رسالة احتجاج إلى الأزهر/ شوقي مسلماني

1 ـ (ولا تتفرّقوا)  
مثلاً، فإنّ البطل هو ليس إرادة وحسب، بل هو تراكم، وتراكم، ورياح مؤاتية. 
**

2 ـ (التلفزيون الإسرائيلي)  
مراسل أجنبي يتحدّث إلى ضابط إسرائيلي، وهما يطلاّن على الخراب والقصف المتبادل في الطرف السوري، قال: "يا إلهي! ما هذا الذي يفعلونه ببعضهم البعض، كيف غداً سيعيشون معاً"؟!. قال الضابط وهو يخفي عينيه: "إذا عاشوا"!. 
**

3 ـ (ضحى شمس)  
"هودي الزعما بلبنان عم بيديرو أزمة نظام انتهى".
**

4 ـ (هكذا!)  
قديمة، وهكذا: مَن "يمشي" الباطلُ أم الحقّ؟. قال: الباطلُ!. قال: فمَن يكون الرابح؟. قال: الباطلُ!. قال: ألم تقل أنّ الباطلَ هو الذي "يمشي" أي ينصرِف مهزوماً؟!. قال: قلتُ: الباطلُ "يمشي" بمعنى طريقه سالكة وآمنة، وأنّ الحقّ لا "يمشي" بمعنى لا طريق له وهو غير منظور!. 
**

5 ـ (قال)  
وها هي إفريقيا المنكوبة، وها هي قرطاج وقد دُمّرت، بجريمةٍ من كبريات الجرائم في التاريخ البشري، عن بكرة أبيها. يا صديقي إجمعْ حالك. أيّها الكريم لا تتفرّق!.
**

6 ـ (هزيمة)  
والهزيمة الهزيمة هي عندما لا يبقى لشيء معنى سوى العبث.
**

7 ـ (الأب والإبن)  
قال صديقي فضل عبد الحي قبل أن يضحك ضحكة عالية: "أفضل شي بإسم جورج بوش إنّه إسم للأب وللإبن، يعني إذا شتمتْ واحدْ بتْكون عم تشتم التنين"!. 
**

8 ـ حسين "أبو عيسى"!    
إسمه: "حسين". كذلك على إسم إبنه البكر، حفظهما الله، ينادونه "أبو عيسى". وأخيراً أيضاً حمّلوه مسؤوليّة خطأ، فقال: قلتُ: إسمي "حسين" فقتلوني، وقلتُ: "أبو عيسى" فصلبوني!. 
**

9 ـ (صديقي)   
واختصاراً، وعوض أن يقول: "أيتها الأخوات، أيّها الأخوة" قال: "أيّتها الأخوة"! وفي مناسبة ثانية قال: "أيّها الأخوات"!.
**

10 ـ (رسالة احتجاج إلى الأزهر)    
سألني أن أساعده على كتابة احتجاج يريد أن يرسله إلى شيخ الأزهر، وسألته عن أصل الحكاية؟. قال: "كِيفْ بالإسلامْ مُساواةْ بين الرجل والمرأه وْفِي حديثْ بيقولْ "أمّك ثمّ أمّك ثمّ أمّك ثمّ أبوك"؟ هيدا حديثْ مدسوسْ!. ويْنِ المساواةْ"؟!. ولكي أهرب من هذه الورطة سألته: "هل استشرت الأهلْ والأقاربْ وأسرتك أو شيخْ بالموضوع"؟. سألني باهتمام عن السبب؟ قلت: "الموضوعْ حسّاس، وْيمكن يثيرْ حفيظة التكفيريين ويفتوا، لا سمح الله، فيك، وْمَا تْلاقي مين يحتضنكْ ويْدافعْ عنّك لمّا يتسرّب الخبر للإعلامْ والفضائيّات"!. فتحرّك في كرسيّه، وهو يبتسم بارتباك، وقال: "هلّقْ نحنا عمنحكي"!. 
**

11 ـ (خذْ منه القبر)   
دخل على خال له فوجده على غضب، فاستوضحه، فاشتكى من طمع وجشع أخ له وضع يده بالتزوير على أغلب الأرض التي تركها الأب المرحوم لأبنائه، فقال: "هل تريد أن تقهره"؟ فما إلاّ سأله باهتمام عن السبيل؟ فقال: "لقد حفر قبراً بجوار قبر أبيه ليُدفن فيه عندما يموت، فاعمل طريقة وخذه منه"! فنظر إليه بقرف شديد وقال له: "هذا كلّ ما طلع معك"؟!.
**

12 ـ ("تلفون لألله")   
عمره أربع سنوات، وقال لأبيه: "بدّي تلفن لألله"!. اندهش الأب ممّا طرق أذنيه، وبسبب من المفاجأة تعثّر في ما سيقول. وقال الإبن، بعد صمت: "بدّي قلّو جايين لعندك، ورح يقلّي أهلا وسهلا"!. تطيّر الأب من هذا الكلام، وشاء أن يقول له "إنّنا لا نريد الذهاب إليه" وقبل أن يفتح فمه قال له إبنه: "على كل حال ما بنعرف شو رقمه"؟ ولم يلحق الأب أن يلحظ انفراجاً حتى قال له الإبن: "على كل حال هوّي بيتلفن"!. 
**

13 ـ ("دولاب فلتان")   
قال: "كنتُ أقود سيّارتي عائداً من كانبرا إلى سيدني بسرعة 110 كلم بالساعة، وذلك بحسب إشارات السرعة القصوى. ومن لا مكان، تجاوزتني سيّارة بسرعة صاروخ ثمّ ما لبثت أن انحرفت وتشقلبت مرّات كثيرة حتى أخيراً استقرّت. وأنا أوقفت سيّارتي، واندفعتُ ركضاً عسى تكون بعد زفرة في السائق. وحقّاً عثرتُ على السائق حيّاً، وساعدته على الخروج من حطام السيّارة، وليس فيه جرح واحد!. وقبل أن يستقلّ سيّارة عابرة عائداً إلى كانبرا شكرني على نخوتي اللبنانيّة!. وأنا تابعت القيادة إلى سيدني. وبعد انقضاء أكثر من ساعة لمحت من بعيد شيئاً وسط الطريق يتقدّم بسرعة فائقة. أسرعتُ كي ألحق به وأتأكّد. وتبعته، ورأيته. كان وحده لا يزال يكرج منذ طار من المتدهورة"!. 
**

14 ـ (الفنّان)    
يلاحظ الفنّان أنّ أناساً يتذكّرون إبريق الفخّار بعاطفة، مثالاً لا حصراً، فيخلق لهم معرضاً فنيّاً بهيجاً كلّه أباريق فخّار.  
**

15 ـ (دقّاتُ الساعة)   
حتى إذا أعطيتهم كلّ ما في اليد نظروا إلى ماذا في اليد الثانية؟!. 
**

16 ـ (دائماً) 
والبحرُ دليلُه 
وما مِن أثر 
في المسيرِ الطويل 
إلاّ له ذاته!. 
**

17 ـ (هو)  
وأغمضَ عينيه آخِر مرّة على عالَم لا يتحقّق.
Shawki1@optusnet.com.au 

CONVERSATION

0 comments: