يوجد نص من الأدب الفرعوني ، يقول : "كل عامل له رئيس ، أما الكاتب فهو الرئيس"!
لكن هناك من القيّمين على بعض المواقع الالكترونية ، يريدون من الكاتب أن يكون عاملاً : يكتب مايبدو على أفواههم ، ويعبّر عما تخفي صدورهم . وإذا أصرّ على أن يكون نفسه ، يتجهم وجههم ، أو يرحبون به بملاحظات جارحة ، ويبتعدون عن نشر كتاباته :
ربما لأن لا جرأة لديهم ؛ لذا يلتزمون المحافظة .
أو انهم لا يؤيدون المعارك القلمية والفكرية ؛ لينالوا تطويبة صانعي السلام .
أو عقلهم مصاب بمرض الرقابة على كل شيء .
وهذا ظلم للذي إذ يمسك هبة الفن في الكتابة بين يديه ، لا يكتب ليعيش ولا يعيش ليكتب بل يكتب ليكون حاضراً مع الحضور الإنساني الشامل ، ومع الحياة ذاتها .
ظلم للذي عندما يكتب يريد أن يوجد شيئاً ما لا يمكن أن يوجد بدونه ؛ فينتشي بالسرور في قلبه ، واللذة في نفسه .
ظلم للذي يصل القاريء بالحياة في اعماقه ومن حوله ، وليست الحياة التي يتشوق إلى أن يعرفها ، ولا بد من أن يُعرّفه بها إنسان آخر يملك القدرة على ذلك .
ظلم للذي يهتم في تقديم العون إلى المجتمع ؛ فيعبر بالكلمة المكتوبة عن صورة الحياة الإنسانية ، ويضع لها المضمون ، ويرسم لها الشكل الذي تحتاجه البشرية ؛ حتى تستمر على خطوات الطريق .
لا أعني أنه ينبغي على الكاتب أن يذهب في طريقه كما يريد ، بل يكون ملتزماً بالحرية التي هي فوق التسيّب ، والشجاعة التي هي فوق الوقاحة .
فماذا قدمتم للذي لا يريد أن يكون رئيساً ـ رغم استحقاقه ـ بقدر أن يكون معلماً في عالم مُسمّم وملوث ومسلوب ، يمتلك بالكتابة وسيلة يستطيع أن يخاطب بها غيره ويدله على ما يفكر فيه ، ويوجهه إلى مايريد من اتجاه صالح ؟!
أنه يريد شجاعتكم ، وتشجيعكم ، ولا أقول حصانة اشبه بحصانة عضو مجلس الشعب ؛ لأنه بالفعل يعبّر عن إرادة الشعب ؛ فالجماهير تطلب من الكاتب الغوص في اعماق قلوبهم وتلافيف عقولهم ؛ حتى يتبينوا الاتجاهات الصحيحة ، والمواقف الصادقة .
،...،...،..
لا تجعلوا الكلمة الحرة تدين جبن الجبناء !
وألا تكون هذه الصرخة ، صرخة في ليلة من ألف ليلة وليلة !
0 comments:
إرسال تعليق