لم يشهد التاريخ قط لمرأة مثلما شهد للمرأة المصرية مواقفها الإيجابية والجدية فى المجتمع , ففى الريف تجدها بجوار زوجها فى الغيط تساعده فى الزرع والقلع والحصاد , وفى المناطق الساحلية نجدها تمسك بالدفة لزوجها بينما هو يرمى الشباك فيصيد رزق يومه , وفى المدينة كذلك .... والى جانب هذا هى الزوجة وربة المنزل وهى الأم والمعلمة والمربية , هى المرأة العاملة التى تحمل مع زوجها عبىء البيت والحياة .
وشهد التاريخ للمرأة المصرية الفرعونية الحاكمة أنها كانت ملكة وقائدة ... كما شهد رب العزة لها بالقوة والجبروت مثلما شهد لها بالضعف الذى يتطلبه تكوينها الأنثوى .
مع كل ما تحمله المرأة من مسئوليات وما تتحمله من تبعات مجتمعية إلا أنها واجهت غبن قاهر طوال سنوات عديدة الى أن وصل بالبعض أن يتجرأ على وضعها فى مصاف الحيوانات التى لا يتم إستخدامها إلا للمتعة والإنجاب وهى العورة التى يجب حجبها عن العيون ... وللأسف لم يكن هذا الفكر بالجديد فطوال عمر الرجل إذا ما أراد أن يشكر فى المرأة أو يذكرها بخير يقول وراء كل رجل عظيم إمرأة بمعنى أنه لا يرضى بها إلا أن تكون ظلا له .
إستمر الحال هكذا الى أن أتت الثورة بمراحلها المختلفة القريبة العهد بنا التى عشناها جميعا يوما بيوم , والتى إستطاعت المرأة فيها أن تثبت للعالم أجمع أنها أيقونة الثورة , أنها المارد الذى إذا ما إنتفض تغير معنى الوجود وإنقشع الليل لتشرق شمس الغد .
والدليل على ذلك والأكثر وضوحا كان الفعل الذى أحدثه إقبال المرأة على الإستفتاء الأخير على دستور 25 – 30 والذى كان له الأثر الواضح فى إثقال كفة الميزان لصالح الدستور .
وهنا يجب أن نقف إجلالا وإعزازا وتقديرا للمرأة المصرية ليس فقط وإنما يستوجب علينا الأمر أن نفسح لها المجال لتتواجد فى تحقيق وتفعيل خارطة الطريق .
يجب علينا ألا تكون المرأة بالنسبة لنا كمجتمع ذكورى هى فقط سفينة نوح التى نلجأ إليها وقت الطوفان وحينما تهدأ دنيانا ويستقر حالنا يكون فعلنا بها فعل أقطاى مع الملكة شجر الدر حين أعادها الكرة الى قصر الحريم بعد أن إستقر له مقاليد الحكم وأصبحت لا ترقى للجلوس معه ومشاركته فى حكم مصر بعد أن ساعدته فى التمكين من الجلوس على العرش فإذا به يضن به عليها .
يجب علينا أن نتيح للمرأة الفرصة لتتصدر المواقع والمناصب الحساسة والرئيسية وربما القيادية أيضا والتى باتت حكر على الرجل لعقود طويلة .
فنحن نحلم أن نرى إمرأة فى منصب رئيس الوزراء مثلا أو رئيس الجامعة أو محافظا للقاهرة مثلا أو وزيرا للخارجية ... ترى ألا تستحق المرأة أن تثبت كفاءتها فى إدارة مثل تلك المناصب ولو على سبيل التجربة وإن حدث وفشلت فلن يكون الفشل الوحيد ولن تكون الفاشلة الوحيدة خاصة بعد ما مر علينا كثيرا من الرجال الفاشلون فى أغلب هذه المناصب , ولكن هى تستحق التجربة والفرصة !!!
ولنستشهد إثباتا لقدرة المرأة على الوجود بقول نابليون بونابرت القائد الفرنسى العظيم .... إن المرأة التى تهز المهد بيمينها تستطيع أن تهز العالم بيسارها .
وكما يقولون عنها فى الريف هى الشاطرة التى تغزل برجل الحمار .
وكما قال أحمد شوقى أمير شعرائنا المفوه .... الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق .
وخير الكلام هو ذكر العزيز الحكيم فى قوة وجبروت عقل المرأة حين قال بسم الله الرحمن الرحيم ..... إن كيدهن عظيم , صدق الله العظيم
نحلم ونتساءل ونتمنى وننتظر لنرى الأيام ماذا تحمل للمرأة من أحداث وأنباء .
ألا هل بلغت اللهم فإشهد
0 comments:
إرسال تعليق