الشعوب المتقدمه تعشق العمل فى صمت حتى إذا مانتهوا من إنجاز إعمالهم
تكلمت عنهم هذه الأعمال بكل الفخر والفخار فهم يتكلمون قليلا وقد لايتكلمون
ولكنهم يعملون كثيرا ، إنهم دائما على يقين أنَّ العمل فى صمت يعطى المزيد
من التركيز والسرعة فى إنجاز الأعمال لذلك فهم متقدمون وناجحون،أما دول
العالم الثالث فحدث ولاحرج مازالت تعتمد على ترديد الشعارات والعبارات والوعود البراقه والحديث عن الإنجازات والخطط والبرامج التى حفظتها الشعوب عن ظهر قلب والمحصلة النهائية لاشئ ، شعارات وعبارات وكلمات براقة دون نتيجة ملموسة تحسن من وضع الشعوب المقهورة ويحضرنى هنا بل ويضحكنى جدا كلما تذكرت الكتاب الذى أصدره مجلس الوزراء الأسبق برئاسة أحمد اللانظيف بعنوان"أداء الحكومة في خمس سنوات من 2004-2009" والذى ذكر فيه زورا وبهتانا أنه حكومته قد حققت أهم 60 انجازا في 60 شهرا، هذا الكتاب الذى لايصلح إلا ليكون خدعة لإقناع الناس بأن هذه الحكومة أنجزت شيئا ما؟حيث عدد هذا الكتاب ما اعتبره مجلس الوزراء انجازات الحكومة خلال فترة تولي الدكتور احمد نظيف لرئاسة الوزراء ، فقد كان هذا الكتاب يعكس إحساس الحكومة المصرية بالفشل الذريع لأداءها وأن هناك حالة عدم رضا من جموع الشعب عن أدائها، وهو بالفعل واقع الحال أنذاك ، كما إستشعرت تلك الحكومة أن هناك فجوة بينها وبين الرأي العام، وأن المواطنين لا يشعرون بما تقوم به، وبالتالي أرادت الحكومة أن تقول للناس هذه انجازاتنا في 60 شهر بمعدل انجاز فى كل شهر"، ليس ذلك فحسب وإنما "هناك بعض مااعتبروه إنجازات ذكرها الكتاب لا يجب أن يطلق عليها هذا الوصف ، مثل إنشاء مبنى لوزارة ما أو إقامة الكباري فى مكان ما ، فأي حكومة في الدنيا يجب أن تنشئ وتبني هذه المنشئات، ولكنهم لم يتفهموا معنى كلمة إنجاز، فالانجاز الحقيقي يكون فى حل مشكلة ما للمواطنين كمشكلة البطالة مثلا ،أو تطوير أداء ما ، أو إحداث طفرة في شئ ما أو توصيل خدمات لمناطق كثيرة ونائية" هكذا يكون الإنجاز ، وكان من المفترض والمقبول ولأغراض الشفافية أن يتضمن هذا الكتاب إخفاقات الحكومة أيضا، بمعنى أن تعترف الحكومة بأن لديها إخفاقات ومشروعات لم تكتمل وأنها لم تحقق ولو جزء بسيط من طموحات هذا الشعبوأرى أن الفرصة قد سنحت لهذه الحكومة والوقت أمامهم لاسيما وأنهم معا بمزرعة طرة أن يقوموا بوضع الجزء الثانى من الكتاب ويعرضون فيه إخفاقات هذه الحكومة وممتلكاتها وأصولها فى الداخل والخارج ، وكذا يعلنون بكل شجاعة من المسئول عن معاناة الشعب المصرى طيلة ثلاثة عقود من الذل والمهانة ، من المسئول عن تدمير هذا الشعب وقتله ، من المسئول عن كل هذه السرقات والثروات المنهوبة من الجميع ، من منهم لديه الشجاعة أن يعلن ذلك ليطهر نفسه من ذنوبه التى لو إغتسل بماء البحر كله ماتطهر منها ، لن يغفر لكم الشعب المصرى أنكم سكنتم القصور الفخمة بأموالهم فى الوقت الذى لم يجدوا فيه مكانا حتى فى أحواش القبور ليسكنوة ، لن ينسى لكم هذا الشعب أنكم كنتم تأكلون أشهى المأكولات التى ترد إليكم بالطائرة من فرنسا فى الوقت الذى كانوا يبحثون عن طعامهم فى صناديق الزبالة ، لن ينسى لكم الشعب أنكم لبستم أرقى الموديلات وأحدثها من باريس وغيرها فى الوقت الذى كانوا لايجدون رداءا يسترهم من شدة البرد ، لن ينسى لكم الشعب المصرى انكم كنتم السبب فى مرضه وأميته ومعاناته ، فلتكن لديكم الشجاعة تعلنوا عما إقترفتموة من جرائم فى حق ها الشعب لعله يسامحكم ، ولكن لن يسامحكم الله أبدا ولتكن لديكم الشجاعة وتعلنوا عن إخفاقات الحكومة بالكامل ، بل وأن يكون هناك عرض شيق لكل وزير بسلبيات وزارته وسرقاتها ومساوئها ويكون الفصل الاخير فى هذا الكتاب تحت عنوان الجزاء من جنس العمل وأنكم بالسجن تنتظرون جزاء أعمالكم لاسامحكم الله ياأصحاب الإنجازات !؟
0 comments:
إرسال تعليق