أنا وذاتي وحوار خاص 2/ أنطوني ولسن

في الجزء الأول من حواري مع ذاتي عن ما دار في مصر من أحداث إتفقنا أن يكون حوارنا قبل 25 يناير 2011 بقليل .
بالفعل تحاورنا في أشياء عديدة منذ ذلك الوقت ونحن متفهمين أن ما تنولناه من أحداث مما لا شك فيه الشعب المصري يعرفه لأنها أحداث لا يمكن أن تمحوها الأيام أو يتجاهلها التاريخ . لهذا السبب في الكثير من الأحداث التي أكرر كتابتها له هدف واحد وهو " في الأعادة إفادة لذوي العقول المحتاجه " .
تواعدنا ذاتي وأنا على أن نكمل حوارنا بعد الأحتفال بـذكرى النصر في السادس من أكتوبر 1973 . ولنبدأ الحوار .
** أنا : ها قد تم الأحتفال بذكرى إنتصارات أكتوبر المجيدة ، فماذا عندك يا ذاتي من كلام تريدين أن نبدأ به !!..
** ذاتي : الكلام كثير ومؤلم لأن المتناقضات التي برزت في الأحتفال لم نكن نتوقعه . لكن شيء هام جدا أريد أن أتحدث عنه قبل أن نتكلم عن الأحتفال يجب أن نتحدث أولا عن أحداث ماسبيرو والتي تصادف مرور عامين على تلك الأحداث الدامية في التاسع من أكتوبر هذا العام 2013 دون أن يتم تعويض أسر الشهداء  والأعتراف بما حدث . تلك الأحداث التي خرج فيها شباب مصر من المسيحيين مطالبين بحقوق لهم ضائعة وأهمها الأعتراف بالمسيحيين في مصر كجزء لا يتجزأ من النسيج الوطني ، عليهم ما على غيرهم من واجبات تجاه الوطن ، ولهم ما للآخرين من حقوق هم محرمون منها .
** أنا : لا تنسيّ يا ذاتي أن القضاء برأ المتسببون في الحادث  ، واتهم المتظاهرون بإستخدام العنف وإثارة الشغب والتعدي على جنود مصر المدافعين عن مصر .
** ذاتي : طبعا هذا ما كانت تردده المذيعة رشا مجدي من التلفزيون المصري بماسبيرو . ومن هنا إتخذ القاضي أو الجهة المنوط بها النظر في القضية قول المذيعة كأهم مبرر لعدم الأعتراف بحقوق الشهداء الذين أستشهدوا وقت كان المشير طنطاوي وصحبه هم من يديرون دفة أمور الوطن مصر .
** أنا : مع شديد الأسف لم يكن المشير طنطاوي وصحبه أهلاً لتولي شؤون مصر .
** ذاتي : سنتحدث عن هذا عند حديثنا عن التضارب الواضح في ذكرى الأحتفال بالسادس من أكتوبر 1973 .
أما بالنسبة لقضية شهداء ماسبيرو وغيرهم من شهداء مصر في سبيل حرياتهم وحرية مصر لن يضيع هدراً ، بل سيأخذ العدل مجراه مهما حاول أعداء مصر التوقيع بين المصريين بسبب الدين . ولا تنسي أننا لم ننهي ما تحدثنا عنه في الجزء الأول من حوارنا . لا ننسى الهجوم على الكنائس وحرقها . لا ننسى رفض السلفيون في قنا قبول محافظ مسيحي لهم . حرق وسرقة بيوت ومحلات المسيحيين في معظم مدن وقرى الصعيد . فرض الديّة على المسيحيين يدفعونها وهم صاغرون وإلا !!.. خطف بنات المسيحيات وإجبارهن على الأسلمة حتى لو كان البعض منهن قاصرات . القائمة طويلة ومؤلمة .
** أنا : حقا القائمة طويلة ومؤلمة ، لكن لا يضيع ولن يضيع حق وراءه مطالب . والمطالب هنا ليست مطالب فئوية تخص المسيحيون فقط ، بل هي مطالب شعب بأكمله المتعدد الديانات والعقائد يريد المساواة في الحقوق كما هم متساوون في الواجبات . دعينا يا ذاتي  نعود إلى رؤيتك بالأحتفال بالذكرى الأربعين لنصر أكتوبر 1973 م .
** ذاتي : أنت الدائم الكتابة في ذكرى ذلك اليوم وتصفه بيوم " النصر الحزين " أليس كذلك ؟
** أنا : نعم ومازلت متمسكا برأي هذا . لأنه الحقيقة .
** ذاتي : جميل جدا أن تظل متمسكا بما تؤمن به .
إحتفالات السادس من أكتوبر هذا العام كان لها شكل مختلف عن كل عام به من المتناقضات ما يثير حفيظة كل مصري لديه ولو القليل من الوعي بالأحداث سواء أيام تلك الحرب وصولا لأحتفال هذا العام 2013 . بمعني قبل الأحتفال شاهدنا الأعلام المصري يذيع الكثير من أعمال الفريق أركان حرب سعد الدين الشاذلي ويظهر بطولاته وشجاعته وإخلاصه للوطن مصر . في نفس الوقت تم تسريب فيديو له باللغة الأنجليزية وهو يتحدث إلى مذيعة على ما أعتقد بريطانية متشفيا في مقتل السادات ومادحا للضابط الذي إغتاله واصفا إياه بالبطل الشجاع . فكيف يتطابق هذا وذاك ؟!. لا أعرف !.
** أنا : وماذا أيضا عندك  يا ذاتي من متناقضات ؟
** ذاتي : ليس بالكثير لكنه محير . مثلا السيدة جيهان السادات كانت متواجدة على المنصة رافعة رأسها فخورة بالذكرى على الرغم أنها مؤلمة لكنها على ما أعتقد كانت فخورة بذكرى الأنتصار متخطية مأساة إغتيال زوجها السادات . والسيدة جيهان على ما أعرف وقد أكون مخطئة أن الذي يدير شؤونها في أميركا الرئيس السابق جيمي كارتر ، الذي هو نفسه رأيناه في فيديو ظهر حديثا مجتمعا مع المعزول مرسي والشاطر والمرشد قبل إنتخابات الرئاسة ورأيناه ممسكا بيده أوراقا بعد أن تم التوقيع عليها من الطرفين  وتقبيله للدكتور مرسي وتهنئة بقية الشلة مع أخذ صور تذكارية للحدث الذي عن نفسي لا أعرف على أي شيء تم الأتفاق عليه !. مما لاشك فيه لابد وأن يكون ما تم التوقيع عليه هو عقد بتولية الدكتور مرسي لرئاسة مصر . فكيف يكون التعاون بين السيدة جيهان السادات والرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر الموفد من الأدارة الأمريكية ليتم للرئيس أوباما تفتيت القوة الحربية المصرية بتولي الخونة معدومي الضمير والولاء لمصر ؟؟!!.
وجود المشير طنطاوي على المنصة لا مكان له من الأعراب . تساؤلات كثيرة بدأت تحاك علنا وفي الخفاء حول تورط المشير طنطاوي والفريق أركان حرب سامي عنان في تمكين الأخوان والجماعات السلفية والقيام بعمل مشابه لنفس العمل الذي قام به السادات وإن إختلفت الطريقة . السادات أخرج كل من كان في السجون والمعتقلات من الجماعات الأرهابية ، والمشير وعنان فعلا نفس الشيء بالسماح بعودة 3000 إرهابي هارب خارج مصر بالعودة وممارسة أعمالهم كما أشرنا في الجزء الأول من هذا المقال .
** أنا : لقد إستمعت أو قرأت  لا أتذكر أن المشير طنطاوي رفض الأبتعاد عن الساحة إن لم يقسم الفريق أول عبد الفتاح السيسي القسم كوزير الدفاع أمامه . وقد تم له ذلك .
  فإن كان هذا قد حدث بالفعل ، فمما لا شك فيه كانت لديه رؤية صائبة بقدرات الفريق أول عبد الفتاح السيسي لأصلاح ذات البين في مصر . وهذا ما حدث بالفعل . هذا الفعل بدون شك يشفع له .
** ذاتي : لا شك في ذلك إن كان قد فعل ذلك على الرغم من الأضرار التي وقعت على دماغ كل المصريين ولربما يكون قد أراد أن يكفر عن ما إرتكبه في حق مصر .
ما رأيك لو نذكر بعضا مما جاء في خطاب الفريق أول عبد الفتاح السيسي .
** أنا : لا شك سيكون عظيما أن نفعل هذا . هيا أكتبي يا ذاتي لنقرأ سوياً .
** ذاتي : من أقوال الفريق أول عبد الفتاح السيسي في ذكرى الأحتفال بمرور 40 سنة على إنتصار السادس من أكتوبر عام 1973 :
الشعب لا ينسى اللي يقف جنبه .. ولا ينسى اللي يقف ضده .
مصر حتبقى قد الدنيا ، فعملوا حسابكم لليوم ده .
مصر عايزه منكم نضال في العمل والصبر والإخلاص .
ماتكسروش بخاطر مصر من فضلكم . نشتغل ونصبر ونتحمل .
فيه تمن لازم ندفعه من أجل أم الدنيا مصر .
** أنا : الحقيقة كنت أتمنى الحصول على الخطاب كاملاً ، لكن نكتفي بما ذكرتينه يا ذاتي .
دعيني أنقل للقراء رأي الدكتور مصطفي الفقي عن  الفريق أول عبد الفتاح السيسي والخطاب الذي ألقاه :
" ده خطاب زعيم وليس وزير دفاع " .
** ذاتي : اللقاء الذي أجراه الأستاذ ياسر رزق مع الفريق أول عبد الفتاح السيسي سأنقل للقاريء فقط أمرين :
إجابة الفريق أول عبد الفتاح السيسي عن ترشحه للرئاسة :
" الوقت غير مناسب للسؤال .. والله غالب على أمره ".
ما حكاه الفريق أول عبد الفتاح السيسي للأستاذ ياسر رزق رئيس تحرير جريدة " المصري اليوم " و رده على المهندس خيرت الشاطر بهذا القول :
 " إما أن تحكمونا .. أو تقتلونا " .
بعيدا عن الأحتفال وعن اللقاء ، إسمح ليّ أن أذكر رد الجمهور المصري على زيارة وزيرة تونسية إلى رابعة العدوية :
" لا أهلاً ولا سهلاً بوزيرة النكاح التونسية " .
** أنا : قبل أن ننهي المقال ، أريد فقط أن أقول أمنية تمنيتها لمصر وذكرتها كثيرا سواء في مقالات سابقة أو تعليقات على " الفيس بوك " أو مقالات لكتاب أخرين .
ما أشبه مصر في الفترة الأخيرة من حكم مبارك وحكم الأخوان والجماعات المتأسلمة وما كانت عليه تركيا في بداية القارن الماضي وبالتحديد عنما تولي مصطفي كمال باشا أتاتورك العسكري إدارة شئون تركيا التي شبهها الغرب " بالرجل العجوز القريب من الموت " .
هذا الرجل مصطفي كمال باشا أتاتورك بعث الحياة في تركيا وغير تركيا من بلد خلافة ظالمة إلى بلد متحضر وصل به الأمر أن تشتري رضاه أوربا وأميركا والعالم الحر المتمدن . 
والسؤال هنا  : هل ستتاح الفرصة للفريق أول عبد الفتاح السيسي إذا تولى رئاسة مصرالقيام بعمل ما عمله مصطفى كمال باشا أتاتورك الرجل العسكري في تركيا  ؟؟!!.. أخشى أن أقول .. لا أظن !!!...

CONVERSATION

0 comments: