بعد أن سمح الاحتلال الإسرائيلي للصحف الفلسطينية الرئيسة الثلاثة المتمثلة في "القدس، الأيام، الحياة الجديدة" بكسر الحصار والعبور إلى الشطر الآخر من أراضي السلطة الوطنية الفلسطينية الذي جزأته حركة حماس بفعل انقلابها الفاشل على الشرعية الفلسطينية، وتدميرها للمشروع الوطني الفلسطيني في الخامس عشر من حزيران 2007. يفاجئ المواطنون الذين يتوقون لقراءة ومشاهدة إعلام نزيه وحر وموضوعي بعد عامان من الحظر الذي طال أصناف من البضائع إلى قطاع غزة، يسمح الاحتلال بعد ضغوط دولية بذلها الرئيس محمود عباس، على الرئيس الأمريكي واجتماع السيد رئيس الوزراء دكتور سلام فياض مع يهود باراك، بضرورة رفع الحصار عن شعبنا في قطاع غزة، وبالفعل رفعت إسرائيل جزءاً من الحظر، وسمحت للصحف الفلسطينية الثلاثة التي يشهد لها بتاريخها الوطني المقاوم والتعبوي ومسؤوليتها الوطنية والاجتماعية والإنسانية تجاه شعبنا، لاسيما في كشف جرائم العدو، فتعرضت للقمع الصهيوني ورقابته.
واليوم حركة حماس تمارس ذات القمع والمنع للصحف الوطنية الثلاثة رغم أنها مستقلة ومحايدة وتعالج القضايا الفلسطينية بنزاهة وموضوعية، ويبدو أن نظام حماس الحاكم في قطاع غزة في فعلته قد كشف عن ديكتاتورية حكمه، الذي يمنع الحريات الصحفية والشخصية وحرية الرأي والتعبير. كشفته في وقت سابق التقارير الحقوقية والإنسانية والإخبارية أن إعلام حماس الذي يحرض ويبث الفتنة والشائعات في نشر أخباره ضد الشرفاء والمناضلين قد فشل في أداءه، وذلك لسببين أن المواطن بات واعي ويدرك حجم التهويل والتزوير الذي يبثه إعلام حماس، لاسيما وأن المواطن يسمع ويشاهد فساد قيادات وعناصر نظام حماس الذي يمارس في المؤسسات والطرقات وحتى في بيوت الله. أما السبب الثاني هو نجاح إعلام حركة فتح رغم بساطته وإمكانياته المحدودة في إقناع الرأي العام الفلسطيني بالحقيقة التي باتت واضحة كسطوع الشمس.
وفشل إعلام حماس طال صحيفتي فلسطين والرسالة الناطقتين باسمها في قطاع غزة، بالتالي أصبحت في وضع محرج في حال توزيع الصحف الفلسطينية الرئيسة الثلاثة "القدس الأيام والحياة الجديدة" الأمر الذي يفشل مخططها الهادف في تزييف الحقيقة واستمالة عقول الجمهور الفلسطيني في قطاع غزة. بمعنى أخر أن منع نظام حماس المسيطر في قطاع غزة للصحف الفلسطينية الصادرة من الضفة الغربية نابع إلى احتكار صحفها التي تبث الفتنة والتزييف والقذف بحق القيادة التاريخية ورموزنا الوطنية، وهي تندرج في إطار حرمان المواطن الفلسطيني من متابعة الحقيقة وتصفح الأخبار في صحف لها وزنها الأخلاقي والديني والوطني.
وهكذا يكون نظام حماس قد أحكم إعلامه الوحيد في قطاع غزة بمنع الصحفيين والكتاب من الكتابة، وفرض رقابة شخصية وذاتية عليهم وعلى وسائل الإعلام، بينما تبقى وسائل الإعلام المستقلة تحت المقصلة والرعب في ظل حظر إعلام حركة فتح في قطاع غزة.
0 comments:
إرسال تعليق