شبكة الأمان العربية .. ودبلوماسية القيادة الفلسطينية/ سامح عوده

– فلسطين

بات جلياً بعد الاعتراف الدولي  بالدولة الفلسطينية كدولة مراقب في الأمم المتحدة وما حققته القيادة الفلسطينية من انتزاع الاعتراف الدولي بفلسطين كدولة مراقب أن الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة  وعلى رأسهم إسرائيل قد كشروا عن أنيابهم بتقزيم ذلك الإنجاز..!!  من خلال  تقويض السلطة الوطنية الفلسطينية، بفرض عقوبات اقتصادية ومالية على السلطة الوطنية تمثلت في وقف الدعم الدولي، وتجميد إسرائيل عائدات الضرائب التي هي حق مشروع للسلطة الوطنية الفلسطينية بموجب الاتفاقات الموقعة بين الجانبين .
ولمواجهة تداعيات هذا الحصار  عمدت القيادة الفلسطينية لاعتماد دبلوماسيتها المعهودة للخروج من أزمتها الاقتصادية بأقل الخسائر، فتوجهت إلى الجامعة العربية والى العرب باعتبارهم طوق النجاة لهذه الأزمة المتفاقمة، والتي من شأنها أن تعصف بالدولة التي لم ترَ النور بعد..!!
أقرت الجامعة العربية شبكة أمان..!! بحيث تتعهد الدول العربية بدفع مئة مليون دولار شهرياً كمساعدات عاجلة للحد من التدهور الاقتصادي الذي تسبب فيه الحصار المالي الجائر، ويتم وصول تلك الأموال بعد أسبوعين من تاريخ الإعلان عن شبكة الأمان المعهودة .   
ولكن ... إذا كانت القيادة الفلسطينية قد مارست دبلوماسية ناجحة خلال الفترة الماضية، فان الولايات المتحدة سيدة البلطجية في العام قد تعمدت أن تقضي على شبكة الأمان المزعومة ..!! فجاء الأمين العام للجامعة العربية إلى رام الله فارغ اليدين..!! محرجاً في زيارته.. لا حول له ولا قوة..!! ليعلن وبكل وضوح أن شبكة الأمان العربية لا أمان لها، أي أنها ولدت مثقوبة ليتبخر معها كل الوعود.. اللهم 26 مليون وصلت من الجزائر ، ويضل  الفلسطينيون على أمل أن ينفذ الوعد يوماً ما..!!
القيادة الفلسطينية والتي هي بين فكي كماشة الاحتلال وإجراءاته وتخاذل العرب ونذالتهم، عمدت إلى الأسلوب نفسه اللعب في ملعب الدبلوماسية من خلال التلميح المبطن بالخذلان ، بحيث لمحت تارة ونوهت تارة أخرى - بأنها لم تستطع الإيفاء بالتزاماتها المالية والتي أدت إلى تدهور اقتصادي ومالي في كافة مناحي الحياة – وهذا كله انعكس سلباً على مجمل حياة الفلسطينيين سواء كانوا في الضفة وغزة.
 وللتوضيح فان 58% من إجمالي الموازنة الشهرية تذهب إلى قطاع غزة، وأن العرب الذين تباكوا على قطاع غزة قبل أيام أثناء الحرب الأخيرة على غزة وذرفوا الدموع الكاذبة بإمكانهم دعم أهالي القطاع من خلال دعم  سخي لموازنة السلطة الوطنية الخاوية .
من الواضح أن الولايات المتحدة والتي لا يستطيع حكام العرب إغضابها مارست عليهم الضغوط بعدم مد موازنة السلطة بأي قرش..!! ولأنهم مطيعون  لا يعصون الأوامر فهم الأقدر على ممارسة الضغوط وهم يظنون أنهم يستطيعون كسر إرادة الفلسطينيين عبر ثنيهم عن القيام بأي خطوة قادمة بعد أن حظي الفلسطينيون بالاعتراف الدولي.
القيادة الفلسطينية وعبر بياناتها المتتالية التي توصف بأنها متوازنة تحاول دائماً مسك العصا من النصف بعدم قطع شعرة معاوية مع الأنظمة الشقيقة التي تمارس كافة أشكال الضغوط،  لهذا فالشعب يعي أن القيادة الفلسطينية في ورطة مع الأشقاء العرب لذلك فهم يعذرون قيادتهم، وهم يدركون ما لم تقله قيادتهم .
يدركون تماماً أن زعماء الأمة الذين كانوا سبباً  في النكبة والنكسة هم نفسهم الذين غذوا الانقسام، وهم نفسهم الذين يحاولون تمرير المشروع الأمريكي الجديد في المنطقة عبر تقسيمها إلى دويلات – الشرق الأوسط الجديد -  الذي تناوله الإعلام مرات عدة .
مئات الآلاف الذين خرجوا قبل أيام في الضفة الغربية و مئات الآلاف الأخرى التي خرجت في قطاع غزة في ذكرى انطلاقة الثورة الفلسطينية ال " 48 " لم يخرجوا عبثاً، بل خرجوا بعفوية تامة موجهين رسائلهم إلى العالم أجمع  والى العرب بشكل خاص أن شعبنا الموحد خلف قيادته .. يفهم لعبة حكام العرب ..!! وأمراء النفط الذين كانوا سبباً في نكباتنا ونكساتنا، ليقولوا لهم نحن سنعفي قيادتنا من حرجها وسنبقي ملعب الدبلوماسية لها..!! لكن أطياف الشعب الفلسطيني المختلفة تفهم أن المشروع الأمريكي هو الحاضر الآن بتمزيق وحدة الأرض الفلسطيني من خلال إعلان شبه دولة في غزة وإنهاء شكل الدولة في الضفة من خلال إلحاقها إلى هذا الطرف أو ذاك ..!!.
دبلوماسية الفلسطيني جعلته يلتف حول قيادته ويعبر عن ذلك دون استحياء قائلاً " أن محيطنا العربي مرتع للعمالة" أو الخيانة أو .. لن يخجل من أن يسميهم واحداً .. واحداً  قطر .. وما لف لفيفها بأنكم أذناب، فعذراً لدبلوماسيتك أيتها القيادة لم نعد نحتمل أكثر..!!.           


CONVERSATION

0 comments: