** مساء الخميس 14 إبريل ، ذهبت أنا وصديقى فى جولة لرؤية القاهرة ليلاً .. إنطلقت السيارة بطريق الكورنيش وكانت الساعة تقترب من الحادية عشرة ليلاً ، وفى الطريق إلى ماسبيرو شاهدنا بعض التجمعات القليلة حاملة صور للرئيس السابق محمد حسنى مبارك .. مجموعات من السيدات والشباب والرجال ، شاهدت سيدة مسنة ممسكة بصورة الرئيس والحزن يطل من عينيها ويكسو ملامح وجهها .. رأيت سيدة متوسطة العمر ترتدى ملابس سوداء تقود المتظاهرين وهى تدافع عن محمد حسنى مبارك بكل جوارحها وبكل شجاعة .. سألت نفسى .. ما الذى يدفع هؤلاء البسطاء وهم يدافعون عن حسنى مبارك .. النظام سقط والحكومة السابقة يتم التحقيق معهم وهم محجوزين بسجن طرة .. لم أنتظر كثيرا وجاءت الإجابة سريعة من خلال الهتافات والشعارات التى حملوها وهى الوفاء والأصالة ورد الجميل ورفض الخساسة والهمجية والبربرية وتساءل البعض هل يتكرر سيناريو العراق .. قد تكون هذه البوادر هى البداية ، فكل من يدافع عن مبارك تلصق به الإتهامات ويتم ترحيله وسط تهليل من الغوغاء وأصحاب المصالح الخاصة فتحول المجتمع فجأة إلى تصفية حسابات والتشفى فى النظام الذى أودع الإخوان فى السجون والأن الأوضاع تنقلب ويخرج الإخوان ويودع النظام السجن .
** لقد أدينت وجوه عديدة وإتهامات طالت الجميع لكل من تجرأ ودافع عن مبارك وأصبحت الأحكام والإتهامات تتم فى سيناريو .. قد نتفق مع فكرة محاسبة النظام ومحاكمة الفاسدين ولكن ما يتم الأن هو التشفى وتصفية الحسابات بين جماعة الإخوان المسلمين أو الجماعة المحظورة "سابقا" وحاليا بعد ثورة 25 يناير لم تعد محظورة ولا ممنوعة .. تحدثت مع بعضهم كانوا ثائرين وغاضبين وتساءلوا جميعا "مصر إلى أين" .. كابوس مخيف ومستقبل غامض أحسسته فى عيون هؤلاء المعتصمون أمام مبنى الإذاعة والتليفزيون حتى المبنى أصابته الكأبة والظلام لا أنوار ولا روح .. الإضاءة خافتة والأتربة تعلو واجهات المبنى والنوافذ مليئة بالأتربة .. الظلام يحيط المبنى من أسفل ، وعلى بعد أمتار قليلة حضرت وفود من بعض الشباب يهتفون ضد مبارك بهتافات رخيصة وهم يحاولون أن يتحرشوا بمن تجمعوا للدفاع عن مبارك ووسط هؤلاء يوجد بعض ضباط القوات المسلحة .. تركنا هذه الجموع القليلة رغم أننى أيقنت أن هناك شباب ضد مبارك يتواجدون فى مناقشات ساخنة مع بعض الجموع المتواجدة وهم يسعون إلى الإشتباك بالأيادى بينهم .. وعجبت عليك يازمن !! .
** أكملت المسيرة إلى ميدان مصطفى محمود الذى بدا شبه مهجور والإضاءة منعدمة نهائيا .. وأثناء العودة أردت أن أشاهد ميدان التحرير الذى سيظل شاهدا على تلك الثورة وهذا الحراك السياسى .. على كوبرى قصر النيل أحسست أن الكوبرى فقد بريقه ولم يعد أسدين قصر النيل والموضوعين فى بداية الكوبرى من جهة التحرير إلا كهلين إستسلموا لكثرة الزائرين الذين إقتحموا عرينه !! .. أما عن نيل القاهرة لم يكن يختلف عن المنظر العام فبدا النيل صامتا لا تداعبه الأمواج والبواخر السياحية تعلن عن توقف الأفواج السياحية حتى بعض المراكب الصغيرة التى كانت تنطلق ببعض المتنزهين بالنيل جميعها مربوطة على الشاطئ رغم تجملها بالإضاءة .. لقد إحتفت الوجوه المصرية وإختفت معها الضحكات والقفشات التى كانت تملأ أرجاء المكان ولأننى لا أكذب ولا أتجمل ولست منافقا أو بائع كلام فهذه هى الصورة الحقيقية لنيل القاهرة .. أما عن التحرير الذى إنطلقت بعض القنوات التليفزيونية المصرية وهى تهلل بعودة روح الميدان وزراعته وإعادة ترتيبه فلم تكن إلا دعاية مضللة وصورة مزيفة عن الحقيقة .. فالواقع والحقيقة أن ميدان التحرير قد أصبح صورة سيئة لأسوأ ما رأته عينى .. ربما لم أتجول فى التحرير منذ بداية الثمانينات ولكنى أتابع التحرير من خلال البرامج التليفزيونية .. لقد حسد بعض سكان التحرير أنفسهم ولكن أعتقد الأن أنهم يلعنون هذا اليوم فهم كل لحظة قد ينتظرون إندلاع مظاهرات أو وقفات إحتجاجية أو ثورات شبابية !! .. وبمناسبة التحرير سؤال نتوجه به إلى السيد رئيس الوزراء د. عصام شرف وحكومته والتى إستمدت شرعيتها من ميدان التحرير .. لماذا يتم الإفراج الفورى عن البلطجية الذين يتم ضبطهم فى ميدان التحرير رغم أنه يتم القبض عليهم وبحوزتهم أسلحة نارية وأسلحة بيضاء وزجاجات مولوتوف حارقة .. وأكرر هذا السؤال مرة أخرى ، وقد حدث ذلك للمرة الرابعة وتم الإعتداء على الجيش والشرطة العسكرية المصرية أكثر من مرة فما هى الأيدى الخفية التى تمارس الضغوط للإفراج عن هؤلاء البلطجية .. وكيف .. وكيف .. مع إقرار قانون البلطجة أن يفرج عن هؤلاء ومن هم العناصر التى تملك الضغط على وزارة د. عصام شرف لإخراج هؤلاء البلطجية فورا .. فهناك قرارات تصدر من التحرير يتم تنفيذها فورا .. نريد تطهير البلاد ، فيتم القبض على العديد حتى الذين قالوا نعم لمبارك وهى طريقة جديدة لإرهاب الأخرين لم تشاهدها مصر من قبل .. شاهدنا وأكرر شاهدنا وشاهد معنا الملايين ضبط عناصر من البلطجية فى ميدان التحرير ومعهم بعض الفتيات وتم الإفراج عنها ولم يعرف الشعب الحقيقة من هؤلاء ولمصلحة من يعملون ومن سمح لهم بالتواجد ومن توسط لهم بالخروج .. طبعا حكاية فلول النظام والثورة المضادة وفزاعة الحزب الوطنى كلها أشياء نعرف جيدا من يستخدمها ويجيد إستخدامها واللعب بها ، فهل يتسم د. عصام شرف بالشفافية ونطالب بفتح هذا الملف وأعتقد أن أرشيف التليفزيون يملك هذه الأفلام ويمكن إعادة بثها ، لأن الشعب يريد أن يعرف الحقيقة وليس التضليل أو الترهيب .. ولا يمكن أن ينكر التليفزيون وجود هذه الملفات أصلا لديه .... نحن لا نرى إلا أن ما يتم فى مصر الأن هو التشفى وثورة لتصفية الحسابات بين جماعة الإخوان المسلمين بالكامل وبين نظام مبارك بمعنى أن الوطن سيهرب من الفساد ليندفع إلى الفوضى والبلطجة والإرهاب ..
** وأن أكتب وأندهش لما يبديه بعض الأقباط من تصوره أن الإعتداء على الأقباط بعد ثورة 25 يناير سيكون مضاعفا عن الأن .. والبعض يعطى أمثال الثورة الفرنسية والتركية وأقول لهم هل ما تنادى به أمريكا هو ديمقراطية الفوضى الخلاقة التى تقود إلى تدمير الوطن وتدمير الشعوب أم أن أمريكا تتكلم عن ديمقراطية حقيقية وهى لا تتفق لا مع الثورة الفرنسية ولا الثورة الإيرانية فهناك مواثيق وقوانين لإحترام حقوق الإنسان وألا نسمى ما حدث هو إنقلاب إسلامى يستمد شرعيته من الحكومات الغربية وعلى رأسهم أمريكا لتنفيذ أجندة تخريب الشعوب .. أما بعض الأشياء التى تثير التهكم والسخرية .. أن تقدم إحدى الجمعيات وإسمها كما ورد بالموقع "الجمعية التمنية لحقوق الإنسان" وقد إستطاعت أحد المواقع الحصول على نسخة من هذه المذكرة المعجزة وهى عبارة عن مذكرة للمشير طنطاوى تطالبه بالسماح للجنود الأقباط بحضور عيد أحد الشعانين .. ولست أدرى ما علاقة ما تمر به مصر بمذكرة تطالب المشير بذلك وهل لو وافق المشير سنحمل الصاجات ونرقص فى الشوارع بهذا النصر العظيم بل أن ما يكسف هو الردود المعتادة على هذا الخبر وهى ربنا يسهل ويوافق .. يارب يوافق بس .. وربنا يسترها ويعدى العيد بسلام .. إنها نموذج لبعض الطلبات الحنجورية التى يثيرها البعض وكأن هذه المشكلة ستوقف الإضطهادات ضد الأقباط والحوادث الإجرامية والإرهابية التى صارت تتكرر ببجاحة وبلا ضوابط أو روابط أو ردع وكأنها أصبحت مسلمات ويجب أن نوافق عليها إذا أردنا مواصلة الحياة فى مصر وعلى رأى الشيخ محمد يعقوب البلد بلدنا واللى مش عاجبه يرحل .. ياترى هانفضل فى الهطل ده .. لا نملك أجندة الحديث فى مشاكلنا وننتظر رأى أقباط المهجر وفكر أقباط المهجر وما يريدونه أقباط المهجر ومع إحترامى الكامل لكل أقباط المهجر فليس هناك من يواجه الحقيقة إلا موقع الأقباط الأحرار وبعض المنتديات المسيحية وموقع الحق والضلال والجميع فى الباى باى .. وأقول متى نفيق ومتى نكف عن الحوارات المغلقة وننطلق إلى أرض الواقع بأعمال حقيقية ، ونتساءل إنتوا إيه ما بتفهموش أو لا تريدوا أن تفهموا الحقيقة .. حاجة تحير وتدفع للغضب .. مازالت الفتاة "فيرونيا صابر جرجس" مختفية والتى تم إختطافها من أمام مبنى كنيسة مارجرجس بأخنين محافظة الجيزة ... والأن زوجة تدعى مريم جورج 41 سنة ومعها أولادها جون طلعت سامى 3 سنوات ومارينا طلعت سامى 6 سنوات وصرح زوجها طلعت سامى نصيف والمقيم بكنج مريوط بأنه لا توجد أى عداءات أو خلافات كما لا توجد مشاكل أسرية بين الزوج والزوجة .. والسؤال هنا هل نكتشف أن وراء إختفاء الزوجة خلافات عائلية رفض الزوج الإفصاح عنها أم نكتشف أن وراء إختفاء الزوجة علاقة عاطفية أم نكتشف وقوع جريمة على أسوأ الأحوال ... المهم أن هذا الملف بدأ يأخذ بعد خطير جدا جدا وبالطبع لن يهتم الأمن المصرى بهذه الوقائع وعلى المتضرر البحث بنفسه للوصول إلى الحقيقة .. لقد تعبت من الكتابة والكلام ويبدو أنه لم يعد يجدى أى شئ إلا أن تحدث كوارث جماعية لحظتها سيتكلم البلهاء والمتكبرين وأصحاب الفكر الفلسفى ومجموعة الحوارات التليفزيونية والذين لا يملكون سوى بيع الكلام والتهديد بمظاهرات مئوية بدول المهجر وحتى هذه المظاهرات لا تحدث وحينما إنطلقت إحدى المظاهرات فى أمريكا للتنديد بأحداث كنيسة القديسين فى الأسكندرية لم تتعدى المظاهرة خمسين فردا وهم يحملون لافتات باللغة الإنجليزية " why killing copts in Egypt" أو لافتة "no killing copts in Egypt" حتى التنديد كان باللغة الأمريكية مع ملاحظة إرتداء نظارات سوداء سميكة تخفى معظم ملامح الوجه – مش كده ولا إيه - .
** عموما من خلال منبر هذه الصفحة أطالب وأناشد جميع أقباط مصر التوحد .. دعونا من كلمة هذا قبطى إنجيلى والأخر بروتستانتى والأخر أرثوذكسى فيجب أن نتوحد جميعا وتتوحد جميع الكنائس فخطر تسونامى الإخوانى قادم لا محالة وليس لنا أمل إلا فى الصلاة وتوحيد الكنائس حتى تكون يد واحدة قوية ضد هذه الفوضى التى سوف تطول الجميع .. فهل من مجيب !!! ؟
0 comments:
إرسال تعليق