منقسمون وماذا بعد؟/ ايمان حجازى

قبل ثورة 25 يناير كان الشعب مجبرا على تحمل المكاره ,كان الشعب يدرى بأنه واقع تحت ظلم بين لطاغية ,كان يعلم بأن هناك فساد وأن حاكمه ديكتاتور فاشى ولكن لم يكن لديه القدرة على الإعتراض وكان ينقصه العزم على إتخاذ قرار بشأن يومه وغده
وعشية ليلة 25 يناير ولد الغضب فى صدور المصريين وشحذ العزم الهمم على الصياح بصوت عالى وطلب الحرية والزود عن الكرامة والإستعداد للتضحية بالروح فى سبيل العيش بعزة نفس
وأحيى يوم 25 يناير فى النفوس الرغبة فى الحصول على كافة الحقوق الإنسانية فى الحياة ,, ولأن الله جل وعلا لحكمته خلقنا مختلفين وجعل فى إختلافنا رحمة فكان للجميع مصالح يتمنى تحقيقها ربما تختلف عن رغبات الغير
كان ليوم 25 يناير فى نفوس الناس الأثر العظيم حيث وضع أسس أو أظهر باطن كل نفس فجعلها تحبذ تحقيق مصالحها بغض النظر عن مصالح الآخر وهل هى متوافقة معه أم لا !!
خلق يوم 25 يناير فى النفوس الجرأة على المطالبة بالحقوق وعدم إنتظار الآخر حتى يبدى موافقته أو قبوله فأصبح الكل يريد والكل يرغب فى تحقيق ما يريد وبأى شكل
وقد كان منذ ذلك اليوم العظيم أن إنكشفت عورة الشعب فقد بان منقسما الى أشياع متفرقة منه الإخوانى والسلفى والليبرالى والعلمانى والناصرى والوفدى والمسلم والمسيحى والشيعى والبهائى والرجل والمرأة والكهل والطفل والشرطة والجيش والحكومة والى ما غير ذلك .... والكل له أحلام بل طلبات ويأبى ألا يتنازل عن تحقيقها وقد أعطاه يوم 25 يناير الحق فى الحصول على ما يريد
وتصارع الأضداد حتى وصل الإخوان بأحلامهم الى قمة الجبل وحكمو البلاد لمدة عام فبغو وطغو وإستحوزو وأفشلو الحياة السياسية والإقتصادية والإجتماعية وحتى الدينية وظهر فشلهم  واضحا جليا لا تخطأه العيون ولا العقول
ولكن المارد الذى أيقظته ثورة 25 يناير لم يرد أن يستكين فطلب من الإخوان الرحيل لأنهم لم يحققو له ما تصبو إليه نفسه ولم يحققو مطالب ثورته , وكان لزاما على الإخوان أن ينتحو جانبا ويغلبو العقل ويتركو الساحة للغير ليأخذ فرصته فى تصحيح الكوارث التى خلفها حكمهم الفاشل بكل المقاييس وأن يأخذو وقتهم فيعيدو ترتيب أوراقهم ويجهزو ويستعدو لخوض المعركة مرة أخرى , ولكن حب السلطة أعمى العيون وعلا على صوت العقل والمنطق وأخذتهم العزة بغير الحق ,,, من هنا إنقسم الشعب وطلع نهار لم تكن لتظهر له ملامح  من قبل , نهار يراق فيه الدم وتزهق فيه الأرواح بدون حساب وبدون رحمة أيضا !!!!
وعندما رأى الفصيل المنهزم المرفوض أنه كان السبب فى توحيد صف الشعب على مطلب واحد وإنضمام الشرطة لدعم هذا المطلب وتغليفه بحماية الجيش لرغبات الشعب المقدسة التى قضت فى هذا الوقت بضرورة العزل , لم يكن من الإخوان وقتها إلا أن إستعدو على مصر-  الوطن - وعلى المصريين - الأخوة بنو الوطن  - بالأمريكان وبالإتحاد الأوروبى !!!
وبجانب ما واجهنا من الإنقسام الداخلى  قد إنقسم العالم من حولنا أيضا بين مؤيد لثورتنا وبين معارض ومن يطلق عليها إنقلاب !!! وهذا الإنقسام العالمى يتمثل فى معضلة يعجز العقل عن حلها ......
عندما تحرك أمريكا سفن حربية فى مواجهة قناة السويس لضرب المجرى المائى فى حالة عدم إرجاع الأمر لما قبل 30 يونيه ,,, ويرد عليها الإتحاد السوفييتى بتحريك سفن أيضا لتقف قبالة قناة السويس للدفاع عنها وعن مصر فى حال ضرب الأمريكان المجرى المائى !!!!!!!!!!!!!
وعندما يتبارى أردوغان الذى أعلنها يوما بأن تركية دولة علمانية أن يرفض ويعارض ما حدث فى مصر ويحول مجرى سفنه الى السعودية فى تصرف عقابى ,,, وعندما ترد عليه الإمارات بدعم الثورة فى مصر وكذلك تسحب من تركيا كافة إستثماراتها !!!!!
هنا يقف بنا العقل مذهولا تائه الفكر ضائعة منه ليست فقط الكلمات وإنما أيضا زمام الأمور التى تشير الى أننا ذاهبون لا محالة الى إحتلال أو على أقل تقدير فرض حماية !!!!
الأوضاع تقول بوضوح أن الأمور لن تهدأ قريبا وأن الدولتان العظمتان اللآئى قررا الحرب من أجلنا ,لن يكون قرارهما بلا مقابل , وأن المنتصر منهما سوف يفرض علينا الحماية وبهذا نكون وقعنا فى شرك الإحتلال الذى قد يطول الوقت للتخلص منه !!!!!
والسؤال الآن هل الفئتان المتطاحنتان المختلفتان تعيا هذه الحقيقة ؟؟؟
ربما تكون فئة الإخوان واعية ومستعدة لإستقبال النتائج بصدر رحب وذلك لأنها هى من طلبت فى البداية من صديقتها أو حليفتها أمريكا بأن تعاقب الشعب والجيش المصرى !!!!!
ولكن هل باقى الشعب مستعد لتقبل فكرة الإستعمار وخاصة إذا جاء من جراء رفض حكم فاشل ؟؟؟
لست أدرى ...............

CONVERSATION

0 comments: