أحد اهم الاسباب الاستراتيجية لغزو العراق؟/ ولاء تمراز

بينما كانت الادارة الغربية تذكي الحملة الدعائية والسياسية ضد العراق العظيم , تنبأ خبراء غربيون ان يتحول السباق ويحتدم بين العراق واسرائيل بحيث ان بغداد سترد على الدعاية السياسية بإنجاز تكنلوجي كبير , تمثل ذلك في غزو الفضاء الخارجي ودخول العراق عصر السفن الفضائية , على القمر الصناعي " افق2 " والذي اطلقته اسرائيل , وأن منظومة صواريخ " العابد2 " سيعلن عنها قريبا لتحمل قمرا صناعيا عراقيا الى الفضاء الخارجي .

مرة اخرى اعرب الغرب والقوى المعادية عن عدم رغبتها في ان يرفع للعرب راس عاليا , وفي وصول العرب الى اي تقدم علمي او تكنلوجي حديث , والعمل على معارضة اي تحرك عربي من شأنه ان يحقق توازنا استراتيجيا في المواجهة مع اسرائيل , وقبل ان يتحدث صدام حسين بحديثة الشهير كان الغرب قد بدأ حملته الدعائية المكشوفة والتي تنشر فيها التقارير تلو التقارير عن ان الروح العسكرية العالية التي خرج بها الجيش العراقي في حربة ضد ايران قد بدأت تخيف وتقلق منطقة الشرق الاوسط والخليج العربي , وبدأ الخبراء الغربيون يؤكدون في تقاريرهم ان معلومات اجهزة الاستخبارات تثبت ان العراق العظيم , اصبح قادرا على وضع رؤوس نووية او كيمائية في صواريخه البعيدة المدى في هذه الفترة وخلال السنوات القادمة آنذاك .

الضربة الوقائية... تعاونا قام بين المخابرات الغربية والموساد لمنع العراق بأي شكل من الاشكال من الحصول على اي تطور علمي او نووي يذكر , حيث قام احد الخبراء ويدعى " شيف كارلوس " الذي وضع دراسة كاملة متكاملة مطولة عن الاسلحة الكيمائية لمعهد سياسات الشرق الاوسط , ويقدم بعض التقارير السرية الهامة جدا للإدارة الغربية , حيث اكد ان العراق يملك اكبر برنامج كيمائي في العالم الثالث الحديث , وان العراق بدا ببرنامج الفضاء الخارجي بدعم السلاح الكيمائي منذ الستينات وانشا مصنع لإنتاج الاسلحة الكيميائية في عام 1974, ويزعم التقرير ان العراق قد انتج عدة الاف من الاطنان من المواد التي تستخدم في القنابل الكيمائية , بإنتاج حوالي 13 الف طن من الاسلحة الكيمائية سنويا بداية عام 1974م .

افق2 والعابد2 وما بينهما ...

الرد الاسرائيلي الحقيقي على كل ما ذكر سابقا في نظر الاستراتيجيين الغربيين هو قيام اسرائيل بإطلاق القمر الصناعي الفضائي الجديد " افق2 " وذلك بواسطة الصاروخ " اريحا3 " الذي يعتبر صاروخا في ثلاث مراحل متتالية , حيث اكد الغرب مزاعم اسرائيل بان الهدف من اطلاق القمر الصناعي سلمي تجاري بحت !! وان مهمة هذا الصاروخ شهرين فقط ولكن في الحقيقة اطلق " افق2 " حيث يعمل على ارتفاع يتراوح ما بين 125 الى 923ميلا في الفضاء , للتجسس الامني والفضائي البحت لصالح سلاح الجو الاسرائيلي , فكان رد العراق العظيم ان اعلن رسميا في كانون اول ن عام 1989عن اطلاق صاروخ " العابد " الذي يتألف من ثلاث مراحل او ما اسماه العراقيون وقتها منظومة " العابد الصاروخية الفضائية " , وهذا ما دفع الاستراتيجيين الغربيين الى الاعتراف بان المرحلة القادمة من برنامج الصواريخ العراقية ستكون اطلاق الاقمار الصناعية بمختلف انواعها ومهامها سواء كانت تجارية او امنية .

في النهاية : من تلم اللحظة والغرب يدرس بشكل قوي التطورات والقدرات العراقية الاسرائيلية لا عداد ملف حولها طرح بشكل هام وبالغ السرية على الادارة الامريكية وكان ما كان ان وضع من قائمة اهداف غزو العراق القضاء على المنظومة الصاروخية الفضائية والتي يطلق عليها " العبد 1 " و " العابد 2 " .. انتهى .

لك الله يا عراق..