السيد المستشار قنصل مصر الجديد بالنمسا أحمد شريف لطفي المحترم
بداية نرحب بكم وبقدومكم ونود تهنئتكم ومباركتكم بنجاح الثورة الشبابية المصرية العظيمة .
الثورة التي رفض صانعوها الميامين ومؤججوها المدججون بالإباء أن يحنوا هاماتهم ويجثوا للطغاة .
الثورة التي أخرجتنا من قمقم العار وجعلتنا ننهل من بئر مجد ينضح بالكرامة.
الثورة التي اعتقدنا يوما بأنها لن تواصل الإبحار ولن تبصر النور ، فكان لأشرعتها وجهة مغايرة لا تضل طريقها إلى يابسة الشعوب .
تلك الدماء المصرية الزكية التي تدفقت وسالت وروت ميادين التحرير العطشى للتغيير ، وحاول بعض المتخلفين عن الركب والأفاقين والسذج تاريخيا التشدق بأنها لا تخصنا ، هي ذات الدماء الفلسطينية والعراقية والتونسية والسورية واليمنية والليبية.
أنفاسنا تسارعت وتهدجت وصدورنا علت وهبطت ، وكيف لا وقلوبنا المنتفضة داخل الأضلع تذمرت من بقائها رهينة الحسرات .
وكيف لا وأفئدتنا المنهكة كادت أن تتفتق من تسارع وتلاحق نبضات متعبة ، لم تستطع المشاركة في سباق التحرر والعتق من استعباد طال أمده .
وكيف لا ، والأجفان أجهضت محاولات يائسة لأعين رغبت في اقتفاء اثر نوم عزم على الرحيل منذ مولد الثورة .
وكيف لا ، وأرواحنا تبرأت من أجسادنا وأبت إلا أن تهيم حيث الشهداء، علها تحظى بلقاء .
السيد المستشار
هذا موقفنا من الثورة المصرية كما هو من شقيقاتها الأخريات ، لا نخبئه تحت الرماد ، ولا نظهره متى مالت الأقدار ، ولا نقوله خلسة بل من وعلى المنابر الحرة وعلى الملأ ورؤوس الأشهاد.
السيد المستشار
أرغب في استنشاق عبير بحر غزة والالتحاف بضوء قمرها ، فهل الطريق إلى هناك معبدة ، أم أن الانتظار على القارعة سيطول !!!
0 comments:
إرسال تعليق