- كـاتـب وسـيـاسـي عـراقـي مـسـتـقـل
مع أرتفاع المد وتلاطم الامواج الحاصل في المشهد السياسي العراقي بين قطبي الصراع الرئيسيين علاوي والمالكي , تحط سفينة النجاة الإمريكية بمن فيها على الأرض العراقية وعلى متنها جو بايدن الرجل الثاني في إدارة البيت الأبيض يرافقه وفداً من مجلس الشيوخ أبرزهم جو مكين مرشح الرئاسة الأمريكية لعام 2008 عن الحزب الجمهوري وبجعبتهم حلول جاهزه كما يبدوا لأنقاذ قادة العملية السياسية الهاويه .
تأتي زيارة بايدن والوفد المرافق بعد إنقضاء أكثر من اربعة أشهر على الإنتخابات النيابيه في البلاد وما لحقها من احباط من قبل الساسة العراقين بتأخر تشكيل الحكومة ماسبب خيبة آمل لدى الإدارة الإمريكية حسب وصف " بايدن ومكين" في الوقت الذي أكدت فيه الإدارة الإمريكية مراراً وفي أكثر من مناسبة على سحب القوات الإمريكية من العراق في الموعد المقرر للأنسحاب في 13 / كانون الأول / ديسمبر 2011 , وجاءت الزياره المفاجئه لبايدن حاملة الكثير من التساؤولات من قبل بعض الساسة والمراقبين للشأن السياسي العراقي , وفي مقدمتها الغاية من الزيارة في هذا التوقيت الحرج قُبيل تشكيل الحكومة والصراع السياسي المرافق لها , في الوقت الذي تصارع الإدارة الإمريكية الزمن للوصول إلى موعد أنسحاب قواتها من العراق , والمخاوف الإمريكية من بقاء الوضع على ما هو عليه من تشكيل الحكومة العراقية وتمسُك كلاً من علاوي والمالكي بأحقية تشكيلها ,ماقد يولد فراغ سياسي يمتد لأمد غير معلوم يعرقل الجهود الإمريكية الراميه لسحب قواتها من البلاد في موعدها , ولايخفي الإمريكيون مخاوفهم من التقارب الخجول بين دولة القانون والإئتلاف الوطني الكتلتين المقربتين من إيران رغم الخلاف الكبير بينهما , الآ آن إستمرار الأزمة السياسية الراهنه بعدم تشكيل الحكومة قد يفسح المجال آمام إيران لفرض إرادتها على "التحالف الوطني " المكون من "دولة القانون والإئتلاف الوطني " لمسك الأرض وأعادة كفة الميزان لساحة نفوذها من جديد , وبذلك تفقد العراقية حقها في تشكيل الحكومة مما يخلق أزمة كارثية للأمريكيون قد تحملهم على أعادة النظر بسحب قواتهم من العراق لعدم ترك الساحة إلى النفوذ الإيراني مرة أخرى وهو الأمر الذي يرفضه الإمريكيون .
ولم تقتصر زيارة بايدن بالأستماع إلى الساسة العراقين كما ذكر التصريح الصادر عن البيت الأبيض بخصوص الزيارة , بل حمل بايدن الكثير من المسائل والرسائل بجعبته كعادة الرجل في كل مرة , وفي مقدمتها التأكيد على ضرورة تشكيل الحكومة بأسرع وقت قُبيل موعد الأنسحاب الإمريكي المقرر من العراق , ومراعاة أشراك كافة الكتل السياسية الكبرى في الحكومة القادمه لضمان عدم أنبثاق جبهة معارضة قويه داخل البرلمان قد تعرقل أداء الحكومة المرتقبه ماقد يؤثر سلباً على سحب القوات الإمريكية من البلاد, ومن أهم الرسائل التي حملها بايدن إلى المالكي رسالة وقع عليها 35 مشرع من مجلس الشيوخ الأمريكي طالبوه فيها بضرورة التحالف مع القائمة الفائرة في الأنتخابات آي القائمة العراقية لتشكيل الحكومة , وهذا الأمر يدعونا لترجيح حقيقة المخاوف الإمريكية من أختراق النفوذ الإيراني مرة أخرى إلى الحكومة العراقية المرتقب تشكيلها , وبذلك التحالف فيما لو تم فعلاً بين "العراقية والقانون" تضمن الولايات المتحدة تشكيل حكومة قويه تحضى بأغلب مقاعد البرلمان وكذلك ضمان سيطرتها على الكتلتين الكبيرتين اللتان تحضى بعلاقات وثيقه مع قادتها والتأثير مستقبلاً من قبل الساسة الإمريكان في بغداد وواشنطن على صناعة قرارات الحكومة العراقيه القادمه.
ومن الجدير بالذكر آن هذه الأزمة لم تكن الأولى من نوعها التي زار على آثرها جو بايدن نائب الرئيس الأمريكي العراق , بل أعقبتها قبل ذلك أزمة إقرار قانون الإنتخابات التشريعية في البلاد في السابع من أذار ( مارس ) الماضي ,وحمل في وقتها كعادته عصاه الغليظه لترويض العملية السياسية وقادتها لأقرار قانون الأنتخابات , واليوم جاء بنفس تلك العصا ليروضهم مرة أخرى ويُسرع في تشكيل الحكومة العراقية على هوا بلاده , مما يدعونا آن نطلق عليه تسمية "عراب الساسة العراقين "آو كما يُقال في اللهجة العاميه في العراق"حلال المشاكل" .
Moh.alyassin@yahoo.ca
0 comments:
إرسال تعليق