"فافي" هو اسم الديوان الجديد الذي سيصدر قريباً للشاعر شربل بعيني في سيدني أستراليا.
وفافي هو الاسم العائلي للسيدة المصرية العظيمة فاطمة ناعوت الذي يناديها به أهلها وأصدقاؤها. وقد استوحى الشاعر قصائد الديوان من رسائلهما الالكترونية المتبادلة وزيارتها السريعة لسيدني أستراليا.
من قصائد الديوان كانت "بوذا"، التمثال الذي امامكم في الصورة، وبعد اطلاعها عليها، ردّت بهذه القصيدة الرائعة التي ستدخل ضمن قصيدة "بوذا" في الديوان، وها نحن نطلعكم على ما ابدع قلمها. وما عليكم الا الانتباه لتاريخ القصيدة، فلقد أرادت به ان ترمي الشاعر خارج الزمن.
بقي أن نذكر ان مقدمة الديوان ستكون للاستاذ حوزاف بو ملحم الذي رافقنا طوال رحلتنا الشعرية هذه:
سأتعلم ألا أكون تلقائيةً
حين الحديث إليك،
أقتلُ فِطرتي
أترقّبُ الكلماتِ
حين تترَى من مداد قلمي
قبل أن تركضَ صوبَ عينيك
أتربّصُ بأفكاري
قبل أن تغادر عقلي
إلى عقلك
أستعيدُ الرياضياتِ وعلومَ الحساب والهندسة
لأحسبَ حروفي بدقّة
وأقيسَ زواياها وأضلاعَها وانحناءاتِ أقواسِها
قبل وصولها إلى حاسوبك
وأقرأ وقعَها في نفسك
قبل أن تلجَ مقلتيك
تلك ضريبةُ الحديث مع الشعراء!
الكلام مع الشعراء خَطِرٌ
خطورةَ الوقوف فوق فوهة بركان نشط
لهذا يقولُ الربُّ:
لا تُجرّبْ شاعرًا!
مكتوبٌ.
في المرّة القادمة
سأقولُ لك : ذاك بوذا
أحد أوثان الآسيويين المجانين
نصّبوه إلهًا
وما أعلن عن نفسه إلا زاهدًا
عبدوه،
فيما كان يبحثُ- مثلهم- عن الله
وضعوا أمامَه صحنًا
يملأونه كل يومٍ بالتمر والسكر
وهم لا يدرون أنه صائمُ الدهر،
إنْ هم إلا حائرون
ركضوا خلف حائرٍ
يجرجرون ذيل ثوبِه الرثّ
فنهض من جِلستِه الأبدية المنذورة
مزّق الثوبَ
ثم ركضَ معهم
نحو الله.
ذاك المسكينُ الذي تغارُ منه
لا يستحقُ إلا شفقةَ المُحبين
والشعراء
فلا تَغرْ منه
وامنحه منديلا أبيضَ
ليجففَ السنواتِ التي تتساقطُ فوق جبينه
في عُزلتِه.
طوبى للمجانين
وطوبى للأوثان
وطوبى للشعراء
والويلُ، كلُّ الويلِ
لأصدقاء الشعراء
القاهرة/ 2 فبراير 2013
0 comments:
إرسال تعليق