يشعرني هذا الموضوع ببعض الحرج عند الحديث عنه , فمثله ُ لم يحن اوانه في " التاريخ " بعد برايي الشخصي .. إلا إن الكثير من الاخوات والاخوة يطلبون و باستمرار بعض التوضيحات التي تتعلق بنظام لبرمجة الطبيعية للدماغ بصورة مباشرة او غير مباشرة عبر السؤال عن آفاق إمكانية "السيطرة" على عقولنا او عقول غيرنا في المستقبل المنظور ..!
من الناحية العملية الفعلية لم تصل الآليات الإجرائية النفسية لهذا المستوى بعد , ولا التقنيات النيوروبيولوجية المتداولة المعروفة ، لكن ومن الناحية النظرية يمكن سبر اغوار " الحد الادنى " من الإمكانيات التطبيقية المتوفرة والمتاحة لتطبيقها في المستقبل القريب .. وهذا بالضبط ما يشعرني بالحرج عند الخوض في هذا الموضوع ، إذ يبدو الحديث لأول وهلة و كأننا نتحدث عن احد العلوم الزائفة pseudoscience مثلما يصنف بعض الاكاديميين علم البرمجة اللغوية العصبية ..
فسمة المعرفة المعاصرة متأثرة بحاجة السوق .. وما دامت " السيطرة " و " انظمة تشغيل المخ البشري " لم تظهر الحاجة إليها بعد ، وسبق وذكرنا هذا في موضوع تكنولوجيا التخاطر , فإن الطريق إلى " علم السيطرة العقلية psychotronic " الذي ابتدأ وتوقف في الإتحاد السوفييتي السابق بسبب نهاية الحرب الباردة لا يزال يكسوه الغبار حتى تظهر الحاجة الملحة إليه حينما تتغير الخريطة الجيوسياسية العالمية كثيراً وهي بالفعل في طور التحول .. ، لذا ، هي ليست نبوءة وإنما استشراف لمعرفة مستقبلية تكاملت ادواتها ومساراتها وتحتاج من يوقد الشعلة لإنارة دربها ليس إلا ..
في موضوع اليوم سنتكلم عن " نظام التشغيل "
الاساسي في المخ البشري كمدخل اولي لعلم السيطرة العقلية او ما كان يعرف في الــ KGB بعلم السايكوترونك Psychotronic ..
-2-
اول مواضع الخلاف بين من اشتغلوا في حقل السايكوترونك وعلماء الاعصاب هو اعتبار المخ البشري من قبل الفريق الأول مجرد كومبيوتر بيولوجي حاز بطريقة ٍ او اخرى على " الوعي Conscious "ولم تزل انظمة تشغيله غامضة ، اي ، لا يزال نظامي Windows و Dos الاساسيين فبي تشغيل ادمغتنا غير معروفين لحد الآن على غرار الحواسيب التي بين أيدينا التي نفهم مة تشغيلها لأننا نحن من صنعناها ..
ومنذ بدايات معرفتي الاولى عن هذا العلم في منتصف تسعينيات القرن الماضي كنت اؤمن بان الجنس البشري ماضٍ في طريقه نحو " خلق " الوعي في الآلات ( الروبوتات ) لكن بعد ان يحل لغز " الوعي " او " إدراك الذات " التي يتسم بها الجنس البشري دون سواه من الرئيسيات Primates ، وهو موضوع لن تحل الغازه هو الآخر دون ان يحل لغز الغاز المخ : الذاكرة memory ..
وكما سنرى في عموم هذه المواضيع , الذاكرة تصبح مفهومة أكثر بدراسة أنظمة تشغيل المخ , سنأتي على هذا لاحقاً ..
وكما سنرى في عموم هذه المواضيع , الذاكرة تصبح مفهومة أكثر بدراسة أنظمة تشغيل المخ , سنأتي على هذا لاحقاً ..
الصورة ليست واضحة عن السايكوترونك السوفييتي كونها كانت محاطة بالسرية قبل وبعد تفكك الإتحاد .. لكن ، يبدو إن تفكك الاتحاد السوفييتي نقل بعض الخبرات إلى دول عديدة لا تزال تحاول المضي في استكماله بما يتفق وحاجاتها ( المخابراتية غالباً ) ، لكن مع ذلك لا يبدو في الأفق القريب اي تطور ٍ فعلي في هذا الصدد ..
ما سنتحدث عنه اليوم هو رسم المسار الواضح والمتاح لتطور تقنيات السيطرة العقلية في ضوء الكشف عن اهم ركائز انظمة تشغيل المخ البشري .. ومن ثم تبيان دور هذه الركائز في السلوك الذي سيصبح قابلاً للتغيير والتوجيه في حالة وضع اليد عليها ..
نعم , مستقبل الإنسانية قد يبدو قاتماً في ضوء ذلك لان كل معنى للحرية والخيار الذاتي سيصبح وهماً من أوهام التاريخ ، لكن في الواقع ما سيحدث هو العكس ..
فالإنسان بعد ذلك سيمضي في طريق حريته الحقيقية التي لم يحظ بخيارها الذاتي يوماً من قبل ، وكما يقول نيتشه :
الإنسان يتصور بأنه مسحوب ٌ إلى مستقبله دون أن يعي بانه مدفوعٌ من ماضيه ..!
في حقيقة الامر , وبلغة العلماء السوفييت ذات النظرة الميكانيكية للعواطف والإنسان فإن هذا المخلوق مهما بلغت به عظمته من ذرى وامجاد ، يبقى مجرد " ربوت بيولوجي " يمكن لمن يفهم اسراره ان يعيد " برمجته " وتوجيهه حيث شاء .. وإلى ما يشاء ، المسالة فقط مسالة وقت لنشهد ذلك اليوم حالك الظلمة الذي تستفيق به الإنسانية على حدث ٍ جلل :
الروبوت الميكانيكي – الكهربائي – الرقمي الواعي المفكر هذا الذي سيكون مرآة لنا أن نعي حقيقة ذاتنا ونستفيق من وهم " الحرية " والولع النرجسي الرومانسي بإنسانيتنا ، ولا يعني هذا موتاً معنوياً للإنسان , لكنها ولادة للإنسانية تحت اطرٍ جديدة ومفاهيم اكثر يقينية وتقدمية ..!!!
-3-
لو سال احدنا نفسه ذات يوم ٍ سؤالاً " ثورياً " يمكن لعمق إجابته ان تغير حياتنا ونظرتنا لأنفسنا و كأننا نستفيق من حلم " الثوابت " إلى واقع " المتغيرات " و " النسبية " ، وهو واقع غريب وغير مألوف البتة ..
هذا السؤال ببساطة هو :
لماذا القلم الذي في يدي " صغير " يما الباب الذي دخلت إليه مكتبي للتو " كبير " ..؟
ما هي الاسس التي استدل مخنا بها لكي يسمي الصغير صغيراً والكبير كبيراً ..؟؟
ماهي الاسس او " المنظومة " البرمجية الاساس في المخ الإنساني وحتى الحيواني التي تجعل منا نقيــّم النحلة على إنها كائن " سريع " الحركة فيما " الفيل " يتهادى بمشيه بطيئاً .. ؟؟
ما هي مرجعية " الصفر " التي يحدد المخ في ضوئها الأشياء حوله صغيرة وكبيرة , سريعة ٌ وبطيئة ، خيرة وشريرة ..
ما هي " الآلة " الإجرائية التي تعمل بمثابة الميزان Balance الذي يضبط احكامنا " كلها " بما يشبه المأثور الخالد عن " آدم " ابو البشر الذي تعلم كل الاسماء فصار حكيماً متفوقاً على الملائكة كما تروي الاسطورة ..؟!
-4-
عندما كنتُ طفلاً , كانت تستوقفني " ذرعة " البزاز وهو يقيس المتر من القماش بطول ذراعه ..!
كما كنت استغرب ان تكون الارقام التي نستخدمها في العد الاساسي للنظام العشري هي عشرة " على عدد اصابع اليد .. !
وكلما توالت السنوات وتقدم بي العمر اكتشف ان منظومات القياس التي نستخدمها عموماً منبثقة عن مدركات حسية " اساسية " تخص الجسد الآدمي وحده , حتى دقات قلبنا تقارب في متوسط عددها عدد دقات الثواني في الدقيقة ..
وعموماً ، يمكننا تمثيل عملية " القياس Measurement" بمخروط افقي يقع الجسد الإنساني في منتصفه , والاشياء الصغيرة تكون قريبة من نهايته المدببة ، أما الكبيرة فتقع للقرب نهايته العريضة ( القاعدة ) كما في الشكل الآتي :
نعم القلم الذي في يدي صغير لأنني وبطريقة بديهية قمت بقياسه إلى " الحجم المرجعي " المدرك الاساس ، حجم جسدي كما استشعرته حسياً كحجم " تصفير " في الميزان العقلي للمقايسة .. مع إن الوقائع الموضوعية التي حصلناها معرفياً تفيد باننا يمكن ان نكتشف على سطح القلم من التفاصيل ما يوازي التفاصيل الموجودة على سطح الشمس ..!
بل ان اكتشافنا لتفاصيل ترابطات القواعد النيتروجينية في شريط الــ DNA المجهري قد عده البعض بمثابة الصعود للقمر قياساً بحجم الإنجاز ...!!
فعالم الجزيئات المجهري يمكن ان تؤلفه من التفاصيل ما يوازي معرفتنا عن المجرات والكواكب , إلا إن الفارق يبقى واضحاً بينهما حسياً في وعينا الظاهر :
عالم الجزيئات يحتل موقعاً طرفياً في راس " مخروط القياس الحسي " المدبب , فيما عالم المجرات يقع في القاعدة .. من ناحية قياس موضوعي مجرد , لا فرق بين الذرة والمجموعة الشمسية من ناحية الهيكلية والتناسب بين حجم الإلكترون إلى جحم البروتون من جهة وحجم الكوكب وحجم الشمس من جهة اخرى كما اثبتت هذا الفيزياء المعاصرة ..
المشكلة هي إن " الوعي الظاهري " يصرُ على " تكبير " المجموعة الشمسية والمجرات ... وتصغير الذرة والجزيئات .. ليعيد رسم العالم كما ندركه حالياً متجذراً عن صورة " أخرى " خفية على وعينا أكثر موضوعية وحيادية من آلية القياس المخروطي هذه ..
الصورة الاكثر تجرداً وموضوعية هي آلية القياس المجرد .. الاسطوانية .. التي تساوي في الحجوم بين الأشياء , كذلك تساوي بين السرعات .. ليس هناك من جسم سريعٍ وجسم بطيء .. ليست هناك " اجسام ٌ " في ضوء ذلك اصلاً .. ولعل فيزياء الكهرومغناطيسيات وكذلك فيزياء النسبية هي التي تمكنت من " اختراق " قواعد البرمجة المخروطية الاساس التي درج عليها المخ البشري منذ فجر ولادته على هذا الكوكب ..
ففي الكهرومغناطيسيات لا توجد هناك " اجسام " , كل ما هناك في تكوين هذا العالم هي " الموجات waves " التي تكاد أن تكون جميعاً في سرعة واحدة موحدة .. هي سرعة الضوء ..!!!
كذلك النسبية , اكتشفت بان " الكتلة " ليست ثابته ويمكن ان تتغير تبعاً للإطار المرجعي للمراقب , كذلك طول المسافة .. بل حتى " الزمن " ..!! إن حالة ازدواج الخصائص الموجية – الجسيمية التي تحوزها الإلكترونات و الفوتونات و البروتونات والنيوترونات وحيرت العلماء طيلة القرن الماضي لا تعدو ان تكون " نقاط ضعف " في برمجة ظاهر العقل الإنساني الحسي التي تمكنت الفيزياء المعاصرة من تجاوزها لتقف على حقيقة وجود نوعين من البرمجة في المخ الإنساني :
نظام التشغيل الحسي ... الذي صور لنا العالم بصورته الكلاسيكية النيوتونية .. ( وندوز المخ Brain windows )
نظام التشغيل الباطني التجردي الاساسي .. وهو اساس برمجة الاول ( فيجوال بيسك او دوز النظام الاول ) والذي سبب هذا التداخل مع الأول ، مسبباً هذه الحيرة في الفيزياء المعاصرة ..
نظام التشغيل الباطني التجردي الاساسي .. وهو اساس برمجة الاول ( فيجوال بيسك او دوز النظام الاول ) والذي سبب هذا التداخل مع الأول ، مسبباً هذه الحيرة في الفيزياء المعاصرة ..
وكما نلاحظ في الشكل اعلاه , البرمجة الاساس أو نظام التشغيل الاساس للمخ يقوم بتحويل الصور المجسمة الصغيرة والكبيرة إلى هيئة " موجية " ... كل شيء في حياتنا يتحول إلى ذبذبة مع الزمن تماماً كصورة الموجات في جهاز تخطيط ذبذبات المخ الكهربائية ( E.E.G ) .. حيث القيمة تتمثل في شدة التيار الكهربائي مع الزمن ..!
-5-
نعم , هذه معرفة ربما لم يحن اوانها بعد في ربيع تاريخنا ، لكن ولمن يريدون الاستعجال بالمسير على هذه الدرب بخطى معرفية علمية رصينة اقول : السايكوترونك تأسس في المعسكر الشرقي ، وسيعود بذروة قوته في حضارات وثقافة الشرق ، اتمنى ان نهض امتنا بعد ربيع ثوراتها السياسية بالسايكوترونك .. ربما هناك من يشكك في بزوغ فجر نهضة ٍ علمية ممكنة في الشرق , وربما العالم الإسلامي .. لهؤلاء اقول :
لو جاءت ملائكة الرب لتخبركم في المنام قبل عشر سنوات بان الشعوب العربية ستنتفض ضد طواغيتها .. لم تكونوا لتصدقوها .. وانا اخبركم اليوم .. هذا الجيل الذي فجر ثورة تحرره .. مقبل ٌ ايضاً على ثورة معرفية تاريخية في بضع سنينٍ قادمات ، أتمنى ان يصنع فيها تاريخاً نهضوياً جديدا ..
المقال القادم سنضمنه تفاصيل اكثر حول اسس برمجة المخ الإنساني " الباطنية " التي تتخذ لنفسها شكلاً موجياً ممثلاً بشدة تيار " الخلية " العصبية مع الزمن , وشدة تيار مجاميع الخلايا العصبية مع الزمن ، .. وبدوره هذا يولد نسقاً رباعي الابعاد من " ذبذبات " خارج الزمن ، التي اكاد اجزم بانها تشكل هياكل " الذاكرة " و " الوعي " غير المدركة في علومنا المعاصرة ...!
1 comments:
نايس جدا استاذ وليد شدنى جدا مقالك سورى مكنتش اعرف انك بالاداء دة
بالتوفيق وديما للافضل
لكن اثناء تعليقى العقل الالكنرونى بيقولى
الرجاء إثبات أنك لست برنامج روبوت
يظهر مقراش موضوعك ههههه
إرسال تعليق