لا نشأته الأوربية ولا تفتحه المطلق علي الغرب هو الذي أعطي الطعم الخاص لهذا الحاكم العربي الشاب. إن العقلية التي يتمتع بها الملك عبدالله الثاني هي نتاج موروث من الحنكة والحكمة السياسية منبعها كان الملك عبدالله الأول رحمه الله.
يعيش الشعب الأردني منذ تولي جلالة الملك عبدالله الثاني ملك المملكة الأردنية الهاشمية، حياة إجتماعية وسياسية لم يعهدها أي من شعوب المنطقة، وإن كان من يقوم به الملك عبدالله الثاني هو إستمرار لعهد والده المرحوم الملك حسين بن طلال إلا أن القفزة النوعية التي إنتهجها الملك عبدالله في القفز بالمملكة إلي أبعاد لم يكن والده عاجزاً عنها ولكن لم تسمح له ظروف مرضه رحمه الله أن يعاصر قيامها فأتي خير الخلف لخير السلف ليواصل المسيرة ولكن بروح شبابية وعنفوان يذكرنا بروح وعنفوان الحسين رحمه الله عند توليه العرش في سن أصغر بكثير من جلالة الملك عبدالله الثاني.
وجه الحداثة في عهد الملك عبدالله الثاني يتلخص في تقديم القيادات الشابة إلي الصفوف الأمامية صانعة القرار قامت بتجديد الواجهة السياسية في المملكة الأردنية الهاشمية، والجدير بالذكر هو أن الملك عبدالله الثاني لم يتردد في منح جيل الشباب الفرصة أن يعتلوا المناصب القيادية في البلاد، ورغم أن لم يكن هناك إقصاء بالكامل لأهل الخبرة والمخضرمين من خلال عشرات السنين التي قضوها في خدمة مليك البلاد الراحل إلا أن إقتحام جيل الشباب للعمل القيادي في المملكة لم يهمل الإستفادة من الخبرات السابقة والحكمة المكتسبة من بعض الشعرات البيض التي تحتوي علي قمة الحكمة والحنكة السياسية والخبرة العملية.
إختلفت مواقف الملك عبدالله الثاني في العديد من القضايا المحلية والعربية والعالمية، هناك من المواقف ما شكل صدمة للبعض بسبب نظرة الملك المستقبلية لحاضر البلاد ومصلحة الوطن العليا سواء تلك التي التي تخص مسألة التعامل مع إسرائيل وكيفية الإنفتاح عليها ونوعية هذا الإنفتاح ومصلحة الأردن العليا في هذا الإنفتاح علي إسرائيل وكانت قرارت الملك عبدالله الثاني في أن تكون العلاقة متوازية وتتساوي في المسار مع سلوك إسرائيل في المنطقة ما أذهل حتي الحكام العرب المحنكين في المنطقة والذين زاولوا الحكم لسنوات في المطقة العربية إلا أنهم عجزوا عن محكاة مواقف هذا الملك الشاب، كانت مواقف الملك تجاه إسرائيل تضع مأساة الشعب الفلسطيني في أولويات إهتماماته ويبني عليها هذه القرارات، بالطبع كان الإرتباط الأزلي بين الشعب الفلسطيني والأردني دائماً يشغل فكر ووجدان الملك الشاب فهو يعلم أن بدون إيجاد حل لمشكلة الشعب الفلسطيني لن يكون هناك إستقرار في المنطقة وأن الحل العادل لهذه القضية متمثلاً في وطن دائم له هو الباب للسلام الدائم في المنطقة.
أما علي الصعيد العربي فنجد أن عدم خوف الملك الشاب من مصراحة بقية حكام الدول العربية بسوء قراراتهم في العديد من القضايا وكان آخر مواقفه في مؤتمر شرم الشيخ من أن العرب يتباطؤون في عملية السلام بشكل لا مبرر له هو ما يؤجج الأزمة في المنطقة فإما سلام مع إسرائيل وإما عداء مع إسرائيل وإستعاب الملك عبدالله الثاني علي حكام العرب هذا التلكؤ في الجرأة بإتخاذ قرار حاسم تجاه إسرائيل.
كم نحن بحاجة إلي المزيد من عنفوان هذا الملك الشاب لربما دفعنا هذا العنفوان نحو مستقبل عربي يزهو بنجاحات الشباب فيه وتطلعات الشباب المتفائلة بمستقبل خال من كأبة من أكل الزمان وشرب عليهم من ما زالوا متمسيكن بمحبطات الماضي وسلاسل تجرنا إلي الوراء.
- لوس أنجليس
0 comments:
إرسال تعليق