المقصود بحقوق المرأة ومساواة المرأة بالرجل؟/ ليلى حجازى

حقوق المرأة ومساواة المرأة بالرجل لا أدري صراحة ما المقصود به؟ أنا لا أنكر أن هناك ظلم على المراة ولكن مكمن الداء ليس بإختراع قوانين ما أنزل الله بها من سلطان ولكن بإظهار القوانين التي لدينا من الشرع فقط لا غير ونشر الوعي الإجتماعي بهذه القوانين وهذا هو الطريق الصحيح واي طريق أخر سوف لن يعود على المراة إلا بالخسارة
أنا فعلاً لا أفهم ما معنى كلمة مساواة المراة بالرجل؟ هذا أغرب وأعجب وحقيقة أسخف شيء سمعته في حياتي فكيف تساوي بين كائنين مختلفين؟ كيف تساوي بين شيئين مختلفين كل منهما خلق ليؤدي وظيفة ليكمل الأخر وليس ليتنافس معه!!!!! فعندما تساوي الرجل بالمرأة بكل شيء يكون هناك ظلم كبير للمرأة لأنها (وإذا طبقت المساواة بشكل كامل طبعاً وهذا مستحيل) سوف تتحمل أعباء ومهمات هي لم تخلق من أجلها.
ولكن المقصود بمصطلح المساواة بين الرجل والمرأة في نظر البعض (وهذا البعض يبدو الكل الذي ينادي بهذه السخافة) هو أن يكون للمرأة جميع حقوق المرأة (كأنثى) مضافاً إليها حقوق الرجل إيضاً وهذا فعلاُ عجيب. مثلاً المرأة في العمل يجب ان تحصل على نفس إمتيازات الرجل ولكنها ولإنها إمراة فيجب أن تقوم بنصف عمله..... فالمرأة في العمل بصراحة مشكلة... لأنها تريد أن تعامل كعنصر فاعل له نفس الحقوق في بعض المواقف ولكن في مواقف أخرى ضمن العمل يجب أن تعامل على إنها إمرأة ويجب عليك كرجل في العمل أن تدرك هذا الفرق بغريزتك وبفطنتك لا شيء أخر فتبقى المسألة مفتوحة لجميع التفسيرات وفي بعض الأحيان يصبح هذا سلاحاً تستعمله عند الحاجة..... يعني المرأة تأخذ الحقوق من الجتهين وهذا فيه ظلم لها أولاً وللرجل.
ثم لنكن واضحين.... أنا كنت في. مصر من فترة قصيرة ووجدت عمالاً في عز الحرارة يعملون في البناء وأكاد أقسم أن الحرارة تجاوزت .الاربعين مئوية فلو قلنا لإمراة مثلاُ موظفة في شركة مقاولات نحن لدينا عجز الأن في عدد العمال ويجب عليكي أن تساعدي الرجال في ملىء الفراغ هل سترضى ولكن ستقول ببساطة أنا إمرأة لا أقدر ولكن إذا قلنا لنفس المرأة بأن منصباً رفيعاً في نفس الشركة أصبح شاغراً فستجدها فوراً تطالب به كحق من حقوقها..... يعني بالعربي الواضح... احترنا امرأة في أشياء وامرأة ورجل في أشياء أخرى على حسب المزاج.
هناك نقاش جدي الأن داخل الجيوش العظمى في العالم حول صوابية تواجد الإناث من العسكريين
على خط النار فهم يجلعون المهام أصعب على الذكور بحيث ان الذكور يصبحون مطالبين وبشكل غريزي بحماية الإناث المتواجدين معهم مما يفقدهم الكثير من عناصر القوة وسرعة الحركة....
كيف إذا مساواة.... إستخدام هذا الكلمة هو خطيئة كبرى في حق المرأة لأنها لم ولن تقدرعليها فهناك أعمال تناسبها وأعمال لا تناسبها هذه هي الحقيقة مهما حاولنا الإختباء وراء أصبعنا.
أرجو أن لا يفهم من كلامي أني ضد المرأة بالعكس ولكني ضد الزج بها في الصالح والطالح من الأمور. ولعل الكلمة التي يجب أن تستخدم بدل مساواة هنا هي العدل بين الرجل والمرأة وليس المساواة وكل على حسب وظيفته التي خلق من أجلها في هذه الدنيا..... فالمراة والرجل يكملان بعضهما بعضاُ كما أراد الخالق .
ولشعار " مساواة المرأة " شعار مضلل خاطئ علميّاً ، لأنهما لا يمكن أن يتساويا، وخاطئ عقلاً لأنه لا مفهوم له، وخاطئ ديناً لأنه مخالف للنصوص الحاسمة في الكتاب والسنة، وللتطبيق الواضح أيام النبوة الخاتمة والخلفاء الراشدين.
جعل الله للمرأة المسلمة مسؤولية ثابتة في رعاية أولادهما ورعاية زوجها، ورعاية بيت زوجها، هي مسؤوليتها الأولى التي ستحاسَب عليها بين يدي الله ، البيت يحتاج إلى رعاية ، فهل يُتْرك أمره إلى الخدم والمربيات ؟! أليست الأم أولى بهذه الرعاية ؟! أليست الزوجة أولى بذلك ؟! هنا المرأة مكلفة شرعاً لأن تكون أمّاً وأن توفي بواجبات الأمومة وفاءً أميناً ، ليس كما هوالحال في الغرب الذي جعل الأمومة شعاراً يتغنّون به في عيد الأم . إنه عيد الأم الذي ابتدعه الغرب بعد أن قتل الأمومة و الأبوة ومزّق الأسرة شرّ ممزّق .
ولقد عبّر القرآن الكريم أجمل تعبير وأكرمه عن تكامل دور المرأة وتكامل دور الرجل في آيات متعددة، وحسبنا هذا التعبير: ( …. هنّ لباس لكم وأنتم لباس لهنّ ) [ البقرة : 187] . وتعبير آخر: ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) [ الروم : 21]
هكذا جاء التعبير الرباني: ( لتسكنوا إليها …… )، ولم يقل: "لتسكنّ إليهم" ثم جاء التعبير عن المشاركة : (وجعل بينكم مودة ورحمة).
وتعبير ثالث: (نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم وقدّموا لأنفسكم واتّقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه وبشّر المؤمنين) [ البقرة 223]. ولم يقل: "رجالكنّ حرث لكنّ " ، فللرجل دوره وللمرأة دورها، وكلّ يكمّل الدور الآخر ولا يساويه ، حتى تمضي الحياة على سنن لله ثابتة ، أدوار متكاملة وليست أدواراً متساوية ! إنها قضية نهج متكامل متماسك يرسم العلاقة بين الرجل والمرأة ، ويحدّد دور كلّ منهما ، ويُحدّد التفاعل بين الدورين . إنه النهج المتكامل المترابط الذي يؤخذ كلّه بتكامله ، ولا يؤخذ منه أجزاء وتترك أجزاء . ولا يتبيّن هذا النهج من خلال تأويل آية أو آيتين أو أكثر، ولكنّه نهج ممتدّ في الكتاب والسنّة، ممتدّ في ممارسة إيمانية أيام النبوّة الخاتمة ، وممارسة إيمانية أيام الخلفاء الراشدين ، وفي عصور أخرى يتفاوتشأنها.
إن مسؤولية المرأة المسلمة عن بيت زوجها، لا يعني أنها هي المسؤولة الوحيدة التي عليها الوفاء بها؛ فهي داعية مسلمة لله ولرسوله، وهي ناشطة في ميادين الحياة الاجتماعية التي تكفل لها عفّتها، وهي طبيبة، ومعلمة، وتاجرة وغير ذلك، ولكنّ هذا كلّه ليس على إطلاقه وتفلّته، فله في الإسلام حدود وضوابط.
ولكن محور ما يسعى إليه دعاة المعاصرة هو مشاركة المرأة في الميدان السياسي، ليكون هذا الميدان حقّاً لها مثل حقّ الرجل. فكما يمكن للرجل أن يكون رئيساً للدولة فيمكن للمرأة أن تكون كذلك ! ولو سألنا التاريخ عند غير المسلمين أولاً: كم نسبة النساء اللواتي حكمن وترأسن الدول؟! الجواب: نسبة ضئيلة جدّاً، ولو سألنا كم النسبة في التاريخ الإسلامي؟! النسبة أقل بكثي! فلماذا الحرص على تولّي المرأة رئاسة الدولة؟ لماذا هذا الحرص وما مسوّغاته؟! إذا انعدم في الأمة رجالها، فلا حرج من يحكم بعد ذلك!
أما حديث رسول الله صلى الله عليه وسلّم : "لن يُفلح قوم ولّوا أمرهم امرأة"  ؛ فإن مدار الحديث عن ولاية أمر القوم، وليس أمر الأمة المسلمة الواحدة فقط، فالنصّ واضح وهو عام لكلّ " قوم " مهما امتدوا أو صغروا، وحسب المسلم والمسلمة من هذا الحديث الاستجابة لله ولرسوله وعدم تأويله بما يخرجه عن معناه . فالرجل هو القوّام في البيت، وهو المسؤول الأول، وهو الراعي الأول بنصّ الأحاديث الشريفة والآيات الكريمة؛ ولكن بعض المسلمين يريدون أن يلووا الأحاديث والآيات ليسوّغوا مساواة المرأة للرجل في كلّ شيء، وهل هذه هيقضيتنا اليوم، أن تكون المرأة رئيسة الدولة أو لا تكون ؟! وما المصلحة في إثارتها اليوم ؟! لقد تأثّر كثير من المسلمين، ومن المسلمين الدعاة، بشعارات الغرب العلماني قبل أكثر من قرن، وأخذوا ينقلون هذه الشعارات إلى العالم الإسلامي ظنّاً منهم أنها رمز التقدّم والحضارة، وما دروا أن الغرب العلماني يهلك نفسه بهذه الشعارات ويلقي بجماهيره في ظلمات الفتنة والضلال .
ومن بين هذه الشعارات ذلك الشعار المتفلّت التائه: "مساواة المرأة بالرجل"! إنه شعار لم يعرفه الإسلام لا بنصوصه ولا بممارسته، لأنه لا يمثّل قضيّة مفهومة قابلة للتطبيق في أجواء التقوى والإيمان، إنه شعار ورمز للعلمانية.
أمّا شعار الإسلام فهو : "النساء شقائق الرجال"! بمعنى أن الله جعل لكلّ منهما دوراً يكمّل دور الآخر ، ولا يحلّ محلّه ولا يساويه .
إنّ هذا الدور المحدد لكل منهما كما شرعه الإسلام في مختلف نواحي الحياة، دور تتطلب ممارسته توافر المجتمع المسلم الذي يحكمه منهاج الله، وعند توافر هذا المجتمع ينشأ شرطان آخران ضروريان، يجب توافرهما في كلّ من الرجل والمرأة، وهذان الشرطان هما : صفاء الإيمان والتوحيد، والخشية من الله ورجاء الدار الآخرة، وكذلك العلم بمنهاج الله ـ قرآنا وسنة ولغة عربية ـ.
إن أوضاع العالم الإسلامي أخذت تتحوّل شيئاً فشيئاً إلى بعض مظاهر العلمانية . وكأنّ هناك قوى تفرض فتنتها على الناس فرضاً، والغرب يُصرّ بشكل واضح على العالم الإسلامي أن يساوي بين المرأة والرجل، وأن ينزع حجاب المرأة، وأن يبيح الاختلاط، ويطلق حرية المرأة في المعاشرة الجنسية وحرية الرجل كذلك. إن الغرب العلماني يضغط بكلّ وسائل الضغط على العالم الإسلامي ليطبق المسلمون مناهج العلمانية في الفكر والاقتصاد والسياسة والاجتماع وغير ذلك، ولقد نجح الغرب في عدد غير قليل من بلدان العالم الإسلامي، سواء أكان ذلك بالقهر والقوة، أو الاستدراج السريع أو البطيء.
العالم الغربي تمزّقت به الأسرة وروابطها، وتفلّت الأب والأم والأبناء، وأصبح دور المرأة خارج البيت في معظم وقتها، وها هو (جورباتشوف) أحد قادة الغرب يعلن عن ذلك فيقول: "ولكن في غمرة مشكلاتنا اليومية الصعبة كدنا ننسى حقوق المرأة ومتطلباتها المتميزة المختلفة بدورها أمّاً وربّة أسرة، كما كدنا ننسى وظيفتها التي لا بديل عنها مربّية للأطفال ….
ويتابع جورباتشوف قوله ؛فيقول: " … فلم يعد لدى المرأة العاملة في البناء وفي الإنتاج وفي قطاع الخدمات وحقل العلم والإبداع، ما يكفي من الوقت للاهتمام بالشؤون الحياتية اليومية، كإدارة المنزل وتربية الأطفال، وحتى مجرّد الراحة المنزلية، وقد تبيّن أن الكثير من المشكلات في سلوكية الفتيان والشباب، وفي قضايا خلقية واجتماعية وتربوية وحتى إنتاجية، إنما يتعلقبضعف الروابط الأسرية والتهاون بالواجبات العائلية".
ومن أهمّ مسؤوليات الرجل والمرأة رعاية الحقّ الأول للإنسان، الحقّ الذي أهملته كلّ مؤسسات حقوق الإنسان. هذا الحقّ هو حماية فطرة الإنسان التي فطر الله الناس عليها. وجعل الله -سبحانه وتعالى- الوالدين أوّل المسؤولين عن حمايتها أو انحرافها؛ فكيف يفلح الوالدان في الوفاء بهذه الرعاية الهامة إذا تفلّت كلّ منهما بين الأمور العامة والسياسة والوظيفة وغير ذلك؟.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلّم قال : "ما من مولود إلا ويولد على الفطرة وأبواه يهودانه أو ينصّرانه أو يمجّسانه ، كما تنتج البهيمة جمعاء ، هل تحسون فيها من جدعاء" [ رواه الشيخان وأبو داود   .
هذه المسؤولية الهامة الخطيرة كم تحتاج من الجهد والوقت والتفكير في رعاية الأبناء منذ لحظة الولادة إلى أن يستووا ناضجين ؟! إنها تحتاج إلى رعاية متصلة ، ودراية وخبرة ، ليكون البيت هو الأساس الأوّل لمصنع الأجيال المؤمنة التي لا تتشوّه فيهم الفطرة ولا تنحرف، وللأم دور رئيس في ذلك، وبخاصة في المراحل الأولى

CONVERSATION

0 comments: