سن القلم: مهزلة أمنية/ عادل عطية

خبر الإفراج عن مهرب مخدرات مقابل اطلاق سراح السائحين الامريكيين المختطفين بسيناء؛ سيجعل من لعبة: "سيب وأنا أسيب"، لعبة قومية!...
** 
  مأساة أمّة

كل المراثي لا تستطيع التعبير عن مأساة أمة، لا يعترف قادتها بقوة القانون، ولكنهم يؤمنون بقانون القوة!...

**
آفتان
آفتان تنهشان في حيويّة مصر: الجهل والبغض!...
**
ليكن الجمال؛ فنراه!
كان أحدهم يعمل في جنوب ايطاليا، التي يطلقون على سكانها: "فلاحو أوربّا"!
عندما عاد إلى وطنه، وإلى بيته بأحد أحياء القاهرة، قال ملء الدهشة والاشمئزاز: "ما هذا القبح الذي يحيط ببيتي"!
ـ كأن هذا القبح الذي يراه أمامه، لم يكن موجوداً قبل سفره ـ!
حاولت أن أواسيه في هذه المصيبة التي كانت مختفيه عن ناظريه في الماضي، بفعل التعوّد على رؤية الأشياء القبيحة، إلى أن كشفتها له المقارنة بين مارآه في فلاحين أوربّا ومايراه الآن في حي من أحياء القاهرة، ملكة عواصم أفريقيا، بأن أقول له: "كن جميلاً ترى الوجود جميلاً" ولكني أمسكت بلساني؛ فلقد كان الشاعر إيليا أبو ماضي، في قصيدته كم تشتكي، يقصد الوجود الذي خلقه الله، وليس الوجود الذي صنعه الإنسان!
انني اتمسك بهذا التفسير؛ وأجدني متيقن، بأنه لو استطعنا بأن نأتي بملكة جمال العالم، وبطفل لم يلوثه العالم بعد، فلن يريا سوى هذا القبح المبين!
ورحت أبحث عن رؤساء الأحياء، وكأني لا أعرف مكانهم، فإذا بهم صاروا رؤساء الأموات الغارقين في عشوائية البناء، والشوارع، وانتشار القاذورات!
ولا زلت أتساءل: ما هو موقف رؤساء المدن، الذين لا يزالون جالسين على كراسيهم كالمقعدين، وكان أولى بهم أن يتحركوا بكراسيهم هذه، وينتشروا في كل مكان ؛ ليزرعوا الجمال في مدننا؛ حتى نتعلمه، ونتذوقه، وتنغرس ملكاته في نفوسنا، عارفين بأن الله يحب الجمال؛ لأنه زين أرضنا بكل أنواع الجمال الحي، وألهم نفوسنا أن تكره كل دميم قبيح، وتشتاق لكل جميل مليح؟!...


CONVERSATION

0 comments: