حزب الله الإرهابي وكذبة تحرير الجنوب/ الياس بجاني


مما لا شك فيه إن احتفالات الكذب والنفاق والتعمية بما يسمى "تحرير الجنوب" سنة 2000 من الاحتلال الإسرائيلي هي مهرجانات فلكلورية وإعلامية ومسرحيات هزلية مفبركة ومفرغة من كل مضامين الحقيقة والمصداقية. فحزب السلاح الإيراني والإرهابي الذي يحتل لبنان حالياً بكل ما في الكلمة من معنى لم يحرر الجنوب، وإنما يحتله.
حزب الله، هذا الجيش الإيراني يقهر سكان الجنوب وقد حولهم إلى رهائن وأكياس رمل وجعل من مدنهم وقراهم جبهات إيرانية ملالوية عسكرية وعقائدية وجهادية، وبراميل بارود ستنفجر بهم ومعهم في أية مواجهة عسكرية مع إسرائيل التي كانت نشرت مرات عديدة عبر صحفها ومواقعها الألكترونية صور لمئات المواقع التي يخزن فيها الحزب أسلحته ومن بينها مستشفيات ومدارس ومؤسسات حكومة ومنازل وأماكن عبادة، وكل الوقائع على الأرض الموثقة بتقارير وصور وخرائط تؤكد هذه الحقائق المخيفة التي يتعامى عنها حكام لبنان المحكومين وغالبية الطاقم السياسي الجاحد والعفن بفكره وممارساته.
وفيما وصل العالم المتحضر إلى القمر وحقق من التقدم العلمي والتكنولوجي ما لم يكن يتصوره خيال بشري، نرى وللأسف أن قادة حزب الله المنسلخين عن الواقع والسابحين في أوهام الألوهية والنصر والتحرير والقدرات الخيالية يستعيرون خطاب ملالي إيران وبعث الشام البالي ويغرفون من خوابي مفردات عكاظية نتنة أجادها صدام حسين والصحاف وأحمد سعيد وتميزت بها عهود الظلامية والتخلف، وذلك ليخاطبوا بها أهلنا وكأن هؤلاء اللبنانيين لا عقل ولا فكر ولا اطلاع ولا ثقافة عندهم.

السيد حسن نصرالله بوقاحة متناهية يصف يوم غزوة عصاباته وبلطجيته بيروت والجبل عام 2008 باليوم المجيد، وهو أيضاً صاحب شعار "لو كنت أعلم" الفاضح، وهو من يفاخر أنه حرر الجنوب سنة 2000 وهزم الصهاينة في حرب تموز الانتحارية وهو من يدعي إن الله أوكل لحزبه حماية لبنان.
نصرالله هذا يستخف بذكاء اللبنانيين ويتجاهل عن سابق تصور وتصميم الحقيقة التي يعرفها القاصي والداني ألا وهي أن حزبه الإٌيراني الإلهي الإرهابي لا حرر ولا انتصر، ولا هو مقاومة ولا ممانعة ولا من يحزنون، وإنما شُبِه له ذلك في بعض المخيلات الحالمة والعقول المريضة والمنغلقة والمغيبة عن الواقع المعاش.
 
من المحزن جداً أن خطاب حزب الله التحريري الكاذب والمنافق بامتياز يُفرح عقولاً كثيرة هي نفسها التي كانت احتفلت في شوارع بغداد، بعد هزيمة صدام حسين الأولى وقبل سقوطه، بتظاهرات تهتف للانتصارات التي حققتها أم المعارك؟ هذه العقول ما زالت تحنّ لسماع الخطاب الذي سمعه العرب قبل حرب الأيام الستة سنة 1967، والذي كان يلوح بـ"الظافر" و"القاهر" وبإلقاء اليهود في البحر، فيما الحكام العرب ومنذ سنة 1967 يسجلون التنازلات بعد التنازلات التي ترضي القتيل ولم يرضى بها القاتل! فالعقل الذي يتجاوب مع خطاب حزب الله هو عقل لا يزال يخاف الحقائق فيلجأ إلى الألوهية والسحر والشعوذة.

وحتى لا تتكرر عمليات ذبحنا كالأغنام وغزوات حزب الله لمدننا وجبالنا، وحتى لا تستنسخ حكايات حروب العرب الفاشلة مع إسرائيل وتحديداً حرب الـ67، صار من حقنا أن نقول كلبنانيين إننا لا نريد أن يموت أولادنا مرة أخرى وألا تتكرر حرب تموز المدمرة. وهنا نريد أن نقطع إجازة العقل ونطلب من القيادات اللبنانية بكافة أطيافها وقف مسلسل التكاذب والدجل والخروج من عقلية وفخاخ التقية والذمية. عليهم الشهادة للحق والإعلان بصوت عال أن حزب الله هو جيش إيراني يحتل لبنان ولم يحرر الجنوب بل يحتله.
نطالب قادة لبنان أن يخرجوا من أفخاخ الذمية والتقية ويعلنوا ويعترفوا علناً أن حزب الله لم ينتصر في حرب تموز، ولا هو مقاومة، إنما نتاج عسكري ميليشياوي أصولي لحقبة احتلال سوريا لوطن الأرز، وفرقة عسكرية إيرانية تحتل أراضي لبنانية وتقيم عليها وفيها مربعات أمنية ودويلات خارجة عن شرعية الدولة اللبنانية.

من هنا فإن احتفال "حزب الله" بعيد التحرير الوهمي هو إهانة للعقل ولتاريخ لبنان وهرطقة كبيرة، كما أن كل من يشاركه هذه الكذبة الفاضحة هو إما منافق وذمي ووصولي، وإما أصولي وملالوي يتبنى مشروع هذا الحزب بإقامة دولة ولاية الفقيه في لبنان.
وفي سياق نفاق واسخريوتية وطروادية حلفاء حزب الله الطفيليين الحاليين نستعير من أحدهم وهو الجنرال ميشال عون حليف السيد نصرالله "الورقي والفاهم والمتفهم"، نستعير مقاطع من قراءته الموثقة بقلمه لإنجاز تحرير الجنوب ومبررات سلاح حزب الله الكاذبة. هذا طبعاً قبل أن ينقلب عون على ذاته ويقع في تجارب ابليس ويغتال تاريخه وينقض وعوده وعهوده طمعاً بمقتنيات أرضية فانية.

هذا بعض ما كتبه عون بقلمه: "حزب الله لم يحرر الجنوب، بل آخر تحريره 14 سنة". "إن الجنوب تحرر من أهله وأكبر دليل على ذلك أن أهل الجنوب موجودين في كل أنحاء العالم إلا في الجنوب". "لا سلاح ولا عقيدة ولا تمويل ولا قرار حزب الله لبناني" "مزارع شبعا كذبة". "وفي المناسبة ننصح لمن يريدون الاحتفاظ بالسلاح، بسحبه من الأيدي وخزنه، فمقاومة الاحتلال انتهت بزواله، ولا أمل بامتدادها إلى ما بعد الحدود، ولن يؤذي هذا السلاح بعد الآن سوى حامليه". "لماذا خافت النساء وهربت الأمهات مع أطفالهن إلى المخيمات الإسرائيلية، أليس الذي حدث هو نتيجة خطابات "بقر البطون في ألأسرة" على مرأى ومسمع من دولة تركض لاهثة وراء هذا الخطاب؟"
في الخلاصة إن المطلوب اليوم وقف مسلسل النفاق ولجم ألسنة المنافقين من تجار المقاومة والتحرير والممانعة وإخراج ملف أهلنا اللاجئين في إسرائيل من دهاليز السياسة  والتجني والإفتراء والمناكفات والمزايدات. الملف إنساني وحقوقي بحت، فليترفع الجميع عن الصغائر ويتعاملوا معه على هذا الأساس. ولكل القادة والسياسيين والمرجعيات في لبنان نقول: ارحموا ناسكم اللاجئين في إسرائيل، فكوا أسرهم، أعيدوهم إلى وطنهم وإلى كنف أهلهم وحافظوا على كراماتهم فكفاهم غربة وعذاب، وكفاهم ظلماً وذمية وتقية وتجنياً وتخلياً. إن العدل لا يعتبر عدلاً إلا إذا عم الجميع، فدعوا عدل وطن الأرز يشمل أبناءه المظلومين والمنسيين في إسرائيل.

CONVERSATION

0 comments: