لله دركن أيتها الماجدات الفلسطينيات...؟/ راسم عبيدات

....هؤلاء هن ماجدات فلسطين تربين على النضال والكفاح،وشاركن في كل مراحل الفداء والتضحيات والنضال،وسقط العديد منهن شهيدات على مذبح الحرية والنضال،وكذلك منذ بداية الاحتلال وحتى اللحظة الراهنة أسر الألآف منهن،فمن منا لا يعرف الشهيدات شاديا ابو غزاله ودلال المغربي ولينا النابلسي وايات الأخرس وغيرهن،وكذلك من منا لا يعرف المناضلة الفلسطينية ليلى خالد،وقادات الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال،واللواتي سطرن أروع ايات الصمود والنضال في معارك الأسر،وها هي عميدة الأسيرات لينا جربوني ورفيقاتها ورود القاسم وخديجة أبو عياش وبشرى الطويل وغيرهن،يشاركن أسرى شعبنا في ملحمة البطولة،ملحمة الأمعاء الخاوية المتواصلة والمستمرة منذ 19 عشر يوماً،وغيرهن الألآف من أمهات وزوجات وأخوات وبنات أسرانا ممن يتحملن المعاناة والاهانة والمذلة على أبواب سجون الاحتلال ومعتقلاته من خلال ما يتعرضن له من تفتيشات مذله ومهينة ومنتهكة للخصوصية على أبواب سجون الاحتلال أثناء زيارة أبنائهن وبناتهن في تلك السجون.
واليوم نسجل عظيم فخرنا واعتزازنا بالماجدات الفلسطينيات اللواتي يسطرن ويجترحن البطولات في المشاركة الواسعة والمتزايدة في الفعاليات والمناشطات التضامنية مع  أسرانا في سجون الاحتلال والذين يخوضون ملحمة بطولية ملحمة الأمعاء الخاوية في إضراب مفتوح عن الطعام متواصل منذ أكثر من 19 يوماً،فالذي شاهد ماجداتنا الفلسطينيات يعتلين سيارات حرس حدود الاحتلال واليات قمعه ويرفعن العلم الفلسطيني فوقها ليرفرف خفاقاً،يشهد لمثل تلك الماجدات بالعمل البطولي الذي لا يقوى عليه الكثير من الرجال،وهذا المشهد الذي كان أمام سجن عوفر الصهيوني،تكرر أمام أكثر من سجن،فأمام سجن الرملة تعرضت الماجدات الفلسطينيات للضرب والاعتقال،هن يواصلن المسيرة بكل فخر واعتزاز،والشيء المستهجن والمستغرب أن هناك من محشوة رؤوسهم بثقافة الدروشة والشعوذة،ومن هم ثقافتهم وفكرهم نتاج تخلف وجهل وبوهيمية مصابة بعصام جنسي مزمن ونظرة دونية للنساء،بدلاً من أن تثمن هذا الدور عالياً لنسائنا وماجداتنا انبرت أقلامها وفتاويها لكي تحرض ضدهن وتحرم مشاركتهن وتتحدث عن الاحتشام وتتمسح بالدين والأخلاق،وهي أبعد عن كل ذلك بكثير،وليس هذا فقط فهناك جهات مأجورة ومشبوهة تحركها دوائر مشبوهة عربية وإسرائيلية وغربية أخذت تطل علينا بفتاويها المغرضة والمفككة لوحدة المجتمع والخادمة لأجندات مشبوهة لكي تنضح بالقول بأن الأسرى المضربين عن الطعام يلقون بأنفسهم الى التهلكة،ومن يسقط في هذه المعركة فهو ليس بالشهيد،أي فتاوي هذه؟ أليست هذه الفتاوي والأقوال لا تصدر الا عن أناس يخدمون الاحتلال وسياساته،فهؤلاء نخبرهم ونعرفهم جيدا  لم يقدموا لفلسطين وشعبنا الفلسطيني وثورته وقضيته،سوى أطنان الورق المحشوة باللغو الفارغ والشعارات التي اكل عليها الدهر وشرب،لم يقدموا لا شهيدا ولا جريحا ولا اسيراً،وحتى لا يقومون بواجبهم الاجتماعي تجاههم،وليتهم يصمتون بل يحرضون على الماجدات المشاركات في المناشطات والفعاليات المناصرة لأسرى شعبنا في سجون الاحتلال،تحكمهم ثقافة الانغلاق والإقصاء والنظرة الدونية للمرأة،تحكمهم وتحركهم شهواتهم وجوعهم ونهمهم الجنسي،فكأن كل شيء في المجتمع العربي قد وجدوا له حلولا،لم يبقى جائع او فقير في مجتمعنا،وأوطاننا تم تحريرها ولم يبقى شيء سوى النساء وملابسهن،وكأن هذه الجماعات لا تلتفت الى اوطان تغتصب ولا مقدسات تنتهك بل همها المرأة وجسدها والفتاوي عن افضل الطرق لالتهامه،أي فكر يحشو أدمغة هذه الجماعات وأي ثقافة هذه؟،هؤلاء هم الخطر على المجتمع على وحدته وعلى ترابط نسيجه الاجتماعي،فهم ليس لديهم أي استعداد لتقبل الآخر او التعايش معه،مصالحهم ومن فوقها فليأتي الطوفان،ارفعوا الستار والأقنعة عن  وجوههم،تصدوا لخرافاتهم وجهلهم في كل الساحات والميادين، الحجة بالحجة والقرينة بالقرينة والدليل بالدليل،لا تسمحوا لهم باللعب على عواطف الناس ومشاعرهم او تجنيد الدين والتسمح به لخدمة إغراضهم وأهدافهم يجب ان تسقط عنهم كل الأقنعة.
نعم ماجدات الفلسطينيات يسجلن أروع أيات البطولة والفداء والتضحية،وهذا الدور يجب أن يكن مثار تقدير واحترام كل الخيريين من أبناء شعبنا،فهؤلاء هن صانعات الرجال،هن من يقلقن على أبنائهن في سجون الاحتلال،هن من يقدن المناشطات والفعاليات،من أجل أن يحيا أبنائهن في سجون الاحتلال وزنازينه أقسام عزله بحرية وكرامة،هن من تمتلئ خيم الاعتصام بهن على كل ساحات الوطن للتضامن أبنائهن،وهن من يسرن في المظاهرات والمسيرات،ويشاركن في الاعتصامات،وهن من يزرعن الأعلام الفلسطينية فوق جبات حرس الحدود في تضحوية نادرة قل نظيرها،وهن من سرن من باب العامود في القدس الى مقر الصليب الأحمر في الشيخ جراح أكثر من مرة،وليؤكدن بأن القدس لن تكون إلا عربية،وما أروع أن ترى في مسيرة يوم السبت 5/5/2012 الأعلام الفلسطينية ترفرف فوق أسوار محاكم الاحتلال بالقدس في شارع صلاح الدين،وهن يسرن في مقدمة المسيرة.
أيتها الماجدات الفلسطينيات تقدمن وتبوأن دوركن ومكانتكن في كل المجالات والميادين،ولا تلتفتن الى خزعبلاتهم وفتاويهم،فهذه الخزعبلات والفتاوي والتمسح بالدين والأخلاق،هي من أجل إثارة النعرات والصراعات المذهبية والطائفية،من أجل خدمة أعداء الأمة ودعاة تفتيتها وتقسيمها،هم لا يفتون لا بالجهاد ولا بالنضال ولا بتحرير الأوطان،ولا بإسقاط أو الثورة على الحكام الذين يصادرون وينهبون كل خيرات البلد وثرواتها،ويحولون بلدانهم الى عزب وإقطاعيات وممالك خاصة،ويفتحون صنابير غازهم وبترولهم من أجل الخيانة والتآمر على الأمة العربية والعبث بجغرافيتها والمس بسيادتها.
أنتن يجب أن نؤدي لكن الطاعة،ونقيم لكن التماثيل وحفلات التكريم على ما تجترحنه من بطولات،وما تقدمنه من تضحيات،لا أن نشهر سيوفنا وأقلامنا وننفث أحقادنا وسمومنا اتجاهكن،فالفدائية التي رفعت العلم الفلسطيني وزرعته فوق سيارة رش المياه العادمة الصهيونية،او زميلتها التي رفعته فوق جيب حرس الحدود،أنا أفتي بأنهما أفضل من ألف من الجالسين فقط من أجل الدروشة والشعوذة،وبث الأكاذيب وترويج الإشاعات،وإصدار فتاو الفتنة والتخريب والتخوين وغيرها،والحلم والاحتلام بالحور العين.


CONVERSATION

0 comments: