ورحل البابا شنودة/ د. ماهر حبيب

فى وسط جو مفعم بالأحزان نبكى البابا شنودة بعد فترة رئاسة عامرة تزيد عن الأربعين عاما وقف خلالها محاربا من أجل الكنيسة عانى من الظلم وخرج من كل الأحداث أقوى حتى هزمه المرض و لقد شهدت فترة رئاسته للكهنوت إنتشارا غير مسبوق فى أنحاء العالم حتى صارت كنائس المهجر ظاهرة جديدة فى العالم الغربى الذى يشهد تدهورا شديدا وفراغا فى كنائسه لطغيان الحياة المادية التى جعلت من الدين شيئا هامشيا ولكن كنيسة المهجر تنمو وتزداد عمرانا وعددا وخدمة فى وسط طوفان المادية والإنصراف التام عن الحياة الروحية.

لا أجد كلمات تعبر عن الحزن لوفاة البابا شنودة الثالث الذى كان فريدا فى حكمته وقدرته الرائعة على الوعظ وحضور الذهن حتى أخر لحظة من حياته وإصراره على توصيل كلماته حتى فى أشد وأحلك لحظات الألم وقد كان ظهوره الأخير مودعا محبيه وتاركا الذكرى لرجل حاول أن يهزم العمر والمرض وخرج يقول لأهله ومحبيه لاتغضبوا فى وسط عالم لا يترك لك مجال إلا أن تغضب وتحزن لكنه ودعنا قائلا لاتغضبوا فهل من مستمع.

لقد تركنا البابا راحلا إلى السماء لينعم بفردوس النعيم الذى قضى حياته يدعونا لكى ما نشاركه الرحلة لهذا الفردوس وترك فراغا صعبا لمن سوف يخلفه ونتمنى أن تتعافى الكنيسة سريعا من تلك الصدمة لكى ما تستمر الرسالة وإلى مزيد من النمو لكننا لا نستطيع أن نمنع دموعنا لرحيل هذا البابا العظيم و يصعب علينا أن نكتب كلمات عزاء فى رجل ظل طول عمره يعزينا و نطلب منه أن يذكرنا فى صلواته فى فردوس النعيم


CONVERSATION

0 comments: