التطاولُ على العمالقةِ شيمة ليست نبيلة والتقليلُ من قيمةِ العظماء طموح غير صائب والعبث بالحقائق مسلسل سيفشل في تحقيق النتائج وسيكون وبالاً على من اخترع القصة وعاراً على كاتب السيناريو وستكون النهاية حزينة لمن لعب دور البطولة ووهب نفسه للدنيا وارتضى أن يكون أداة طيعة في تنفيذ مقررات إبليس وطالبا مهذبا في جامعة الرذائل ،لأن جدار الباطل المستند لحق القوة سينهار أمام قوة الحق المقيمة في ثنايا النفوس المتحدية والرافعة رأسها بشموخ والسائرة بخطى ثابتة نحو المستقبل رغم هيجان العواصف ،لأنها ارتدت لباس العزة ورضعت لبن الكرامة وتسلحت بالعزمِ كلما اشتد الألم ، وفضلت اللجوء لأشجار الوطن تتفيئ بظلالها كلما ارتفعت حرارة المآسي ،على أن تسلم عفتها لامتيازات زائلة كي لا تصبح رهينة ، لذا امتشقت سلاح القلم ورفعته في وجه الذين فرطوا بالتاريخ والحاضر والمستقبل وواجهت كل مصاعب الحياة "بابتسامة" فاحتضنها جمهور المعجبين ولم تدعى الإلوهية فرحبت بالنقد البناء الذي يصحح الاعوجاج إن زاغت عن سبيل الفكر النبيل وربطت قوة الكتابة بمدى انسجامها مع نبض القلوب المؤمنة بالقضية ، لكن يلاحظ أن بعض الكتاب يربطون قوة الكتابة وجمالها مع مدى قدرتها على ازدراء أصحاب الرأي و الفكر فيجيشون أقلامهم ويصيغوا عبارات لا تليق بكاتب يحترم قلمه و جمهوره ، ونسوا أن الكاتب بشر بدرجة مجتهد يكتب ما يراه مناسب من وجهه نظره فيخطئ ويصيب لكنه يترك حرية الاقتناع لمن شاء.
يستمر مسلسل استهداف الأقلام النبيلة والجليلة والصادحة بالحق والمشهود لها بطهارة القلم وصدق التوجه للوطن بكل مكوناته ، لتطال هذه المرة أيقونة الثقافة المتجذرة بثوابتها وأصولها الفلسطينية العريقة والمتجددة بأساليبها والعارفة بثقافة العدو وطِباعه والحائزة على لقب فلسطينية بكل معنى الكلمة لينال صاحبها لقب لاجئ ومناضل ومثقف وكاتب ولأجل القضية قضى من عمره سنين في ضيافة المعتقلات الصهيونية، إنه الدكتور فايز أبو شمالة أكثر العارفين بدقائق الأمور وغلائظها في المجتمع الفلسطيني وتياراته السياسية لأنه ضحى بما يكفي من عمره للتنقيب في مكنونات التاريخ العربي والعبري ليفضح الذين لا يعجبهم الخروج عن نهج إسرائيل وأصدقائها فكان نصيبه أن تصيبه سهام سامة ويوصف بأوصاف غير مهنية في حين أن ميدان المواجهة مع العدو لم ينته بعد، لذا يجب على من ينتقد المفكرين الصادقين أن يأتي بمثل ما جاءوا به وإلا فليكتب خيراً أو ليصمت.
0 comments:
إرسال تعليق