مصر قبل وبعد 25 يناير والحكم لكم/ سلوي أحمد‏

قبل يوم الخامس والعشرين من يناير سنة 2011 كان الوضع في مصر علي النحو التالي : 
علي رأس الدولة رئيس كان قائد من قادة حرب أكتوبر العظيم ، لم يفرط يوما في شبر من أرض مصر ، لم يتاجر يوما بدماء أبناء الوطن ، استطاع علي مدار حكمه الذي أمتد لمايقرب من الثلاثين عاما أن يجنب مصر الحروب مما ساعده علي بناء جيش يحتل المراكز المتقدمة في التصنيفات العالمية للجيوش ، استطاع وبجهد متواصل أن يعيد بناء كل شئ في مصر بعد فترة من الحروب دمرت كل شئ وخصص من أجلها الغالبية العظمي من الموارد ، معظم الجامعات والمداس والمستشفيات والمشروعات العملاقة والمدن والطرق والكباري تحمل تاريخ فترة حكمه من 1981 إلي 2011 وما بعدها وحتي تلك اللحظات لازالت مشروعات مبارك يتم افتتاحها ولكن للأسف بدون ذكر اسمه ، استطاع أن يعيد العلاقات العربية واستطاع أن يحافظ علي مكانة مصر بين دول العالم فكانت دائما صاحبة القرار في أي حدث يخص المنطقة .

شهدت مصر في عهده حالة من الاستقرار ساعدت علي تنيشط كافة القطاعات وازدهارها من سياحة وواستثمار ورياضة وفنون ، وفر الأمن للمواطن فأمن علي نفسه وأهله وماله ، وفر جهاز شرطي استطاع وبكفاءة أن يقضي علي كل المخاطر التي تهدد المواطن ليعيش أمن في وطنه نمي جهاز مخابرات يحتل التصنيفات الأولي جهاز امتلك من الكفاءة ما استطاع به أن ينبه أكبر الدول لبعض المخاطر التي يمكن أن تتعرض لها .لم نر في عهده مصر وهي تحرق بيد أبنائها لم نر الدماء المصرية تسيل في الشوارع والطرقات لم نر في عهده فرقة أو انقسام بين أبناء الوطن الواحد بل كان المجتمع المصري بحق نسيجا واحد ا .

علي صعيد آخر كانت مصر كغيرها من دول العالم تعاني من بعض المشكلات علي رأسها المعاملة السيئة لبعض رجال الشرطة للمواطنين ، انتشار البطالة وإن كانت الدولة حقا لم توفر وظائف ولكنها كانت توفر مجالات عمل في مجالات مختلفه أ ظهرت أيضا مشكلة العشوائيات وسكان المقابر وازياد نفوذ بعض رجال الأعمال وأغلب تلك المشكلات منها الموروث من العصور السابقة ومنها ما كان ظهوره في السنوات الخمس الأخيرة .

بعد 25 يناير حدث الأتي :

تبدل كل شئ في مصر فلأول مرة يطلق لفظ العسكر علي الجيش المصري ، أصبح العداء لرجال الشرطة أشد من العداء لدولة اسرائيل ، انقسم المجتمع إلي فئات وطوائف ، لأول مرة أصبح المواطن غير آمن علي نفسه حتي وهو في منزله ، لأول مرة نري مصر تحترق بأيدي أبنائها أصبح منظر الدماء شيئا عاديا أصبح القتل مشهدا مألوفا توقفت كل القطاعات ، استطاعت جماعة إرهابية الوصول للحكم ولولا رحمه الله بمصر ما كانت تلك الجماعة لتترك الحكم إلا بعد ضياع الوطن ،تحطمت كل القيم فلم يعد موجود إلا التطاول والسب والشتم باسم حرية التعبير عن الرأي ، فقد البلد الأمن أمنه واستقراره وتبدل كل شئ فيه وبدلا من أن تُحل المشكلات التي ادعي من قام بتلك الأحداث أنهم قاموا بها من أجل حلها ازدات فالفقير ازاد فقرا والمشكلات لازالت كما هي فلم يغادر سكان المقابر مقابرهم ولم يسكن ساكنوا العشوائيات في الفلل والقصور ولم تحل مشكلة البطالة لم ولم ولم ---- المهم أننا في النهاية لم نر سوي الخراب والدمار .

لقد أصاب المجتمع أمراض وعاني من مشكلات أضعاف أضعاف ما كان يوجد فيه وتعقدت الأمور لدرجه اعتقد أنها ستظل لسنوات حتي نستطيع فقط أن نصل إلي ما كنا عليه قبل هذه الأحداث ، إن كل ما تغير هو تبديل أماكن فرحل رجال من السلطة ليحل محلهم آخرون يتمعتون بنفس ما كان يتمع به من قبلهم وأكثر ، الفارق أن من كانوا قبلهم كانوا رجال دولة بمعني الكلمة أما هؤلاء فلا يملكون إلا الكلام ولا يعرفون سواه .

هذا ما حدث بعد 25 يناير وغيره الكثير .والحكم هنا للشعب الذي يعاني وليس لمن استفادوا فأصبح منهم البطل والوزير والمقرب من دوائر صنع القرار وصاحب الثراء والغني الحكم ليس لهؤلاء ولكن للشعب هل حقا غيرت 25 يناير حياتك للأفضل ؟ هل ما حدث لك وما عانيت منه بعد تلك الأحداث يجعلك تسمي ذلك الحدث بالثورة ؟ هل حقا وجدت راحتك بترك الرئيس مبارك للحكم ؟ هل أنت مقتنع بكل أكاذيب الأعلام وخداعه ؟ السؤال لكم والحكم لكم أنتم وليس سواكم من يحكم علي أحداث 25 يناير ويقرر هل كانت نكسة ومؤامرة أم ثورة مجيدة ؟

الكاتبة \ سلوي أحمد 

CONVERSATION

0 comments: