قرأت مؤخراً خبراً عن اعتقال قاصرين اعتديا على سائحات في سوق الناصرة. للأمر شقان، شق الحرمان الذي يعيش به أولادنا وشق السلوك تجاه السائح، وسأتناول هنا الأمر الثاني.
نعلم جميعاً ما للسياحة من أهمية ثقافية وانفتاحية وسلمية وعلميه واقتصادية، تبذل الدول جهوداً عظيمة في تسويقها ودعمها وتطويرها كي يكون المردود عظيماً على الدولة والشعب من كل الجوانب السابقة، يتحدث المصريون عن المردود المادي للسياحة، كذلك اللبنانيون والايطاليون واليونان والأتراك وغيرهم الكثير، فهل صدفة تسمية هذا الأمر (صناعة السياحة)؟!
كم من العائلات النصراوية مثلاً تعيش بمستوى لائق نتيجة تعاملها مع السياح، في الفنادق والمقاهي والمطاعم والحوانيت والتذكاريات وسائقي الحافلات وسيارات الأجرة والمرشدين وموظفي المواقع السياحية ومواقف السيارات... والقائمة طويلة، كل هؤلاء يتأثرون ويخسرون بقدر ما يستفيدون إذا ما تضرّر هذا الفرع الاقتصادي الهام.
من ناحية أخرى، تقرّبنا السياحة من شعوب أخرى، نفهمها ونتعلم منها وبالمقابل نحملها رسالة حضارية هامة للعالم أجمع بأننا حضاريون، محبون، مسالمون، نكرم ضيوفنا أحسن تكريم، واذا ما عاد ذاك السائح الى بلدة تغمره نشوة الرّحلة يحمل معه بلدنا بأهله كرمه وأخلاقه وحسن استقباله ولا يتردد بنصيحة الآخرين بزيارته.
لنعلم جميعاً أن السائح ليس عدواً وإن كان يحمل ما لانحمل من معتقدات، ربما، أو آراء و سلوك، هذا لا يدفعنا الى الاعتداء عليه أو اسماعه كلاماً ساقطاً . قمة الحضارة أن نقبل الآخر ونقابله بابتسامة مودة.
أكتب هذا وما زالت ترافقني حادثة محاولة الاعتداء عليَّ وعلى السائح الذي أرافقه لزيارة معالم الناصرة،وكل ذنبه أنه يصور كل ما حوله من بيوت وشوارع ومواقع أثرية دينية فانهالت علينا الشتائم والتهديد بالضرب من مجموعة من الشباب لأنه تجرأ والتقط لهم صورة، وبعد جهد كبير استطعت اقناعهم بأنه لم يصورهم بل صور الأزقة المعشوشبة.
إن الاعتداء على السياح آفة خطيرة يجب اقتلاعها بشتى الوسائل ولا يقولن أحد إن الأمر لا يعنيه، وقد سمعت هذا كثيراً، ويجب التسريع بتنفيذ طلب رئيس بلدية الناصرة بتشغيل دوريات شرطة سياحية كما في كل المدن في العالم.
إذا صمتنا عن الاعتداء على السائح نكون مساهمين في مثل هذا الاعتداء ورافضين للسياح!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
– مرشد سياحي لمعالم الوطن ، كاتب وشاعر – الناصرة
0 comments:
إرسال تعليق