بسبب الرعب من الإنترنت خامنئي يؤمر بتأسيس مجلس أعلى للفضاء الإلكتروني/ حسن راضي


امر خامنئي المرشد الأعلى للثورة بتأسيس مجلس أعلى للفضاء الإلكتروني لمواجهة الإنترنت من أجل السيطرة و الرقابة الكاملة على الإنترنت و التحكم بها في داخل إيران و خارجها. و أمر خامنئي بالتسريع في العمل و طلب من جميع المؤسسات الحكومية و غير الحكومية مساعدة و مساندة هذا المجلس للوصول لأهدافه المرسومة له و هي التحكم بالانترنت من خلال الرقابة الكاملة على مستخدمي الإنترنت و التجسس على المواقع و البريد الإلكترونية و مواجتها بحزم و صرامة. و طالب خامنئي هذا المجلس بتأسيس "مركز وطني للفضاء المجازي" حتى يشرف بشكل كامل و يومي على الفضاء المجازي (الإنترنت) على المستوى الداخلي و الخارجي و يتخذ القرارت المناسبة حول كيفية التعامل و مواجهة الانترنت و مستخدميها من حيث الاجهزة و البرمجيات و المحتوى.
و شرح خامنئي خلال نص رسالته التي نشرت بالكامل على موقع وكالة الإنباء الطلابية (إيسنا) في تاريخ 07-03-2012 أهمية و دور الإنترنت على الفرد و المجتمع و ضرورة الإستفادة منها لتطوير البلد في كل المجالات و الإبتعاد عن الأضرار و الآثار السليبية. و ذكرت الرسالة المنشورة على وكالة أنباء إيسنا, أسماء أعضاء المجلس و هم: رئيس الجمهورية الإيرانية, رئيس البرلمان الإيراني, رئيس السلطة القضائية, رئيس مؤسسة الإذاعة و التلفزيون, وزير الإتصالات و تكنولوجيا المعلومات, وزير الثقافة و الإرشاد الإسلامي, وزير العلوم و البحوث و التكنولوجيا, وزير الإستخبارات, رئيس منظمة الدعوة الإسلامية, القائد العام للحرس الثوري الايراني, رئيس اللجنة الثقافية في البرلمان الإيراني, قائد الشرطة الإيرانية, إضافة على تلك الشخصيات و المؤسسات هنالك شخصيات أخرى أعضاء في هذا المجلس و هم: حميد شهرياري , جواد مظلومي, مسعود ابو طالبي, كاميار ثقفي , رسول جليلي, محمد سرافراز و علي رضا شاه ميرزائي.
يمكن فهم أهمية و خطورة هذا المجلس و دوره المستقبلي في إيران من خلال الشخصيات و المؤسسات التي تعمل في هذا المجلس حيث جميع المؤسسات الإيرانية و أهمها التنفيذية و القضائية و التشريعية. و إن دل وجود كل المؤسسات الهامة في ايران في هذا المجلس فانه يدل بالتاكيد على خوف و فزع إيران من الإعلام بشكل عام و الإنترنت بشكل خاص.
و الجدير بالإشارة إن الثورات العربية التي عرفت بالربيع العربي أنطلقت و تم التنسيق لها على الإنترنت خاصة على مواقع الإجتماعية مثل الفيسبوك و تويتر و هذا ما أدى بالنظام الإيراني أن يتخذ هذه الخطوة الكبيرة ظنا منه إن هذه الخطوات ستكون كفيلة و تحميه من الهبات الشعبية التي بدأت من تونس و توجهت شرقا و هي الآن تعصف بانظمة قريبة لإيران جغرافيا و بما فيها النظام السوري المتحالف معه إستراتيجيا.
سبقت هذه الخطوة خطوات عديدة أغلق النظام الإيراني خلالها أكثر من خمسة ملايين موقع على الإنترنت و عشرات الصحف و المجلات حيث النظام الإيراني يعتبر الإنترنت و الصحف التي تعبر عن وجهات نظر تختلف عن ايدولوجية النظام و سياساته, أكبر تهديد له.
لم يترك النظام الإيراني اي متنفس للشعوب في ايران لتعبر عن آراءها و أفكارها و مطالبها و إن كانت في إطار الدستور الإيراني حيث قام النظام بإغلاق جميع الصحف و النشريات المحلية في الأحواز و التي تأسست في فترة حكم محمد خاتمي كمتنفس وحيد لتلك الشعوب المقهورة و المغلوبة على أمرها.
و يتجه النظام و بعد سيطرة المحافظيين بشكل كامل على البرلمان و مؤسسات البلد يتجه نحو المزيد من القمع و التشدد و خنق الحريات الفردية و الجماعية مما يؤدي في المستقبل القريب إلى إنفجار المجتمع برمته. حيث لا يمكن للنظام و مهما أستمر بالقمع و البطش أن يزج بأكثر من ثمانين مليون في السجن. و تدل المؤشرات على إن ايران مقبلة على أحداث كبيرة لن تقف إلى حد الإطاحة بالنظام فحسب, بل ستكون نتائجها واضحة المعالم بعد ما يخرج مارد الشعوب غير الفارسية من عنق الزجاجة و يعلن عن ميلاد جديد لست دول قومية بعد ما ظلت تحت القمع و الإحتلال و البطش طيلة أكثر من ثمانية عقود من الزمن.

المركز الأحوازي للإعلام و الدراسات الإستراتيجية

CONVERSATION

0 comments: