إمرأة الليل/ خليل الوافي


ما الذي يأخذني إليك 
يا امرأة الليل.. 
أعطش يراود تربة وطن؟ 
أسنون عجاف تبرأت مني؟
أم حروف متناثرة تآكلت في زوايا القصيدة؟ 
تجرحني الكلمات وأحلامي المراهقة 
في مرآة وجهي 
أمد يدي خلف السياج الشائك 
تتسلل الخطى 
في همس الكلام الملغوم 
على حافة الأسئلة
تبحث عن إجابات من فم عجوز 
تغازل وجه القمر. 
ينصهر الحجر في علب ليلية
تحت إيقاع الرقص . 
كان الملح يخرج من عطش الورق 
المزركش بألوان الخريف
نظرت إلى سماء الصمت الأزلي 
يأتي الصمت خجولا من عيون ماكرة... 

يا امرأة الليل.. 
طوبى لمن أوغل السيف 
في قلب العاصفة 
أمد يدي 
تتلمس خصوبة الماء 
في تجاعيد الشجر الصامد 
في مسالك الريح 
ينزع الجرح آثار الأصفاد 
يغتسل من حدود الوهم
فوق صخرة القرابين 
إقتربْ أيها الليل الغريب 
في يدي 
لعلي أمسك نجمك العالي ...
فتبدو عصية تلك العروبة 
البعيدة عن وطني.

يا امرأة الليل.. 
أهديك دمي 
أمد يدي 
لتحمي نفسك من ظلي
أين يدي يا امرأة الليل؟ 
أضاعت في قرع الباب 
أتراها ضاعت في مسالك التيه
أتخونني يدي يا امرأة الليل 
لا... 
لا... 
ها يدي تحمل نعشي 
فأغادر رصيف العمر ..
لا تمد يدك نحوي 
قد تسرقك 
عروس البحر
والقصيدة المحروسة 
وتنسى... 
لاتمد يدك مثلي!
ثم تنسى...
وتمد يدك مثلي...

CONVERSATION

0 comments: