** البعض يقول أن قلمك صريح جدا ، ولكنه أكثر سواداً ، وأنا أؤيدهم وأسعى أن يكون قلمى أكثر تفاؤلاً .. ولكن فى الواقع لا أجد أدنى خبر فى الصحف اليومية أو الفضائيات أو القنوات المصرية يدعو إلى التفاؤل .. ربما أختلف مع البعض فى قراءتى للأحداث فالكاتب يجب أن تكون مهمته هى البحث عن الحقيقة وكشفها قبل وقوعها ، أريد قبلكم أن أكون أكثر تفاؤلا ولكننى لا أستطيع أن أكذب عليكم أو على نفسى ، فالقلم مثل مشرط الجراح قد يسبب بعض الألام ولكنه يكشف مكنون المرض ... إن مشكلتى مع إحساسى بالأحداث مسبقا قد تسبب لى دائما إتهام البعض لى بالغرور ، حتى إننى أقول لنفسى لماذا لا أكتب مثل الجميع ، وأعود إلى الواقع فأجد السواد يحيط بنا من كل صوب وإتجاه .. أبحث عن ثقب من الأمل فأجده مسدودا بالغربان والبوم والفوضى .. لقد أضاع الرئيس السابق هيبة مصر وكرامة المصريين .. لم يهتم الرئيس السابق إلا بأسرته وقال فى نفسه فليذهب الجميع إلى الجحيم ، كنت أتمنى عندما يرحل الرئيس السابق أن يكون البديل هو الأفضل ولكن للأسف لم يكن هناك سوى الأكثر سواداً وظلاما .. إنهم الفئة الضالة التى تشبه خفافيش الظلام ورؤوس الأفاعى ، لقد إنتشروا فى كل أرض وسماء الوطن .. عادوا بمكرهم ودهائهم وكذبهم !! .. قالوا لا نسعى للبرلمان ويوم الإستفتاء على الدستور خرجوا بمكرهم كالذئاب الضالة تحيط بالصناديق وكأننا مقبلون على حرب مصيرية .. وبالطبع كان الإستفتاء هو بمثابة بروفة لإستعراض قوتهم وفرض تواجدهم على الشارع المصرى ، وأقول لكم إنتظروا البرلمان القادم سيسيطرون على جميع اللجان سواء أبينا أم لم نأبى ، حتى لو إستدعيتم العالم كله يراقب الصناديق فالنتيجة ستكون فى المقام الأول الإعلان للعالم كله عن الإخوان المسلمين فى ثوبها المعلن وليس فى ثوب المحظورة .. قالوا لن نسعى للرئاسة ، ولكنهم كاذبون ويمكنكم متابعة التمثيلية التى بدأت بين جماعة الإخوان وأحد قيادتها البارزين د. محمد أبو الفتوح والتى بدأت بإدعاء الأخير إختلافه مع قيادات الجماعة ، ثم إنفصاله عنهم ، ثم الإعلان عن ترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية وهو فى الحقيقة لا توجد أى إختلافات ولكنها تمثيلية المقصود بها هو اللعب على عدة محاور لكسب أصوات الناخبين وإظهار الديمقراطية الزائفة التى يزعمون إيمانهم بها وضمان بعض أصوات الأقباط ... نعم إن ما يحدث فى مصر الأن هو الحصاد المر لثورة 25 يناير من إنفلات أمنى إلى إنعدام الأمن والأمان إلى إنتشار البلطجية من كل صوب وإتجاه إلى إقتحام الشقق وإرهاب ساكنيها إلى إصرار بعض البلطجية على التعرض لأقسام الشرطة وضباطها بهدف ترويعهم حتى يختفى دورهم وتعود مصر إلى فوضى عارمة كما يريدون .
** أما النكتة الساخرة التى تتداول الأن كلما بدأ مسئول فى التقرب إلى الشعب الواعى والفئة الوطنية تنبرى الثعابين والحيات لتكيل له الإتهامات وتظهر حكاوى أقوى من أبو رجل مسلوخة وتوضع البلاغات أمام النائب العام لتشويه صورة هذا المسئول وللأسف حاجة تدعو للأسف والإشمئزاز أن نجد إستجابة لهذه البلاغات حتى لو كانت وهمية ولا تتفق مع المنطق أو العقل ، فقد تصدرت أحد الصحف الراقصة خبر بعنوان "تورط جمال مبارك فى قتل إبنة الفنانة ليلى غفران وصديقتها ونتساءل ما علاقة جمال مبارك بإبنة الفنانة وصديقتها .. ثم تنطلق حكاية أخرى تورط جمال مبارك فى أحداث تفجيرات شرم الشيخ بسبب غضبه من عدم حصوله على النسبة المتفق عليها من توريد الغاز لإسرائيل .. والمطلوب أن نصدق هذه الأكاذيب وقصص العوالم والغوازى وبائعى الهوى .. مطلوب تصديق قصص السماوى مصطفى بكرى وأعوانه وبلاغاته الغلاوية ، وتحولت صورته إلى شئ غير مقبول فى أحد البرامج التليفزيونية ليس بسبب بلاغاته التى إعتدنا عليها ولكن بسبب أسلوبه ، وهناك أيضا إعلامى فى قناة أون تى فى وهو يبدو صحفى أحيانا ويظل طوال فترة البرنامج ينظر إلى أسفل ثم أعلى ويشعرنا أنه يبحث عن ربع جنيه مخروم ونايم على روحه ويسبب لنا إشمئزاز فى برنامجه .. ولا ننسى كاتب فلسطينى منذ إندلاع الثورة وهو يحمل الصاجات والرق ومحزم وسطه وهات يازغاريد .. طب ليه مش عارف !! .. هل هو نوع من التشفى فى مصر أم هو نوع من إعلان ولائه لحماس وأهدافها التخريبية فى التوغل فى الوطن .. المهم أن ما يحدث على الساحة يجعلنا نتوقف عند عدة نقاط .. نناشد الوطن ونقول :
• لا عزاء للوطن .. بعد الخراب والفوضى التى عمت أرجائه ، فالفوضى مثل الحروب يعرف الجميع من يطلق رصاصتها الأولى ولكن لا يعرف أحد من يطلق رصاصتها الأخيرة .
• لا عزاء للوطن .. بعد أن تحول إلى رهينة للأطماع الإيرانية والإخوان المسلمين وحماس وحزب الله والتنظيمات الإرهابية على رأسهم تنظيم القاعدة بعد نقل نشاطهم الإرهابى من جبال تورا بورا إلى صحراء "مصر ستان" .
• لا عزاء للوطن بعد أن أحكمت حوله المؤامرات الدنيئة بمباركة الإدارة الأمريكية ومشاركة د. سعد الدين إبراهيم المزدوج الجنسية ومدير وصاحب مركز إبن خلدون وذلك بهدف تصفية حساباته مع نظام مبارك بعد أن حكم عليه بالسجن فى إحدى القضايا ، ومن ثم كان إستخدامه للإخوان هو الهدف فى رد الصاع .. ليس فقط بهدف رحيل النظام ولكن تمادت المطالب بهدف إضعاف أكبر دولة محورية فى الشرق الأوسط .
• لا عزاء للوطن .. وهو يقف مسلوب الإرادة أمام مؤامرة كبرى تقوم بإستبدال الحدود السياسية بالحدود الدينية .. إنها حدود يتم رسمها بالدماء والجثث والحروب التى لا تنتهى إلا بمزيد من القتلى والضحايا ، ففى العراق زعمت أمريكا أنها حررت العراق من صدام وفى الحقيقة لقد سلمته لما هو أخطر ألف مرة من صدام وهم الشيعة وإيران فتحولت العراق إلى مستنقع للفتن والصراعات الطائفية التى لن يتخلص منها العراق إلا بظهور صدام جديد .
• نعم لا عزاء للوطن بعد أن شربت مصر من كأس الفوضى والخراب والضياع وإنزلقت فى بئر الطائفية والإرهاب .. أما الذى لا يصدقه لا عقل ولا منطق هو عودة 3000 من كوادر الإخوان والذين صدرت ضدهم أحكام تتراوح بين الإعدام والمؤبد وإستطاعوا الهروب من مصر إلى جبال أفغانستان .. عاشوا تحت زعامة زعيم القاعدة وتشبعوا بأفكاره وفى غفلة من الزمان يعودوا كل هؤلاء بعد إسقاط الأحكام القضائية عليهم ، فهل هناك صفقة لا يعلمها الوطن بالموافقة على عودة هؤلاء إلى مصر ؟!! ، وما هو الثمن ؟ .
• نعم لا عزاء لشعب مصر .. وهم يصرخون من الفوضى والخسائر الباهظة فى كل مرافق الدولة وتأتى الأصوات دائما إنه ثمن الثورات ولكننى أختلف مع الجميع فبعد القضاء على الفساد لا أرى فى الأفق سوى الإخوان وأعوانهم !!.
• نعم لا عزاء للوطن .. بعد إختطاف ثورة 25 يناير وسيطرة الإخوان عليها وتحولها إلى محترفى طحن الكلام وعجنه والترويج للثروات الإسلامية .. سُنية كانت أم شيعية .
• نعم لا عزاء للوطن .. بعد عودة الإخوان فى فرصة إنتظروها منذ قرن من الزمان للسطو على الحكم وضمه إلى الهلال الإيرانى وعودة الشيعة والسلفيين وحشد البسطاء بالخطب الطائفية والشعارات الغامضة وإستغلالهم للوصول إلى الحكم وهى تستخدم كل الوسائل الممكنة من الكاسيت إلى الجنازير ومن الإنترنت إلى الميلشيات المسلحة وإستعراض القوة .
• نعم لا عزاء للوطن .. وقد بدأت سيناريوهات أحداث العراق تقترب من مصر ، فى العراق رأينا السُنة يقتلون الشيعة والشيعة يحرقون مساجد السُنة والعراقى يقتل أخيه العراقى فى مجازر فردية وجماعية .. فهل يارب سيكون مصير هذا الوطن مثل هذه الدول ؟!! .
• لا عزاء للوطن .. بل نقول لقد حلت بمصر الخراب والدمار تنفيذا لأجندة حقيرة تعمل لصالح إسرائيل وما أسعد أن يتم مسح تاريخ مصر منذ قيام 1952 حتى نصر أكتوبر 1973 .
• نعم لا عزاء لمصر .. فكل المقدمات والأحداث الجارية وتوغل السلفيين وإنتشارهم فى الشوارع سوف تؤدى بالوطن إلى هذه النتيجة .. لقد خدعونا وقالوا أنها الديمقراطية وللأسف لم نجد إلا ديمقراطية الفوضى لها تركيبة دينية حتى نرى اليوم الذى نقرأ فيه خبر فى جريدة المصرى اليوم يقول : (السلفيون) سنطبق منهجنا الإسلامى مهما كلفنا الأمر وإذا أراد "النصارى" أمانا فعليهم الإستسلام لحكم الله ، وقالوا نحن نريد الحكم بالشريعة ولن نرضى غيرها حتى لا نعود لعصر الجاهلية ...
• لا عزاء للوطن .. حين يتوه وينجرف إلى كهوف الظلام وتسرق أثاره ، حتى تنتهى نهائيا لأن إخوان الجهل وجماعة طالبان سوف يحطمونها كما فعلوا فى أفغانستان ..
• لا عزاء لمصر .. والجماعة الإسلامية تطالب بإنشاء شرطة "لتغيير المنكر والأمر بالمعروف" .. هل يمكن أن يحدث هذا فى مصر .
• لا عزاء للوطن .. بعد أن تطاول السفهاء من حكومة إيران على أسيادها فى مصر وهى تدفع أموالا طائلة لكل من يقذف مصر بالطوب لتصفية حساباتها مع مصر على موقفها ومساندتها فى حربها مع العراق .
• لا عزاء للوطن .. بعد الإنفلات الأمنى وحالة الفوضى التى لم تحدث منذ تاريخ الكرة فى الملاعب المصرية ، فالمنظر يدل على حالة الفوضى والتسيب والبلطجية التى عمت الشارع المصرى ليست فى الكورة فحسب بل فى كل شئ .
• لا عزاء للوطن .. حينما نجد بعض البلطجية يهاجمون ضابط شرطة ويجردونه من ملابسه ويوسعونه ضربا بزعم الإنتقام من الشرطة فى زمن حبيب العادلى ، رغم سقوط عديد من ضحايا الشرطة على أيدى الإرهابيين وتجار المخدرات والخارجين على القانون إلا أن هناك حالة ترصد للشرطة كلما بدأت فى عملها .. نعود لهذا المخطط وهو إلغاء دور الشرطة وإحداث إنفلات أمنى وفوضى عارمة .
• لا عزاء للوطن .. ومحاولة السلفيين جرجرة الوطن إلى حروب طائفية بالإعتداء على الأقباط والكنائس وإحداث حالة هياج وفوضى بالشارع المصرى وهو بداية أحداث العراق فقد إنطلق الشيعة يقتلون السُنة ويذبحون أئمتهم ويحرقون مساجدهم ردا على تدمير حرق الإمامين على الهادى وحسن العسكرى .. لم تكن الشيعة فى حاجة إلى أدلة أو براهين تدين السُنة ، ولكنهم رفعوا شعار إقتل .. إحرق .. وبالروح بالدم نفديك يا إمام ، وإنطلقت الشيعة المسلمين ومدافع الكلاشنكوف والحرائق تطارد السنة المسلمين وتحصد أرواحهم وتحرق بيوتهم ومساجدهم وبدأت الحرب الأهلية ولم تنتهى ..
** أما الإخوان المسلمين فهؤلاء لا حرج عليهم ، وهذه بعض من أفكارهم وميثاقهم :
• سريون غامضون فى عالم مغلق تكتنفه الظلمات .. لا يريدون من أحد الإطلاع بينهم ، هم أكبر عدو للشفافية فهى طبيعتهم ، إنهم أقرب إلى محفل ماسونى منهم إلى جماعة سرية .. تنظيم يدبر مكيدة ويخطط لما لا يريد لأحد أن يعرفه .
• بعد دخولهم برلمان 2005 "88 نائبا" حاولوا إيهامنا بأنهم ديمقراطيون سرعان ما سقطت الأقنعة .
• طالبوا بضرورة تطبيق حد الجلد على الصحفيين المخالفين .
• حولوا مجلس الشعب إلى سوق للخضار ، الكل يصرخ ليعلن بضاعته ولا يرغب أحد فى الإستماع للأخر ولغة التعصب والتهديد لكل من يخالفهم فى الرأى ..
• إفتعلوا أزمة الحجاب حين أبدى وزير الثقافة إعتراضه على حجاب المرأة ودعوا للمظاهرات والعنف وتعبئة وإثارة المشاعر ، وفجأة إنتبهوا بأنهم أثاروا شكوك الكثيرين .. وتغير موقفهم ووقف رئيس الكتلة البرلمانية سعد الكتاتنى ليقول "خلاص نقبل إعتذار الوزير" ..
• سمعنا عن نائب البعير .. النائب الإخوانى "على لبن" الذى دأب خلال سنواته البرلمانيه على دفع الدية فى أى قضية مثارة ..
• قدم أحد نواب الإخوان بيان عاجل حول السماح لمطربات لبنانيات بدخول مصر من أجل نشر أعمال غير لائقة على حد وصفه أمثال هيفاء وهبى ونانسى عجرم وإليسا ، وتقدم نفس النائب ببلاغ ضد يسرا بسبب تصريحاتها عند عرض فيلم "ماتيجى نرقص" بإتهامها بالتطاول على الدين الإسلامى .. كما قدم النائب الإخوانى "حمدى حسن" بيان عاجل حول إعلانات شيكولاتة كادبورى ..
** إنها جزء بسيط من أفكار الإخوان .. وأخيرا تحياتى للأستاذ مجدى الجلاد رئيس تحرير جريدة المصرى اليوم ، فقد هاجمته كثيرا وإختلفت معه فى الرأى ولكن هنا دعونى أسجل تحياتى له فى مقاله الرائع "الخطر الحقيقى على الثورة" .. ففى إحدى فقرات المقال يقول الجلاد : "كيف أطمئن أنا وأنت على مصر بينما الأحزاب السياسية القائمة أضعف من صبى صغير يهز الدنيا بلافتة فى ميدان التحرير .. كيف نطمئن على مستقبلنا السياسى بينما الصراعات والمعارك على المصالح الشخصية والمقاعد تمزق الأحزاب الكسيحة .. كيف سنخرج إلى صناديق الإقتراع فى سبتمبر المقبل وأحزابنا لا تقوى على ترويج نفسها فى مقارها الرئيسية وكيف نطمئن بينما التيار الإسلامى يؤمن بأن الثورة أتاحت له فرصة تاريخية للإنقضاض على السلطة ، وكيف نتحرك إلى المستقبل فى حين يحاول البعض جرنا إلى الوراء وكأن الثورة فريسة يسعى كل طرف لإلتهام كبدها ؟!! .. هذا هو الخطر الحقيقى على الثورة .. الخطر يكمن فى أن الشعب سبق السياسيين والنخبة بمليون فدان .. فكيف لثورة لامست السحاب أن تقودها كيانات إعتادت العيش فى الجحور .. إذن فما العمل ؟ .. دعونا نفكر سويا ..
** شكرا مرة أخرى للأستاذ مجدى الجلاد ونتمنى أن ينتبه الجميع حتى ننقذ هذا الوطن ..
0 comments:
إرسال تعليق