الخوف/ علي مسعاد

Casatoday2010@gmail.com

هل كان لشباب " التي جي في " و " التوين سانتر " و " الترامواي " ، انتظار كل هذه السنوات الضوئية ، حتى يتحرروا من هاجس " الخوف " لديهم ، الهاجس الذي شكل ، " حجرة عثرة " أمام الكثير من المبادرات و الطموحات الشخصية ، لجيل الأمس ، وحال دونهم ودون أحلامهم الشخصية في الحرية والتحرر ؟ا هل كان علينا ، كجيل تربى وسط " الخوف " من السياسة ، من الموت ، من المستقبل ، من الآخر ، الانتظار طويلا ، حتى يطل علينا " المخترع الأمريكي " مارك زوكربيج " بالشبكة الإجتماعية " الفايس بوك " وغيره من المخترعين ، بغيرها من المواقع الالكترونية ، حتى نتحدى "الخوف " و نكسر " الطابو" ، الذي إمتد من الماء إلى الماء ؟ا
أطرح هذا السؤال ، الذي يستمد مشروعية ، من الدور الذي قامت به ، التكنولوجيا المعلوماتية ، في تسريع انتقال الربيع العربي و التخلص من هاجس " الخوف " ، بفضل " الفايس بوك " و " غوغل +" و " التويتر" و " اليوتوب " غيرها من الشبكات الاجتماعية و المواقع الالكترونية ، التي ساهمت بدور كبير ، في انتشار الوعي السياسي و الحقوقي ، لدى الفئة الأكثر تضررا ، من حيث غياب السكن ، الصحة ، الشغل ، ...إلخ .
بالأمس الرقيب ، كان " عباس بن فرناس " و " قاسم أمين " ، وغيرهما من الأسماء التي تجرأت ، لتقول كلمتها في زمن "كبت " الطموحات الشخصية و" قتل " التطلعات و الأحلام الفردية ، ليشكلا كغيرهما من الأسماء " الطفرة " النوعية ، في البحث عن الذات بعيدا عن لغة " القمع " و " الاحتقار الذاتي "، الذي رسخته أساليب تربوية ، ليس من صالحها ، أن تغرد أصوات "خارج السرب " ، أساليب رجعية تخاف من التميز و الابتكار و الاختراع وتركن إلى الاستسلام ، إلى أمر الواقع و الرضا بالنصيب و المكتوب ، كأن قدرنا أن نظل ،أسيري " لا أرى ، لا أسمع ، لا أتكلم " و أنا ومن بعدي الطوفان " وغيرها من الشعارات التي تدعو إلى الكسل و الخمول و النرجسية الفارغة و التماهي مع آراء الآخرين ، على حساب الكرامة الشخصية و المواقف الذاتية .
ليأتي زمن " البوعزيزي " الذي قال كلمته ومضى ، لتلتحق به قافلة شهداء " الجرأة " على قول " لا " للحكرة ، للظلم ، للفساد ، للقهر النفسي و غيرها من الأمراض المترسبة عن " الخوف " .
" المرض النفسي " ، الذي لن نحاربه ، هكذا بين يوم وليلة ، بل يلزمنا الكثير من الوقت و الكثير من العمل و العلم و الدراسة و البحث الرصين .
لان ثقافة " النت " وقتل الوقت بالإبحار في الشبكة العنكبوتية ، وحدها لا تكفي للدخول ، في رهان الإدارة الإلكترونية و مواجهة الحرب الحضارية الجديدة و التكنولوجية المعلوماتية ، التي أصبحت رهان المستقبل .
فتكسير جدار " الخوف " من أجل التعبير عن الرأي و الرأي الآخر و إخراج كل المكبوتات النفسية التي ترسبت لسنوات ، بسبب " ديها في راسك " ، " لي خاف نجا " ، وغيرها من الأمثلة التي برع فيها " الآخرون " من أجل إخافتنا ، من حب مغامرة الإكتشاف و مواجهة المجهول .
لأن الخوف كل الخوف ، من جيل " الموروكو مول " ، هو يتحول خوفنا من جرأتهم إلى الخوف عليهم ، من الإبحار في بئر ، بدون زاد فكري و علمي و ثقافي ، يحصنهم من الآخر ، كالذي يهرب من " الخوف " إليه .
وتلك هي الإشكالية .

CONVERSATION

0 comments: