** فى مقالنا السابق "أوباما الحالم .. والإسلام الأمريكى" علق صديقى المفكر الرائع أ. أبو النوج على المقال بعقل وفكر واعى ومستنير وثقافة عالية وطالب بترجمة المقال إلى جميع اللغات بإعتباره وثيقة تاريخية ، على الجانب الأخر هاجم بعض الإخوة المهاجرين إلى أمريكا المقال بإعتبارهم مواطنون أمريكان يكنون كل الولاء لأمريكا دون أدنى تفكير رغم أن جذورهم ربما تكون فى صعيد مصر أو بعض قراها وتناسوا هؤلاء أن أمريكا تكونت من مجموعة من المساجين والمغامرين الذين لفظتهم أوروبا لأرض أخرى ، ثم قامت بطرد شعبها الأصلى "الهنود الحمر" من أرض عاشوا عليها ألاف السنين ، كما تناسوا هؤلاء المهاجرين أن الإقتصاد الأمريكى يعيش على أشلاء وجثث الأخرين جراء الحروب ، فتتحول كل لقمة من طعامكم إلى لقمة مغموسة بدماء من قتلوا فى أماكن أخرى كى تربح مصانع الأسلحة ... تناسوا هؤلاء الموتورين فى حملتهم لمهاجمتى والدفاع عن أمريكا .. إنها ليس لها عمل إلا تأليب الطوائف على بعضها فهى لا تنام إذا لم يكن هناك إستقرار فى العالم .. تناسوا هؤلاء الموتورين فضائح التحرش الجنسى التى أزكمت الأنوف بكل الموظفات العاملات بالبيت الأبيض .. تناسوا هؤلاء البغبغانات وهم يوجهون لى سفالاتهم التى سمح بنشرها موقع الأقباط الأحرار الذى أكن له كل حب وتقدير جرائم الإعتداءات الجنسية من قبل بعض جنود الجيش الأمريكى على النساء فى بعض الدول المستعمرة .. تناسوا هؤلاء أنه لا يسمح ببيع أى نوع من الأدوية إلا بعد تجربتها فى بشر أخرين قبل أن يسمح بتداولها داخل الولايات المتحدة ورغم ذلك هو حلم يداعب البعض بالهجرة إلى بلاد العم سام ولكن مع الحلم يجب ألا ننسى أرض الكنانة والحب والعطاء مهما لوثها الإرهاب أو المؤامرات الدنيئة فستظل مصر شامخة بأبنائها الصابرين على كل مأسيها .
** لقد هاجم البعض المقال دون نقد موضوعى وإنما أولاً للدفاع عن أمريكا بصفته مواطن أمريكانى وثانيا أحس البعض بضألة أفكارهم وكتاباتهم فقرروا أن ينفثوا عن أحقادهم الدفينة ، بل وصل البعض بالتعليق ببعض الأسماء المستعارة ، لأن كل هؤلاء أجبن من أن يواجهوا كتكوت صغير ، وكتب أحد هؤلاء الموتورين معاتبا على الموقع كيف سمح للنشر لكل من هب ودب رغم أنه لا يعدو أن يكون صبى ناضورجى لأحد تجار الصنف ، ولا عمل لهم سوى محاولة كتابة سطرين ليكتشف أن إسمه وصورته صاروا ضمن كتاب المواقع فإذا صرنا مثل ما يفكرونا فنحن نصبح من صفوة الكتاب المفكرين ، وإذا إختلفنا معهم فنتحول إلى جهلاء وخونة ومتأسلمين ، هؤلاء الحنجوريين لا يملكون شرف المواجهة أو الشجاعة بل هم مثل أشباه الرجال لا يظهرون إلا من خلف الأبواب وهم يخدمون الإرهاب أكثر مما يحاربونه .
**************
** فى مقالنا الجديد دعونا ننشط الذاكرة بالعودة إلى الوراء قليلاً ، عقب أحداث نكسة 67 وهى الحرب التى تورطت فيها مصر بمفردها وهى تحمل شعارات زائفة للدفاع عن الأمة العربية والشعب الفلسطينى ، أحس عبد الناصر بفداحة الهزيمة فقرر أن يتنحى فى محاولة لإنقاذ البلد ولكن "الشعب الطيب الأصيل" خرج تلقائيا فى ثورة عارمة ليردد "هنحارب ... هنحارب" متمسكاً بالرئيس جمال عبد الناصر للعدول عن قراره بل ومتمسكاً به أكثر من تمسكهم فى جميع مراحل الثورة وبدلا من أن تستسلم مصر وتلقى بسلاحها ودرعها إلتقط الشعب الدرع والسلاح فى معركة طويلة ومريرة ضد عدو تدعمه أكبر دولة مسلحة فى العالم .
** 6 سنوات جحاف عاشها الجنود المصريين على خطوط الجبهة فى الخنادق وعلى الرمال فى ظروف مناخية قاسية وحالة إقتصادية متدنية وإعلام ساخر من مقدرات أبنائنا فى إستعادة الأرض والكرامة ولا ننسى مقالات "حسنين هيكل" الأسبوعية بصراحة فى جريدة الأهرام كل يوم جمعة ، والذى وصف الجيش الإسرائيلى بالذى لا يقهر وأن مجرد تفكيرنا فى إقتحام خط بارليف هو معناه التضحية بنصف الجيش المصرى ، وما أن أعطيت إشارة البدء أكتوبر 73 إلا وإنطلق جنودنا البواسل مرددين "الله أكبر" أقباطا ومسلمين مصممين على إستعادة الأرض والكرامة ، كان الثمن فادحا فقد سقط ألاف من خيرة شبابنا لترتوى بهم أرض سيناء الطاهرة .. سقط النقيب " نصحى جورجيوس القمص" وهو إبن المتنيح القمص جورجيوس ببنى سويف وخريج "الفنية العسكرية" بدرجة إمتياز وسقط محمد العمدة إبن حى مقبل ببنى سويف ولم يفرق رصاص "العدو الأمريكانى – الصهيونى" بين الأقباط والمسلمين ، وبعد تحقيق النصر الغالى فى معركة رد الكرامة لم ييأس المتأمرون لضرب الوطن ، فقد جاءت الموجة الأولى متمثلة فى مخطط الإرهاب من الداخل ، ورغم ذلك ظلت مصر هى مصر صامدة ولم تتحول إلى لبنان أو أفغانستان أو إيران أو الجزائر ... إلتقطت مصر مرة أخرى درعها المنيع وسيفها المسحور فكانت أن قطعت دابر هذا الإرهاب الإسود ونذكركم ببعض هذه الجرائم المروعة "مذبحة الدير البحرى بالأقصر – فندق أوروبا ش فيصل بالهرم – أحداث فندق طابا – شرم الشيخ – ذهب – نويبع – أحداث ميدان التحرير والمتحف المصرى" ولم يكن هدف لهؤلاء السفلة إلا أضعاف إقتصاد مصر وضرب السياحة فى مقتل حتى تتسول قوتها !!! .
** لقد أراد هؤلاء الإرهابيين أن يبعثوا رسالة إلى شعب مصر "يقولون نحن هنا" وكانت هجماتهم الإرهابية هى المسمار الأخير فى نعشهم الإسود ، ثم جاءت الموجة التالية من الإرهاب لتستهدف هذه المرة الهدف الحيوى ، وهو الوحدة الوطنية بين الأقباط والمسلمين الذى لو تمكن من البلد فسوف يمكنه أن يطيح بهذا الكيان التاريخى العملاق ، ولو حدثت هذه الأحداث الإرهابية المفجعة فى دولة أخرى غير مصر كان لا بد مع تصاعد حدة الأحداث الطائفية أن يلتقط الأقباط أسلحتهم ويلتقط المسلمون فئوسهم ومناجلهم وتنشب المذابح الطائفية التى لا بد أن تقتلع الصالح والطالح على ضفاف النيل .
** ولكن مرة أخرى خرج أقباط مصر ومسلميها يتصدون للدفاع عن الوحدة الوطنية ورغم ذلك نجح الإرهاب فى بث الرعب فى قلوب أقباط مصر ، مع تعالى أصوات شيوخ التطرف والإرهاب من فوق المنابر داخل الجوامع والزوايا للتحريض على إشعال نار الفتن الطائفية ، بل وأصر بعض الشيوخ الإرهابيين بإستخدام الخطاب الدينى التحريض والإصرار على إستخدام كلمة "النصارى" فى خطبهم بل وإعتبار غير المسلم "كافر" ، فى الوقت الذى أصبحت فيه الدولة مغيبة ومشغولة فى توزيع الغنائم على كبارها ولم يدركوا هؤلاء أنه عند إشتعال لا قدر الله حروب طائفية وفق أى موديل سيحترق الجميع ولا فرق بين من يملك طائرة سيفكر فى الهروب ومن لا يملك سوى سكين مطبخ يخرج به ويقتل من أجل أن يعيش حينئذ سينهار المجتمع وسيتحول إلى غابة لا مكان فيها إلا لمراكز القوى .
** نعم لقد تغيرت أساليب القوى الكبرى فى التعامل مع مقدمات الدول الأقل حجما ، أو القوى الإقليمية الممائلة لمصر من خلال تأليب مستمر وهى السياسة التى تضمن أن يكون لها وجود متواصل مع القوى المتطرفة التى تقول بعض السيناريوهات أنها ربما قد تصل إلى الحكم ذات يوم ، لذلك فقد حدد الغرب أهدافه وهى توفير هذه الإحتمالات وتلك السيناريوهات لخلق حالة تفتت وشرذمة فإذا ما جرت الأمور وفق ما يتفق مع مصالح الولايات المتحدة الأمريكية كان بها ، أما إذا سارت الأمور عكس هذا يكون البديل هو تفجير البلد إجتماعيا وطائفيا وعرقيا بحيث لا يبقى له قيمة إستراتيجية وزيادة فى التضليل إنطلقت بعض الأصوات لتطالب أمريكا بقطع المعونة عن مصر بإعتبارها دولة غير حاسمة فى مواجهة الإرهاب والقضاء عليه ولكن الحقيقة لم يكن هذا هو الهدف الأمريكى بل الهدف الحقيقى هو محاولة تركيع مصر وإذلالها ، ورغم هذه الإفرازات الصديدية للكراهية إلا أن البعض مازال يتساءل كيف لحضارة الزعم بالحرية والديمقراطية أن تساند الإرهاب وتستفيد من تخلف وأزمات الشعوب .
** لقد تناسى البعض أن الولايات المتحدة الأمريكية ساندت التطرف "اليهودى" فى إسرائيل وساندت وإستثمرت التطرف الإسلامى لمصلحتها فى أفغانستان ثم عادت تتنكر له وتصدره لنا وتحاسبنا عليه وهى التى صنعته وأمدته بالسلاح والأموال ..
** لقد تناسى البعض أنه من دون هجمات 11 سبتمبر كان من الصعب إحتلال أفغانستان وتدمير العراق وتقسيم لبنان وتمويل الإرهاب فى مصر ، ورغم إيماننا أن منفذو هجمات 11 سبتمبر أمريكيون إلا أن الحكومة الأمريكية تحاول إخفاء الحقيقة وهكذا تستمر رقصة الموت بين الإدارة الأمريكية وقيادات تنظيم القاعدة بزعامة بن لادن حين يتبادل خلالها الطرفان المصالح .
** لقد عبثت الأيدى الأمريكية فى لبنان والسودان وتحاول أن تلعب بأوراق مختلفة فى مصر فتارة ترفع ورقة الأقباط تحت مسمى تقرير "لجنة الحريات الدينية" أو ورقة الديمقراطية أو ورقة تعديل الخطاب الدينى وغيرها من القضايا الموسمية لزرع الفتن ، ومرة أخرى بإثارة حقوق ومطالب الأقليات فى مصر رغم أننا أعلننا فى أكثر من مناسبة أننا لسنا أقليات ولكنها الإسطوانة المشروخة التى تصر لجنة الحريات الدينية الأمريكية أن تتحدث عنها وبإصرار غريب جدا رغم أن هذه اللجان يحكمها اللوبى الصهيونى والمضللين من بعض المنظمات الحقوقية التى تصر على وصف الأقباط بالأقليات .
** نعم هناك مشاكل طائفية وأحداث بغيضة ، نعم هناك عدم حياد لبعض أجهزة الإعلام والصحف وعدم الإلتزام بالموضوعية ولكننا نواجه كل هذه الأفات المسرطنة للقضاء عليها .
** نعم مازال هناك بعض المحافظين يمارسون جبروت الخط الهمايونى فى بناء الكنائس ولكننا نقول لهم أنتم راحلون والكنيسة باقية .... نعم هناك إستبعاد بعض الأقباط من الوظائف الأمنية والرئاسية ولكن لا يهمنا فنحن نعتز بذاتنا وإيماننا وليس بوظيفة قد تجنى على صاحبها السجن والخراب ..... نعم هناك إرهاب منظم ضد الأقباط من قتل لسرقة لحرق بعض الكنائس وتقاعس من الدولة لمواجهته ولكننا الحمد لله الوحدة بين أبناء الوطن فى خير ، فجميع الأحياء فى مصر تضم فى مساكنها الأقباط والمسلمين والإثنان يعيشون فى حب والإثنان يواجهون الإرهاب .
** لقد تناسى البعض ما حدث فى الصومال فهى نموذج صارخ على العبث الأمريكى والفوضى التى خلقتها أمريكا فى المنطقة ، فقد إقتحمت أمريكا الصومال بقرار من مجلس الأمن عام 1993 لأسباب قيل أنها إنسانية ولما لم تقو على إحتمال المقاومة ولأنه لا يوجد بترول ولا أى ثروات معدنية فقد قررت أمريكا الخروج من الصومال بعد عام واحد تاركة ورائها الفوضى والخراب بعد إنهيار الدولة !!! .
** لقد دعمت أمريكا الفوضى وحولت أمراء الجماعة إلى أبطال زائفون بل جعلت الأخرين يحاربون من أجلها بالوكالة ويطاردون أعضاء القاعدة وهى التى دعمت وشجعت على نشوء ونمو إتحاد المحاكم الشرعية فى الصومال والسودان ... ألم يكن ضغوطها على ياسر عرفات الزعيم الفلسطينى الراحل هو السبب فى تقوية شوكة التنظيم الإخوانى المسمى بمنظمة حماس ، ثم تدعى أنها تحاربه بينما تحاول أن تصدر هذا التنظيم الإرهابى إلى مصر عن طريق البوابة الجنوبية لمنطقة سيناء .
** هؤلاء المخربون يريدون أن يوقفوا نهضة مصر .. هى تسعى بكل قوة للخروج من عنق الزجاجة وهم يحشرونها فيه .. هى تريد أن تنطلق وهم يضعون أمامها العثرات .. هى تبنى وهم يخربون ويهدمون ولا يكتفون بالهدم وإنما يريدون أن يفرضوا كلمتهم وأن تكون لهم القوة والسيطرة ، ورغم كل هذه السهام ستظل مصر شامخة وقوية بأبنائها .... حماك الله يا أرض مصر وحمى شعبك من طيور وخفافيش الظلام .
Email : elnahr_elkhaled2009@yahoo.com
0 comments:
إرسال تعليق