شكرا لك يارب لأنك إستجبت/ أنطوني ولسن


نعم شكرا لك يارب لأنك إستجبت لصلوات كل محب لمصر . نعم شكرا لك يارب لأنك إستجبت لكل دمعة حزن على مصر من عين محب ومحبة لمصر . نعم شكرا لك يارب لأنك وجهت الشباب الثائر الوجهة الصحيحة بإختيارهم لكلمة " تمرد " لتكون كلمة تجميع ووحدة الصف لكل المصريين المحبين لبلدك مصر التي باركتها مرة بالقول " مبارك شعبي مصر " ، ومرة بتشريفك في شخص إبنك الوحيد المولد من الآب قبل كل الدهور الطفل يسوع المسيح .
شاءت الأقدار أن تُبتلىَ مصر بحاكم وجماعة لا هم ينتمون إلى مصر ولا هم يهتمون بمصر والشعب المصري . لكنك سمحت لتجرب شعب مصر وتغربل الغث من السمين . هكذا كانت إرادتك ، وهكذا عفت إرادتك عن شعب مصر العظيم الذي لم يبتعد عن عبادتك والإيمان بقوتك وقدرتك على العفو ورفع نير الظلم الذي لحق بهم على يد رئيس ينتمي إلى جماعة إتخذت من إسمك المقدس ودينهم الحنيف وسيلة لتحقيق مآربهم الخاصة بهم ، وأطماعهم التي حلموا بها منذ عهود ولكنهم لم يتبعوا تعاليمك لهم فانحرفوا وطغوا وظلموا شعب مصر في خلال عام من حكمهم جوعو الناس عيشوهم في ظلام حرموهم من الماء الذي عرفت به مصر على أن مصر هبة النيل . فنشفت مياه النيل أو كادت ومع الجفاف سيزداد الجوع والتشرد والجريمة . بالفعل بدأ تغير غريب في أفعال وأعمال الشعب المصري لأنهم إبتعدوا عنك . لكن بعد أن إكتشفوا خطأهم عادوا إليك فتحننت عليهم .
منذ مدة طويلة كاد الكهول منا نسيان ما كانت عليه الحياة على أرض مصر المحبة والأخاء من كثرة التغيرات التي أوجدتها هذه الجماعة ، وأصبح المظهر هو التدين والتكفير هو الدعاية للأضطهاد حتى يُجبر الناس على إعتناق ما يؤمنون به تحت مسمى الدين الأسلامي لكنه مع شديد الأسف هو محسور في كلمتين " السمع والطاعة " .
لوإتخذنا الدكتور محمد مرسي كمثال . نجده في 29 / 06 / 2012 بعد ظهور نتيجة أنتخابات الرئاسة وبعد أن أدى القسم أمام الدستورية العليا ، وهي الهيئة الموكل لها التصديق على نجاح المرشح وإعلان النتيجة ، نجده يلتقي بالشعب في ميدان التحرير مخاطبا الشعب هناك بأقوال أنقل البعض منها لكم :
** أنتم أهل السلطة ومصدرها ، وأنتم الشرعية وأقوى مكان فيها .
** أنتم مصدر السلطة والشرعية التي تعلو الجميع . لا مكان لأحد ولا لمؤسسة ولا هيئة ولا جهة فوق هذه الأرادة .
** أنتم أصحاب الأرادة .
** أنتم مصدر هذه السلطة ، إمنحوها لمن تشاؤوا ، وتمنعوها عن من تشاؤوا .
ولم يفكر أحد لمن كل هذا القول ! . هل هو لفئة معينه ناداها عندما بدأ حديثه للجموع المحتشدة في ميدان التحرير بالأهل والعشيرة إلى الدرجة التي أمسك
" الجاكت " بيديه معرضا صدره للجمهور مؤكدا لهم أنه لا يرتدي جاكت واقي من الرصاص لأنه يقف وسط الأهل والعشيرة ؟
بدأت مصر والشعب المصري تختبر مع هذا الرئيس وجماعته أشياء غريبة عليها وعلى الشعب المصري . وبدأت الأمور تظهر على حقيقتها بأن لا الرئيس ولا الجماعة لديهم الحد الأدنى من معرفة إدارة البلاد ، فبدأ التخبط في أراءهم ومفردات كلامهم ، ولم يعد الشعب يفهم شيئا لا بسطاءه ولا أكثرهم علما وفقها في أمور إدارة البلاد .
في عام واحد تخلفت مصر إلى عصور الجاهلية فلم تحترم المرأة وأجبروها على التحجب أو التنقب وحاولوا حرمانها من تولي الأعمال الهامة والمتخصصة فيها والتي تعود على المصريين بالخير والرفاهية والتقدم ، لماذا ؟ لأنها إمرأة !!!.
أليس في هذا بخس للمرأة التي هي نصف المجتمع أو أكثر! .
وهكذا سارت عجلة الحياة في مصر خلال عام من حكم الأخوان الذي فيه الدكتور محمد مرسي توجوه رئيسا على جماهير الجمهورية المصرية لتنفيذ كل ما يُملى عليه من مكتب الأرشاد . وأصبحت تعرف بالرئيس الواهم المخدوع والذي بدوره وزع الوهم على الأهل والعشيرة وخدعهم ولم يفعل شيئا لهم ولا لغيرهم إلا لمن يثق فيه المرشد أنهم سيكونون مثل الرئيس ينفذون كل ما يُملى عليهم من مكتب الأرشاد كما نعرف جميعا .
بدأ شعاع الأمل يطل على الشعب المصري بتحرك شباب مصر لحزم الأمور وبالطرق المشروعة ليكون العمل الذي سيقومون به له شرعية صندوق الأنتخاب .
طبعوا إستمارات ووضعوا  لها بالخط العريض عنوانا " تمرد " .
تحمل هذا الشباب المؤمن بالله والوطن الذي ينتمون إليه صعاب التوجه إلى الشعب المصري من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب ، ومن أقصى الشرق إلى أقصى الغرب دون ترك محافظة أو مركز أو قرية أو نجع دون التوجه إليه وعرض فكرتهم عليهم . دون شك كانوا يضعون أيديهم فوق قلوبهم خشية رفض الناس لهم لكن كانت المفاجأة أن الناس رحبت بهم وشجعتهم ووقع الجميع على الأستمارات متفقين على التجمع في جميع ميادين مصر يوم الأحد 30 يونيو والذي أطلقت عليه منذ بدء الحملة بيوم الخلاص .
شكرا لك يارب لأنك إستجبت ونجح شباب " تمرد " وفشل رجال الأخوان التي أطلقوا عليها " تجرد " وما أغرب معنى الكلمتين .. " تمرد " تعني عدم الرضى ، و" تجرد " لا معنى لها سوى أنهم تجردوا من حب مصر فلا تعنيهم مصر والشعب المصري .
جمعت حملة " تمرد " أكثر من 22 مليون من داخل مصر ومن خارجها . وقبل حلول يوم الأحد 30 يونيو خرج المصريون إلى الميادين مطالبين الرئيس بالرحيل .
خطاب إستمر لأكثر من ساعتين ونصف الساعة وظهر المسكين على حقيقته . كرر سيادته كلمة شرعيه كما حسبوها له ب 59 مرة وهو يؤكد على أنه الرئيس المنتخب الأول في مصر طوال تاريخها العريق والضارب في القد م . حاول أن يستميل الجيش إلى جانبه بالتأكيد على الفريق عبد الفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع على أنه " الرئيس " القائد الأعلى للقوات المسلحة .
من المشاهد التي لفتت نظري في الميادين كان منظر المرأة يد بيد مع الرجل . بل أقول منظر السيدة المنقبة رافعة يدها الممسكة بيد كاهن أرثوذكسي مسيحي والصليب على صدره واضح كل الوضوح ومع ذلك التضامن المصري من أجل مصر ومصر فقط بشعبها الطيب هو الذي جعل القس مع المنقبة يدا بيد في مواجهة الظلم والطغيان وإهمال مصر والشعب المصري .
خَوّلَ الشعب المصري الفريق عبد الفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة بتولي حماية الثورة المكملة .
تم لمصر والشعب المصري ما كان يتمناه ، فقد أخذ الفريق السيسي بعد إستشارته لفضيلة الشيخ أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف مع البابا تاوضروس الثاني بابا  الأسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية للأقباط الأرثوذكس والدكتور محمد البرادعي رئيس حزب الدستور و نائبا عن جبهة الأنقاذ ومسؤول حركة تمرد ، أقول أن الفريق السيسي إتخذ قرارا قام بتنفيذة وهو عزل الدكتور محمد مرسي عن الرئاسة مع تغيرات كثيرة من إلغاء الدستور الحالي وتولي كما أشرت من قبل الهيئة الدستورية العليا بتولي رئيسها رئاسة البلاد إلى أن تتم الأنتخابات .
لن أطيل ، لكن الفرحة عمت الغالبية العظمي من المصريين في الداخل أو الخارج ،
مع التمنيات للشعب المصري بإستقرار يدفع بهم إلى تحقيق ما أخفق فيه النظام الأخواني .
أنتهز هذه الفرصة لأهنيء أشقاؤنا وشقيقاتنا في الوطن مصر من المسلمين بقرب حلول شهر رمضان الكريم . كل عام وأنتم وكل المصريين بخير . 
شكرا لك يارب .. لأنك إستجبت .

CONVERSATION

0 comments: