رياض المالكي و6 مليون دولار/ د. إبراهيم حمّامي

دون مقدمات ...

يوسف الشايب صحفي شاب فلسطيني كتب تقريراً في صحيفة الغد الأردنية بتاريخ 30/01/2012 عما يجري في سفارة سلطة رام الله في باريس، ملف صغير من ملفات أكبر وأخطر عن مقار للسلطة في الخارج تُسمى سفارات، كُتب عنها وما زال الكثير، وباستثناء بعض "السفراء" المشهود لهم بالكفاءة والوطنية، فإن بعضاً آخر هو مثال سيء لا يليق بصورة شعبنا الفلسطيني.

بعد أسابيع من نشر التقرير، اشتكى "المتورطون" المفترضون، وكعادتهم استغلوا القضاء الفلسطيني لتكميم الأفواه كما فعلوا في مرات سابقة مع صحفيين واعلاميين آخرين، كان آخرهم الصحافية مجدولين حسونة عن تقرير آخر حول ملف فساد في احدى المستشفيات الفلسطينية.

رياض المالكي أحد الأسماء الواردة في التقرير لم يعجبه تضامن زملاء الشايب من صحفيين واعلاميين فصرّح وبتشنج وعصبية ضد الشايب ومن تضامن معه، مطالباً بطرده ومعتبراً أن ما قام به خطيئة.

وهنا أضع تسلسل قضية الصحفي يوسف الشايب، منهياً بتقريره الذي جيّش السلطة ضد شخص واحد، حتى يصل للجميع، حول العالم بأسره، ولا يبقى حبيس أقبية التحقيق في رام الله، وليتم التحقيق فيه، وهذا أبسط ما نقوم به دعماً وتضامناً مع الصحفي الشاب يوسف الشايب

· 30/01/2012 صحيفة الغد الأردنية تنشر تقريراً حول الفساد في سفارة فلسطين في باريس

· 25/03/2012 استدعاء يوسف الشايب معد التقرير وتوقيفه لمدة 48 ساعة بناء على شكوى مقدمة من وزارة خارجية حكونة فيّاض و"السفير" الفلسطيني في باريس هايل الفاهوم وزوجته ونائبه صفوت أبراغيت بتهمة "القدح والتشهير"

· النيابة تشير أن الشكوى المقدمة تتضمن المطالبة بتعويض مادي من المشتكين بقيمة ستة ملايين دولار!

· 27/03/2012 نيابة رام الله ترفض زيارة وفد نقابة الصحفيين لزميلهم المعتقل للاطمئنان عن صحته، ونقابة الصحفيين تستهجن مطالبة المشتكين تعويضات بملايين الدولارات من الصحفي يوسف الشايب، والذي جرى توقيفه على ذمة التحقيق بعد نشره تقريرا عن فساد البعثة الدبلوماسية الفلسطينية بباريس

· محكمة صلح رام الله تثبت احتجاز الصحفي يوسف الشايب 15 يوماً آخر والشايب يبدأ إضراباً عن الطعام احتجاجاً على اعتقاله واحتجازه – الاربعاء 28/03/2012

· 28/03/2012 نظم عشرات الصحفيين صباح اليوم الاربعاء اعتصاما تضامنيا مع الصحفي الشيايب امام وزارة الخارجية الفلسطينية ومجمع المحاكم في مدينة رام الله، ورفع الصحفيون في الاعتصام الذي دعت اليه نقابة الصحفيين تضامنا مع يوسف الشايب يافطات تدعو الى احترام الجسم الصحفي والحقوق والحريات الاعلامية، وصون حرية التعبير والنشر، والسلطة الرابعه، مطالبين بمحاكمة المتورطين في قضايا فساد واختلاس، وليس محاكمة الصحفيين الذين يكتبون عن الفساد، رافضين محاولات تكميم الافواه وتقييد الصحافة.

· تركزت أسئلة التحقيق وبحسب عضو نقابة الصحفيين عمر نزال على مصدر معلومات الشايب، وهو الأمر الذي رفض الافصاح عنه إلا بقرار من المحكمة

· رئيس اتحاد طلبة فلسطين في فرنسا سابقا زهير العسلي - أحد مصادر المعلومات التي رفض الصحفي كشفها – يبث رسالة مسجلة على موقع يوتيوب بعنوان "براءة يوسف الشايب"ـ موجهة لرئيس سلطة رام الله محمود عباس والقضاء الفلسطيني، وقال العسلي - فلسطيني يحمل الجنسية الفرنسية - إنه يتقدم بشهادته لبراءة يوسف الشايب، وأضاف أن الأخير احتجز ظلما، مشيرا الى انه كان "ضحية" سفارة فلسطين بفرنسا، موجها إصابع الاتهام إلى نائب السفير، وتحدث عن اعتداءات وإهانات تعرض لها طلبة فلسطينيون آخرون.

· 29/03/2012 أحد الأطراف الواردة في تقرير صحيفة الغد، وأحد المشتكين رياض المالكي "وزير خارجية" فيّاض، يشن هجوماً تشنجياً على الصحفيين والاعلاميين المتضامنين مع زميلهم، مستغلاً موقعه ومؤتمره الصحفي في بغداد، لينصب نفسه محققاً وقاضياً مطالباً بطرد الشايب من نقابة الصحفيين، معتبراً أن ما نشره هو تلفيق وتزوير كيدي – متجاهلاً تماماً ما نشره المواطن الفلسطيني الفرنسي زهير العسلي والذي يؤكد ما كتبه الشايب

· 30/03/2012 ما زال يوسف الشايب رهن الاعتقال وما زال المالكي وسفيره طلقاء!

العدل والنزاهة المفترضة والمنعدمة عند سلطة رام الله، كانت تقتضي استدعاء الواردة أسماؤهم في التقرير والتحقيق معهم وأخذ أقوالهم، بدلاً من التستر والتغطية عبر استغلال القضاء واصدار الأحكام المسبقة.

رياض المالكي الذي أعتبره شخصياً مثال أكثر من سيء للسياسي الفلسطيني، يطالب ومن معه من "المتورطين" المفترضين، والمشتكين "المساكين" بتعويض قيمته 6 مليون دولار أمريكي، من صحفي شاب يعيش في الضفة الغربية، وهم يعلمون علم اليقين أنه لا يمتلك ولا جزء من هذا المبلغ، لكنهم يطالبون لا لشيء إلا لإرعاب من يمكن أن يفعل فعلته.

لكن....

لا تحزن أيها الجريء يوسف الشايب، فقد قادهم غباؤهم المعتاد لأن يعرّفوا العالم بما كتبت، وأن يخرج التقرير بعد أسابيع طوى فيها النسيان ما فيه، وأن يورطوا أنفسهم أكثر.

لا تجزع فجرأتك والتزامك بأخلاق الصحفي ومهنيته بعدم الافصاح عن مصدرك، جعل جريء آخر هو زهير العسلي يخرج للضوء ليفضح هذه الزمرة أكثر وأكثر وبشريط مصور بالصوت والصورة.

لا تقلق فموقف المالكي وقضاء رام الله ومحاولات إرعاب وإرهاب الجسم الصحفي لن تزيد الاعلاميين والصحفيين إلا إصرار على كشف وفضح وتعرية مواقف المتخاذلين والفاسدين

ونختم هنا بنص التقرير الذي كتبه يوسف الشايب والذي كان سبباً في اعتقاله.

لا نامت أعين الجبناء

اتهام البعثة الفلسطينية في فرنسا بالتجسس

يوسف الشايب – جريدة الغد 30/01/2012

رام الله - أكدت مصادر فلسطينية متطابقة، أن البعثة الدبلوماسية الفلسطينية في فرنسا، "متورطة في قضايا تجسس وعربدة"، عبر نائب السفير صفوت ابراغيت، وبـ"تواطؤ رئيس الصندوق القومي الفلسطيني، رمزي خوري، ووزير الخارجية رياض المالكي، والسفير الفلسطيني في باريس، هايل الفاهوم.

وقالت المصادر التي فضلت عدم الإفصاح عن هويتها لـ"الغد"، إن "ابراغيت وعددا من زملائه في البعثة الدبلوماسية الفلسطينية بفرنسا، يقومون بمهام أمنية عبر الضغط على الطلبة وتوريطهم لتقديم خدمات استخبارية حول نشاطات بعض الجمعيات والتجمعات الإسلامية في فرنسا، وفي دول عربية لصالح أجهزة أمنية أجنبية وفلسطينية"، مشيرة إلى أن ابراغيت المحكوم بالسجن خمسة أشهر بتهمة الاعتداء على فلسطيني في باريس، "مدعوم من خوري وتربطهما علاقات خاصة".

وأوضحت ان ابراغيت صهر مسؤول العلاقات الخارجية في المخابرات الفلسطينية، العميد جهاد تايه، الذي اغتيل في غزة 2006، وتبنت جماعة دينية مسؤولية اغتياله آنذاك، بذريعة أنه "ضمن شبكة من العملاء الدوليين الأمر الذي يعرفه جيدا كل من تعامل معه من خلال دائرة العلاقات الدولية في جهاز المخابرات العامة". وساق تنظيم قاعدة الجهاد في فلسطين في بيان آنذاك، أسبابا للاغتيال من بينها، أن تايه "عمل على إسقاط شريحة كبيرة من طلاب وطالبات الجامعات في الخارج وذلك بالتنسيق المباشر مع الموساد، وساهم بتسليم معلومات استخباراتية خطيرة في الساحة اللبنانية وخاصة في الحرب اللبنانية الأخيرة العام 2006".

واضافت المصادر المتطابقة "أن خوري والمالكي، وبدلاً من اتخاذ إجراءات بحق ابراغيت لكم الشكاوى ضده، ولإساءته لسمعة البعثة الدبلوماسية في فرنسا، تمت ترقيته إلى منصب نائب سفير، بشكل غير قانوني"، مشيرة إلى أن لجنة مكونة من خوري والمالكي وأبو نبيل (مسؤول مالية حركة فتح)، هي من قررت ترقيته، كونها الجهة المكلفة من الرئيس الفلسطيني محمود عباس بإقرار ترقيات وتنقلات العاملين في البعثات الدبلوماسية الفلسطينية.

وأشارت المصادر إلى أن هكذا إجراء يصب في "مصلحة رمزي المالية"، وأن "المالكي لا يستطيع أن يقول لا لرمزي، لأن الأخير وافق له على تعيين أخيه مستشاراً في اسبانيا وابنة شقيقته في السفارة الفلسطينية بسلوفينيا، وهو ما ينطبق على السفير الفاهوم، بعد تعيين شقيقه في بعثة فلسطين في اليونسكو".

وتشير المصادر إلى "أن ابراغيت ومن يقف وراءه يقومون بتهديد كل من يعترض طريقهم، ويحاول كشف فسادهم وسوق أخلاقهم، وأن التهديد قد يطاول مسؤولين كبارا كما حدث مع ليلى شهيد، أو من هم أقل درجة، وأن التهديد قد يطاول بعض الطلبة أو الناشطين أو التجار أو حتى فنانين فلسطينيين وعربا، أو أهاليهم من المقيمين في الأراضي الفلسطينية".

وأضافت المصادر أن: "السفيرة ليلى شهيد اشتكت ابراغيت للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات لأنه أهان نهلة الشهال الناشطة اللبنانية، وعمل ومن معه على شق حركة التضامن الفرنسية اثناء حصار الرئيس عرفات.. نبيل شعث يعرفه ويعرف زعرناته، ويمكن سؤاله عن ذلك".

وأكدت المصادر أن أعضاء في اللجنة المركزية لحركة فتح، ومن بينهم نبيل شعث، على علم بما يحدث في فرنسا، بصفته مفوض العلاقات الدولية في الحركة، وكذلك أبو ماهر غنيم، وغيرهما، كما أن الرئاسة تلقت شكاوى في هذا المجال، ولم تحرك ساكناً، ومن بينها شكوى السفيرة ليلى شهيد". وقالت: "الصدام منذ أكثر من عشر سنوات، لكن في آخر خمس إلى ست سنوات ساءت الأمور كثيراً، خصوصا أن رمزي خوري هو من يتحكم بالأمور لأنه من يتحكم بحنفية الفلوس".

وتلقى مندوب "الغد" نسخة من رسائل الكترونية وتقارير تطالب بعزل نائب السفير الفلسطيني في باريس صفوت ابراغيت، منها ما قاله مترجم فلسطيني مقيم في فرنسا: "البلطجي صفوت ابراغيت وأزلامه ما يزالون في السفارة. بل إن مرتبه قد زاد واصبح يجالس السفير الذي ادعوه لرفع الغطاء عنه.. أسألكم بالله عليكم إخوتي بأن تقوموا بعمل احصائي بسيط لعدد النشاطات التي تمت على الساحة الفرنسية منذ قدوم هذا البلطجي وأعوانه وقارنوها بالفترة او الفترات التي سبقته لتكتشفوا المفاجأة بأم اعينكم.. انهيار تام في العمل الفلسطيني.. استقالات، تسفيرات، انسحاب الشرفاء من مواقع والدفاع تحت ظل التهميش والترهيب والضرب والدم الذي ما يزال يسيل.. كيف يعقل أن يكافأ من اعتدى وظلم حتى سالت دماء ضحيته وادانته محاكم العدل الفرنسية بمنصب دبلوماسي فخري في سفارتنا".

لكن مصادر في وزارة الخارجية الفلسطينية، نفت هذه الأنباء، مشيرة إلى أنها لا تخرج عن كونها "كيدية".

وقالت لـ"الغد"، إن أصحاب ما يسمونها بالشكاوى، "لا بد وأن لهم مصالح شخصية من ورائها، ويهدفون إلى الإساءة لمسؤولين بعينهم في الحكومة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية"، مشددة على أن الوزارة لم ولن تتوانى عن فتح أي تحقيق حال تلقيها أي شكاوى.

CONVERSATION

0 comments: