لنحذر من الخطرين النظام الإيراني والكيان الصهيوني‏/ العلامة السيد محد علي الحسيني

کثرت في الآونة الاخيرة، جملة من التصريحات الاستفزازية الصادرة من جانب مسؤولين بارزين في النظام الايراني، و التي تفوح منها و بشکل جلي و صريح رائحة الاطماع التوسعية لهذا النظام على حساب دولنا العربية و حتى العالم الاسلامي، ولاسيما عندما يمنحون نظامهم حق الوصاية و الولاية على بلداننا.

الاطماع التوسعية التي شرع بها نظام رضا شاه حيث بدأت من الاحواز و مشى على ضوئها أبنه محمد رضا عندما قام بإحتلال الجزر الاماراتية في عام 1971، بعد إنسحاب بريطانيا منها، ولحد الان نجد أن نظام ولاية الفقيه غير مستعد للتنازل عنها بأي شکل من الاشکال، وهو مايؤکد حقيقة نواياه المبيتة و المشبوهة بهذا الخصوص وکذلك تهديداته المتکررة لضم مناطق و دول أخرى بل و وصل الى حد إعتبار مملکة البحرين محافظة إيرانية ردد ذلك نظام الشاه و أکد عليه مسؤولون في نظام ولاية الفقيه أيضا، يجدر بنا القول أنها کانت وعلى الرغم من التهديد الذي تمثله للأمن القومي العربي، محدودة، غير أن الحال مع نظام ولاية الفقيه قد تغير رأسا على عقب، عندما کشر هذا النظام عن أنيابه و کشف عن أطماعه التوسعية غير المحدودة و عن إستغلاله الکبير للشيعة العرب من أجل تحقيق أهدافه و غاياته.

التصريحات الاستفزازية الاخيرة للجنرال يحيى رحيم صفوي مستشار الولي الفقيه للشؤون العسکرية و التي قال فيها بأن حدود بلاده الحقيقية ليست کما هي عليها الان، بل تنتهي عند شواطئ البحر الابيض عبر الجنوب اللبناني، وقد أکده خلال الايام الاخيرة أيضا بأن لبلاده مهمة الدفاع عن البلدان الاسلامية و لذلك منح نظامه الحق بالتوسع على حساب بلداننا على ذلكم الاساس، والحقيقة أن تصريحات الجنرال صفوي جاءت بعد تصريحات إستفزازية أخرى لقادة آخرون أعطوا نظامهم حق الوصاية و الاشراف و التدخل الکامل في شؤون بلداننا العربيـة الداخلية، وتکمن خطورة هذه التصريحات أن الاطماع التوسعية لهذا النظام قد تجاوزت حدودها المألوفة و بلغت ذروتها من خلال الاحزاب و الجماعات التابعة له هنا او هناك، کما انها صارت تشکل خطرا کبيرا جدا على الامنين القومي و الاجتماعي لبلداننا من خلال السعي المنظم و الدؤوب لإستغلال الشيعة العرب عبر توظيف العامل الطائفي و توجيهه بسياق يجعل من مرجعيتهم الرئيسية في طهران و ليست في بلدانهم، وانه يحاول جعلهم طابوا خامسا لتحقيق أغراضه و غاياته.

الخطر الخارجي المستمر الذي هدد و يهدد بلداننا يتمثل بإسرائيل و ماتمثله من مشروع سرطاني على حساب شعبنا العربي الفلسطيني و على حساب أمننا القومي العربي المهدد دائما من قبله، جاء الخطر الداخلي لنظام ولاية

الفقيه(والذي کان لحد نظام الشاه خطرا خارجيا أيضا)، والذي من خلال نفوذه المتغلغل في العديد من بلداننا العربية و تلاعبه بأمنها و إستقرارها، و محاولته الصريحة لإحتلال بلداننا و السيطرة عليها، يکاد أن يکون الخطر الاکبر و الاکثر تهديدا لأمننا القومي، واننا من موقعنا الاسلامي کمجلس اسلامي عربي ندعو زعماء و قادة البلدان العربية و شعوبها الى التنبه و الحيطة و الحذر التام من هذين الخطرين المتربصين بأمتنا العربية أي الخطر الخارجي المتمثل بإسرائيل و الخطر الداخلي المتجسد بنظام ولاية الفقيه.

اننا کشيعة عرب، نؤکد على عروبتنا و ولائنا الخالص لدولنا العربية مندمجين بها و محافظين عليها و مدافعين عن أمنها و استقرارها، رافضين في نفس الوقت جميع الدعوات المشبوهة و التحريضية المنطلقة من جانب نظام ولاية الفقيه الذي لايريد منا سوى أن نکون جسرا و أدوات و اوراق بيده من أجل تنفيذ مشروعه الخطير ضد أوطاننا.

اننا و من خلال موقعنا في المجلس الاسلامي العربي الذي يمثل آمال و طموحات و تطلعات الشيعة العرب و يجسد إرادتهم، ندعو أخواننا الشيعة العرب و خصوصا في لبنان و العراق و البحرين و السعودية و اليمن للحذر الکامل و الانتباه من أية علاقات مع نظام ولاية الفقيه و العمل على رفضها و التبرء منها و المبادرة الى إعلان ذلك من أجل سد الابواب على الشر القادم من هذا النظام و نؤکد بأنه لايجوز شرعا التعامل بأي شکل من الاشکال مع نظام ولاية الفقيه بعدما ثبت بالدليل القاطع نواياه الشريرة لإحتلال بلداننا وانه يمثل خطر على ديننا و دنيانا، وان الحديث الشريف للرسول الاکرم(ص): ”حب الاوطان من الايمان"، مسألة واضحة إذ أن مفهوم الحديث يتعلق بخيانة القطن و التعامل مع أعدائه حيث يعد ذلك من الفسق و العصيان، حفظ الله تعالى أمتنا و رد عنها کل سوء و شر متربص بها.

CONVERSATION

0 comments: