. وهو ما كان يحدث فى زمن حكم السادات وطوال حكم مبارك ..

** وما يساعد على ذلك أن بعض الضباط الذين تم ضبطهم والذين أرشدوا عن زملاءهم من ضباط الداخلية ، وبالفعل تم إغتيالهم .. مازالوا يحاكموا حتى الأن .. أو بالأدق إكتفت بعض الدوائر القضائية والنيابية بالحكم عليهم بالسجن .. بل أن كل الأحكام التى صدرت بإعدام الإرهابيين الذين ثبتت التحقيقات تورطهم فى جرائم قتل وإرهاب لم ينفذ حكم واحد حتى الأن ، رغم ثبوت كل الجرائم ..

** لقد كانت تفجيرات قصر الإتحادية بالأمس هى رسالة مباشرة ، موجهة للرئيس السيسى ولثورة 30 يونيو ، وللشعب المصرى الأصيل الحر ، بأننا على أبواب سور الإتحادية ونستطيع أن نصل إلى غرف القصر .. فهل سنظل ندين ونشجب ونندد ، وسوف نخجل من الكشف عن القتلة الحقيقيين حتى يتم سقوط هذه الدولة .. ولحظتها لا تلوموا إلا أنفسكم ، ولا تلوموا إلا كل من أقسم على حماية هذا الوطن .. لأنه هو الذى ساعد على سقوط الوطن ..

** أما ما يزيد من السخرية بالشعب المصرى هو إستمرار السيد وزير الداخلية فى منصبه حتى الأن .. وحرصه على تشببع الجنازات حتى أنه لقب بوزير الجنازات ، ولم يجرى حتى الأن أى تحقيقات داخل جهاز الشرطة حول مغزى كل التفجيرات السابقة والحالية ، ومعاقبة كل المقصرين أو الكشف عن إنتماءات بعض الضباط لجماعة الإخوان المسلمين ..

صوت الأقباط المصريين