عون الـ 1998 غير عون مودال الـ2010/ الياس بجاني
من المؤسف والمحزن في آن أنه لم يعد الرد أو التعليق على خزعبلات وتخيلات وزجليات ورزم أحقاد "واستفراغ" ميشال عون للكلام المسم يجدي نفعاً لأن الرجل في حالة هذيان كاملة الأوصاف.
فبعد أن بدّل جلده، وتخلى عن ذاته، وانقلب على ماضيه، ونقض شعاراته والوعود والعهود، وبعد أن عادى غالبية مكونات مجتمعه وناسه ومرجعياته الدينية أكمل مسيرة الضياع وانسلخ عن الواقع المعاش وبات نزيل قوقعة من نسخ خياله الشارد أغلق أبوباها ونوافذها وقطع كل صلة له بعالم الأحياء. فلم يعد يسمع إلا صوته ولا يرى غير ذاته، وقد وصلت به حالة الشرود المستفحلة هذه إلى قيامه جهاراً بتحريض كل من سوريا وحزب الله على أهله المسيحيين طالباً منهما غزو مناطقهم عسكرياً كما فعلا في أيار سنة 2008 في بيروت الغربية وبعض مناطق الجبل الأبي.
أما تخيلات عون والسيناريو الحربي الذي نقله على عجل إلى الرئيس الأسد والسيد نصرالله طالباً منهما على أساسه غزو المناطق المسيحية فهو في منتهى الجحود، وقمة في جنون العظمة وتحفة في عالم أحلام اليقظة والهلوسات.
نعم، نعم، مخجل جداً وصبياني بامتياز كلام عون الذي قصف بسمومه أهالي عروس البقاع، زحلة، والفتوح � كسروان، خلال جولاته الأخيرة الفاشلة على تلك المناطق.
كلامه "كخمير الفريسيين"، ريائي ووبائي وأذني ومجافي للحق والحقيقة ومحاولات فاشلة ويائسة ومكشوفة لإستغباء شعب مقاوم وعنيد قدم بإيمان ورجاء وسخاء القرابين على مذبح الوطن ليبق حراً وسيداً ومستقلاً ومرفوع الجبين.
عون الـ 1998 حمل شعارات الحرية والسيادة والاستقلال والمؤسسات والدولة، في حين أن عون مودال 2010 "المقاوماتي السوري والإيراني الإلهي" والريائي أمسى يهاجم ويُخوِّن كل من يدافع عن تلك الشعارات، وعن وحدة الدولة ومؤسساتها، وفي هذا السياق جاء موقفه المستهجن والرخيص من تصريح وزير خارجية مصر أبو الغيث الأخير الذي حذر فيه من استعمال سلاح حزب الله مجدداً في الداخل اللبناني.
حتى المحكمة الدولية الخاصة بلبنان أصبحت في مفهوم عون مودال الـ2010 مسيسة وكل ما توصلت إليه باطل لأنه اعتمد برأيه المستورد "فرمانياً" من دويلة الضاحية على شهادات وشهداء زور.
هذه الخزعبلات "استفرغها" عون خلال جولته الكسروانية يوم الأحد الفائت، ففاحت روائح التبعية والببغائية والإسترهان، علماً أن عون مودال 2005 كان اتهم من منفاه الباريسي سوريا وجماعاتها المسلحين باغتيال الرئيس الحريري.
يبقى أن عون مودال الـ 2010 هو فعلا شاهد زور ليس فقط على واقعة المحكمة الدولية، بل على كل ما هو حق وحقيقة، ووطن ووطنية، وصدق وشفافية، وبالطبع شاهد زور مفوه على كل مكونات السيادة والحرية والاستقلال.
أما مواقف نواب كتلة عون وجلهم من الأطراف الصناعية والودائع والانتهازيين فهي ببغائية ومجرد صدى لأسيادهم في قصر المهاجرين والضاحية وطهران.
ولأن عون مودال 1998 هو غير عون مودال 2010 قلباً وقالباً ولساناً وأحلاماً وأوهاماً وتقوقعاً وانسلاخاً وجحوداً وأحلام يقظة، فقد تخلى دون أن يرمش له جفن عن رفاق دربه الطويل من أمثال اللواء عصام أبو جمرة ورئيس مجلس شورى الدولة السابق الدكتور يوسف سعد الله الخوري واللواء نديم لطيف والقاضي سليم العازار ومئات غيرهم واستبدلهم ببعثي وقومي سوري وصهر "عجيبة" هم ممثلو تبعيته واستزلامه النجباء في الحكومة الحالية.
بناءً على كل ما ورد وهو قليل من كثير يكون الرجل قد تماهى كلياً مع ثقافة النضال الكوبلزية والأذنية، وانغمس حتى الذوبان بنهج أقرانه الرفقاء من جماعات "تبديل الطرابيش والجاكيتات والبنادق" والأذن المخرومة وتجار "ومقاطعجية" المقاومة والتحرير والممانعة وباقِ ربع الأشاوس "الغير شكل"، ويا سبحان الذي يغيّر ولا يتغير.
نختم بقول للنبي اشعيا 59/3/: "أيديكم تنجست بالدم، وأصابعكم بالإثم. شفاهكم تكلمت بالكذب، ولسانكم يلهج بالشر". ومن له أذنان سامعتان فليسمع!!
0 comments:
إرسال تعليق