صاحب الفخامة الفراغ/ عباس على مراد

سلطة تفسد الرجال واغبياء يفسدون السلطة (برنارد شو)
صاحب الفخامة
للمرة الثالثة تدخل الى القصر بدون تشريفات، بدون سجاد أحمر وبدون طبل وزمر ،هذا ان دل على شيء يدل على جدارتكم لتبؤ المنصب!
صاحب الفخامة
اعذرني اذا ما خرجت عن اللياقة التي يتقنها معشر اللبنانيين في مخاطبتكم ،لأني اريد ان انتهز فرصة وجودكم في القصر حتى افرغ المكبوت وما يجول في نفسي بدون خوف ووجل ودجل وبدون مداراة، لأني اعرف ان يداك مغلولة ولا تستطيع ان ترفع ضدي دعوى تشهير او ذم وقدح ولا يمكن ان ترسل لي حرسك الخاص لإعتقالي بتهمة قلة الأدب والتعرض لأرفع موقع رسمي في البلاد!
صاحب الفخامة
اكتب اليكم في سابقة، متقدماً بأحر التهاني لتبؤكم هذا المركز المرموق في الوقت الذي يتبرأ منكم كل الأفرقاء وحتى من عمل حاهد لعودتكم، ويلقون باللائمة على بعضهم البعض محاولين التنصل منك، لأن البعض يريد رئيساً قوياً وآخرون يريدون رئيساً توافقياً وغيرهم يريد رئيساً وفاقي وهناك من يريد رئيساً ميثاقياُ يلتزم بالدستور وهنالك من يطالب برئيس صنع في لبنان من اجل تعزيز الصناعة الوطنية!
أكتب اليكم لأنكم الأقدر على تنفيد الوعود والمطالب والتي لطالما حلمنا بها، والتي عمرها من عمر الجمهورية التي شارفت على المئة عام ولم تبلغ سن الرشد على حد قول احد رؤساء هذه الجمهورية السابقين.
اكتب اليكم لأنكم تعملون بصمت بعيداً عن اعين الكاميرات ولا يضيركم التحديات والتجاذبات بين قوى 14 و 8 آذار او من يدعون انهم يقفون في الوسط!
صاحب الفخامة
مطالبي كلبناني، مُهجّر او مُهاجر لا فرق، ليست عصية على التحقيق ولا تحتاج الى تعديل دستور ولا الى تقديم ما في النصوص على ما في النفوس او العكس، خصوصاً انكم دخلتم الى القصر بدون ان تحلفوا قسم الإخلاص للأمة والدستور لأنك بذلك لن تكون مكبل اليدين أمام أمراء الطوائف والمذاهب وأمراء المصالح القبلية والعائلية، ويمكن ان تخرج على التوازنات والتكاذب والنفاق ويمكن ان تلتزم بالعيش الوطني لا العيش المشترك الذي اصبح التكاذب المشترك وان كان مكرساً في الفقرة (ي) من مقدمة الدستور والتي تقول: "لا شرعية لأي سلطة تناقض العيش المشترك"!!!
صاحب الفخامة
اسمحوا لي بسرد بعض تلك المطالب دون الدخول في التفاصيل،
أولاً: الغاء الطائفية السياسية حتى لا تتكرس الدساكر الطائفية والحدود القبلية.
ثانياً: قانون انتخاب عصري يعتمد النسبية وجعل الحاضر يتقدم على الماضي.
ثالثاً: تعزيز الديمقراطية على اساس المواطنة بعيداً عن المناصفة والمثالثة أواي معادلة حسابية اخرى يشتم منها رائحة التفريق بين المواطنين.
رابعاً: العمل على التنمية البشرية والإقتصادية من اجل مستقبل اكثر تقدماً.
خامساً: الإصلاح الإداري والإجتماعي بعيداً عن المحاصصة ونظام الغنائم والمغانم.
سادساً: حماية الحريات حتى نقضي على الإستزلام علّـنا نستطيع حل الأزمة الأخلاقية والسياسية والدستورية مرة والى الأبد وتحقيق العدالة والمساواة فعلاً لا قولاً.
صاحب الفخامة
هذا قليل من كثير مما يجول في نفسي ونفوس الكثير من اللبنانين الذين سئموا الإقامة على خطوط المجهول، وكما تعلمون ان وطننا ومنطقتنا تمر بأزمة وجودية خطيرة أخذت تسفر عن وجهها بشكل وقح منذ بداية عصر الإتفاقيات المهينة كامب ديفيد، 17 أيار، اوسلو ووادي عربة وصولاً الى ربيع الفوضى والتكفير والقتل والسحل والتدمير الممنهج، بسبب عدم مقدرة البعض على هضم الإنتصار التاريخي المشرف الذي حققه لبنان بمقاومته الوطنية والإسلامية في25 أيار 2000 وغيّـر الكثير من المعادلات لأن معداتهم تعودت على هضم الهزائم والنكسات والنكبات.
أخيراً يا صاحب الفخامة اتمنى ان تنظر بعين العطف لمطالبي قبل ان تنزل كلمة السر التي قد تطيح بمنصبك، لأن الإجتماعات واللقاءات والمشاروات الدولية والاقليمية والعربية تتكثف بحثاً عن خلف وتسوية .
واقبلوا فائق الإحترام.

سدني - استراليا
Email:abbasmorad@hotmail.com

CONVERSATION

0 comments: