في سورية وعود براقة وحقائق تدمي القلوب/ محمد فاروق الإمام

نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية الجديد سمع كلاماً جميلاً من بشار الأسد ووزير خارجيته وليد المعلم تضمن الخطوات العملية التي ينفذها النظام للتغيير والإصلاح في سورية، معلناً عن سعادته بما سمع من المسؤولين السوريين وعلى رأسهم رجل الإصلاح بشار الأسد، مشدداً على أن الجامعة العربية ترفض أي تدخل أجنبي بشؤون سورية الداخلية، مؤكداً على أن شرعية أي حاكم عربي لا تستمد من أي عاصمة أجنبية إنما تستمد من الشعب.
لم يجف مداد تصريحات أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي من صفحات الجرائد ولا توقف من ترديد المذيعين في القنوات الفضائية والإذاعات الرسمية في دمشق والوطن العربي والعالم، حتى جاءت جمعة أسرى الحرية لتكشف الحقائق على الأرض وقد خرج الملايين في كل المدن السورية من البوكمال في شمال شرق سورية وحتى نوى في جنوب سورية مروراً بالحسكة ودير الزور والرقة وحلب وادلب وحماة وحمص واللاذقية وطرطوس والسويداء والعاصمة دمشق تردد شعاراً واحداً صدحت به حناجرهم (الشعب يريد إسقاط النظام).
النظام السادي في دمشق كعادته تعامل مع هذه الجماهير الثائرة السلمية التي كانت ترفع أغصان الزيتون وباقات الورود بالرصاص الحي تطلقه عشوائياً مستهدفة رؤوس المتظاهرين وصدورهم بهدف القتل ليسقط أكثر من ثلاثين شهيداً منهم – كما أوردت التقارير - 20 شهيداً سقطوا في العاصمة دمشق، التي شهدت يوم الأربعاء مظاهرة سلمية لنفر من المثقفين والفنانين تطالب بالحرية والإصلاح، جابهتهم الأجهزة الأمنية وشبيحة النظام بالهروات والعصي الكهربائية والاعتقالات التي طالت أكثر من 40 مثقفاً وفناناً، بينهم نساء ورجال.
النظام السوري الذي يجيد الكذب والتدليس وقلب الحقائق ودبلجة المسرحيات بواسطة رجال ساسة وإعلاميين محترفين، تفوقوا على وزير الإعلام النازي جوبلز بمئات المرات في الكذب وفبركة الأحداث، وقد تمكنوا من إقناع نبيل العربي – أو هكذا بدا - بدعاويهم بأنهم بدأوا بإصلاحات كبيرة وهامة تجاوباً مع مطالب الشعب وتنفيذاً لإرادته، وقد عبر العربي عن سعادته بما سمع من بشار الأسد ووليد المعلم.
وأتساءل هل سيتابع نبيل العربي ما يحدث على الساحة السورية ويشاهد صور الملايين التي خرجت تطالب بإسقاط النظام التي بثتها القنوات الفضائية العربية والأجنبية، ويشاهد على نفس هذه القنوات الصور المرعبة للقمع الوحشي الذي ترتكبه عصابات وشبيحة النظام السوري بحق المتظاهرين السلميين وقد تفجرت الدماء من رؤوسهم وأجسادهم في مشاهد مؤلمة يتحرك لها جلمود الصخر ويهتز لها الحجر والحيوان والشجر لبشاعتها؟! وهل سنسمع من السيد نبيل العربي كلمة صدق بحق هذا النظام ويقول: إن الجامعة العربية لن تقف متفرجة عما يرتكبه النظام السوري بحق شعبه، وأنه آن الأوان لبحث السبل الكفيلة في وقف نزيف الدم في سورية ووضع حد لقمع النظام الوحشي للمتظاهرين السلميين المطالبين بالحرية والكرامة والإصلاح؟!
لا أريد أن أكون متشائماً فكل أفعال النظام تؤشر على أننا قد نسمع مثل هذه الكلمات من السيد الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي ونشاهد تغيراً في موقفه، كما حدث لمعظم أصدقاء النظام السوري وحلفائه الذين حاولوا عبثاً أن يجنبوا هذا النظام الانتكاس والسقوط وفقدان الشرعية دون جدوى وقد صم أذنيه وأغمض عينيه عن كل نصائحهم ودعواتهم المشفقة عليه والتي لا تريد أن تفقده أو تخسره، وقد حقق لهم ما يخشون من فقدانه بعد رحيله، حتى كان لسان حالهم بعد أن يأسوا من سماع صوت العقل: يداك أوكتا وفوك نفخ!!

CONVERSATION

0 comments: