مسافرون/ وعد جرجس



ونبقى هكذا بلا
وطن
على ضفائر السنين
مقعدين ..
وفي مسافة الحزن
يتلونا الحنين تيهاً
وعطشْ
فتتلوه العيون ....

مسافرون
في امتزاج الألوان
متقلّبين ..متحوّلين
مع كل لون
حيث التّشتت وتناقض
الرغبة
حيث نكونُ ولا نكونْ

مسافرون
ما من مكانٍ يتبنّى
تيتُّمنا
ولا تيتُّمنا يوافق
أن يكون..
هي رائحةٌ منذ
الولادة
تعشقت في أنفنا
تغلغلت في صدرنا
وطني.. أمّي !!
حنانكِ لا يخون
عطرٌ وليس له مثيلٌ
في أيِّ كون..
سحرٌ أبديُّ التأثير
في صدر الله مدفون
بحثت عنه بين
الشّهيقِ والزفير
وبين رجفة أضلعي
وتلاواةِ الجنون ...
وعند اقتتال
الصبح مع الليل
لملاقاة العيون

بحثتُ عنه في
شوارع غربتي
وفي شقوق الأزقّة
وعند بكاءِ الشتاء
لأنّتي ....
بحثتُ عنه في
رائحة القهوةِ
وفي قارورة عطر
الياسمينِ
وفي نكهة الخبز
الطازجِ
وفي رائحةِ التّرابِ
المبلّل...
وفي نظراتِ رماها
العابرين
بحثتُ عنهُ في كلِّ
شيءٍ
وكلُّ شيءٍ بدا في
حضرتهِ يخون ....

مسافرون
ونبقى هكذا بلا
وطنٍ
بلا استقرارٍ
نتطايرُ نحو الضوءِ
ذرّاتَ غبارٍ خفيفة ٍ
تودُّ الوصولَ لحضنِ
السكون
فتأتي الغيومُ وترمي
الهمومَ علينا
وتثقلنا بالشجون
وتبقى أرواحنا بلا
موطنٍ
ونبقى كما نحن
مسافرون....

CONVERSATION

0 comments: