ردود على رسائل/ شوقي مسلماني

الردّ على رسالة 1 
ليس مثقّفاً وطنيّاً تقدّمياً (باعتبار أن هناك مثقفين "قوّادين" بتوصيف لينين) من لا يتعاطف مع الشعب السوري في تطلّعاته إلى حياة أفضل ولا يدين تعاطي النظام مع هذه التطلّعات بالعسكرة من الأيام الأولى لحراك الشعب السوري العظيم. 
ولكن المسألة باتت أكثر تعقيداً مع دخول هذا الحشد العربي والدولي الكبير على المسار السوري. 
ولا يمكننا أن نتجاهل حقيقتين أحداهما أكثر مرارة من الأخرى وهي الحقيقة التي يتلمّسها جميل وحيدر وكيلو والمنّاع والترك وغيرهم 
الأولى هي احتشاد عتاة الإجرام في العالم خلف الشعب السوري المعارض! (كارثة معنويّة وأخلاقيّة). 
والثانية هي أن النظام يملك حيثيّة على الأرض لا تقل عن حيثيّة المعارضة في مجتمع منقسم أفقيّاً وعموديّاً. 
الثورة الحقيقيّة لا تكون دخولاً في الزجاج أو ارتطاماً بالحائط. 
الثورة لا تتحالف مع أميركا رأس الإمبرياليّة في العالم ولا تحتضنها ممالك وإمارات ومشيخات الخليج الظلامي. 
 أخيراً الثورة لا تنطق بإسمها ناطقة تتباهى بصداقتها بدولة الكيان الصهيوني.
المثقّف لا يرى الشوكة في عين النظام ولا يراها في عين نفسه. 
المثقّف نقدي لا محل للأبيض \ أسود عنده. 
المثقّف منفتح على المتغيّر. 
المثقّف لا يسمح لأحد أن يلعب من وراء ظهره. 
عموماً صديقي جميعنا نبحث عن الحقيقة.
**

الردّ على رسالة 2
لا أملك إلاّ أن أحييك كريماً في غضبك على الظلم. 
أمّا لم تسمع "بأي دعم أميركي أو غربي للثورة" سوى "الكلام" فكل ما أرجوه ألاّ تكون تمزح وألاّ تكون تعتقد أن غزواً أميركيّاً أو غربيّاً لسوريا هو الدعم العملي للثورة، وأرجو أن تتذكّر أن الفيتو الروسي هو الذي فوّت على الثورة مثل هذا الدعم ـ الغزو. 
طبعاً صديقي لن أعلّق على مخازي النظام السوري ولكن يبدو لي واضحاً  أنك تنبش في أوراق قديمة بعصبيّة زائدة وأنت الرصين في ما أقرأه لك هنا وهناك موضوعيّاً متماسكاً. 
و"عيب اتهام أبطال سوريا بالعمالة" تقول، وأردّد معك ذلك، فإذن لمن هذه العيب؟ هل هي العصبيّة الزائدة التي تجعلنا نقوّل الآخر ما لم يقله؟. 
أما "العميل الوحيد هو خادم الإمبرياليّة والصهيونيّة" فأنا معك أيضاً، هل تتابع نتاج قضماني الإمبريالي والصهيوني؟. 
أمثالك صديقي من المثقّفين المحترمين لا بدّ أن يشيروا بإصبع نحو الإنحرافات لتصويب المسار. والأبطال وهم يدمّرون صنماً لا يشيدون آخر. 
ليس بحاجة إلى النصح سوى الذي يعتقد إنّه وصل ومن يعتقد إنّه وصل قلْ قد فقد عقله ومن يفقد عقله لا يحق له أن يقود ثورة.   
**
الردّ على رسالة 3
تحياتي قلبيّة دائماً لك. 
أنا أوافقك على الكثير ممّا تفضّلت به ولكن إسمح لي أن أخالفك في القراءة أحياناً. 
أنت تعرف أن الوضع خطير في سوريا، يجب الإعتراف أن النظام والمعارضة عاجزان داخليّاً عن حسم المعركة بسبب من توازن القوى. 
وإذا جنّ صاحب تركيا ودخل في حرب مع صاحب سوريا واستطالت الحرب على نحو ما استطالت بين صاحب العراق وبين صاحب إيران (طبعاً تتذكر) هل يكفينا مليون قتيل وخراب على كل صعيد وإفلاس؟. 
وإذا جنّ الأميركي وقرّر أن يغزو سوريا (لا أظنّك صديقي الغالي ستكون سعيداً بهذا الغزو مثلما لن أكون أنا سعيداً به) وأصرَّ الروسي أن يكسره على الساحل السوري كما تقول فلا أظنّك أيّها الغالي لا تحدّثني عن حرب كونيّة ثالثة ومليار قتيل. 
دع صديقي أمر التدخّل الخارجي لحماة الحريّة والديمقراطيّة أساطين الخليج فهم يشتغلون على ذلك كما اشتغلوا على بوش الإبن لتمزيق العراق إلى "ثلاث دول" ومليون قتيل والجرح لا يزال ينزف. 
على المثقّف السوري أن يفكّر على نحو آخر قد يكون مساره أطول ولكنّه بالتأكيد سيكون أفسح وأوسع. 
إنّ الطاولة المستطيلة ولا أقول المستديرة قد تكون عين التفكير على نحو آخر، فلا يجب الإستهانة بالإصرار وإرادة الشعب الذي يقف خلفك وأنت تجلس إلى الطاولة المستطيلة. 
لا يمكن أن تواجه النظام وأنت تخافه هذه قاعدة ذهبيّة صديقي يجب ألاّ يغفلها أحد. 
يجب حسبان الأمور لئلاّ تكون التكلفة باهضة.   
**
الردّ على رسالة 4
المعضلة أن النظام السوري هو ذاته أوّل من يتحمّل المسؤوليّة لما يجري في سوريا من دون الغوص بالتفاصيل التي لا تبدأ بالتأخّر كثيراً على إجراء إصلاحات عميقة وجديّة ولا تنتهي باستطالة الأزمة واستعصائها، ولكن هذا لا يعفينا من توجيه النقد للذات وللآخرين: إذا ظلّت المعارضة السوريّة تتطلّع إلى نبّيحة أميركا وذبّيحة الخليج لتحقّق لها رغائبها فهي حقّاً معارضة مشبوهة، والشريف يحذر أن يكون في محل شبهة.
Shawki1@optusnet.com.au

CONVERSATION

0 comments: