ولاد البطه الســــــــــــودا/ رأفت محمد السيد

التعبير بالكلمات يكون فى بعض الحالات أقوى من طلقات الرصاص المدويه لمن يفهم ويقدر ويتدبر معانى الكلمات،وتعبيرات المصريين لها نكهة ومذاق خاص ، لاسيما وأن خفة الظل المصرى تلقى بظلالها على كل الأحداث المحيطه بهم، ودائما ماتخرج منهم أجمل التعبيرات لاسيما فى الشدائد وهو مايذكرنا بالمقولة الشهيره ( شر البلية مايضحك ) فالمصرى إعتاد أن يسخر من كل شئ حوله حتى من حاله ومن أهم المصطلحات الفلسفية التى يرددها أغلب المصريون الذين يشعرون بالظلم والقهر وهم يرون حقوقهم تسلب منهم أمام أعينهم وتمنح لأخرين لايستحقون عبارة ( إحنا ولاد البطه السودا ) حيث تتردد هذه العباره عند حدوث أى موقف يشعر فيه المصرىبالتفرقة والتمييز وهو مايعرف بالعنصرية بمعناها الأشمل والأعم – فعندما يشعر المصرى بتمييز أخرين عليه بدون وجه حق لايجد مايعبر به عن غضبه سوى هذه العباره التى تعكس فلسفة عميقة يشعر بها بداخله فيتمتم بها وكم هى تحمل فى طياتها معانى كثيره لو تأملناها لعرفنا عمق المعنى الذى وراءها فالبطة السوداء هى التى تمثل الطبقة المقهورة والمظلومة والمسلوب حقها حتى بعد الثورة فهناك من المقهوربن بالملايين مازالوا كما هم لم تأت لهم الثورة بجديد حتى هذه اللحظة ، فالظلم مازال قابعا فى كل مكان فى مصر والظالمون قد تجاوزوا الخطوط الحمراء ولاندرى هل أخفقت الثورة فى تحقيق وترسيخ مبادئ العدل والشفافية والمساواة بين افراد المجتمع ؟ والإجابة نعم لقد أخفقت الثورة فى تحقيق ذلك ولكننا لم نفقد الامل رغم أن أولاد البطه السوداء فى مجتمعنا مازالوا يمثلون الأغلبية العظمى فى شتى مجالات الحياه ، فكم تمنيت أن أكون إبن البطه البيضا ولو للحظات ولكنى أبيت لإنى شعرت بالظلم كثيرا وتجرعت مرارته بدءا من رئيسى فى العمل وانتهاءا برئيس الجمهورية المخلوع فالأول ظلمنى عندما أعطى حقى فى الترقية والمكافاة لغيرى دون وجه حق والثانى ظلمنى عندما سرقنى وسمح لرجالة واعوانه واولاده بسرقتى ونهب حقى عقودا طوبلة فالشعور بالظلم "مؤلم "واالشعور بالتمييز الطبقى المبنى على أساس هش "قاتل " لكن لم يمت الأمل لدينا نحن المصريون احفاد الفراعنة فكم تحملنا وكم صبرنا وكم صمتنا على الظلم أملا فى ان ينصلح حال الظالمين ويرجعوا إلى الله ولكن للاسف تمادى الظالمون فى ظلمهم فلم يكن أمامنا سوى الإنتفاضة ضد الظلم والظالمين وسنظل ثاتين حتى نقضى عليهم جميعا او يعودوا إلى صوابهم ، فالذى استطاع أن يمسك بالثعابين الكبيرة قادر بإذن الله على التخلص من صغارها لأنهم لم يعتبروا ولم يستقيدوا بالدرس ونهايتهم قريبة ووشيكة جدا وصدق الله العظيم سبحانه وتعالى وعظم شأنه حين قال " وسيعلم الذين ظلموا أى منقلب ينقلبون "– ماأعظم هذا الشعب العظيم الذى تكمن فلسفته فى بساطه تعبيراته بالكلمات والأمثال حماك الله يامصر وحما أبنائك المقهورين المظلومين المطحونين دوما على مر العصور أولاد البطه السودا ؟!

CONVERSATION

0 comments: