"إذا تعلمت يوما الإنسحاب ..فسوف يصبح عادة "
فينس لومباردي مدرب كرة قدم أمريكي
من قال أن الصمت ، حكمة ورجاحة عقل ، وأن الكلام ، غير ذلك ؟ا
فهو ، مخطئ ، وقد جانب الصواب ، حيث لا يدري ..لأنه ، لو كان يدري ، أن الصمت ، طول الوقت ، جبن ، خوف و تواطؤ ، في أحط مستوياته ..لتكلم ، حيث يجب الكلام وصمت حيث يجب ،أن يكون حكيما ولبيبا ..
وبين الصمت وكلام ، مساحة للتأمل والتفكير ..في ما حدث ويحدث ، على هامش بث ، الإنتاجات الرمضانية ، التي أتفق عليها ب"المهازل"، حيث أصبح كل من هب ودب ، كاتبا للسيناريو و صاحب فكرة كوميدية و فنانا كوميديا ، تثير الشفقة ، أكثر مما تثير الضحك ..وإلا ، كيف نفسر ، صمت الهيئات الفنية والنقابات التي تدافع ، عن مصالح وحقوق الفنان ، وهي بالأحرى ، لو دافعت عن الفن ، الذي تنتهك حرمته ، لكانت أكثر فعالية وجدوى ، من الدفاع ، عن أشخاص أصبحوا بين عشية وضحاها ، نجوما كوميديين ، بالتقادم و هم أبعد من أن يدخلوا البسمة ، إلى قلوب الجماهير .
الجماهير ، التي تتساءل ، عن دور المعاهد الفنية والمسرحية و دور المركبات الثقافية ، في تخريج الوجوه الفنية ، التي تمارس المهنة عن تكوين ودراسة ، وليس من خلال الزبونية والمحسوبية ، أم أن تأثروا بما هو كائن ، عوض أن يؤثروا في المشهد الفني والإبداعي ، وعوض أن يصبحوا الفاعل ، أصبحوا المفعول به .
أين هم ، المشرفون ، على صفحات الإعلام والتلفزيون ، في الصحافة الوطنية ، أم أصابهم الخرس ، لأن نصيبهم ، من العكعة ، تقاسموه ، مع الشركات المنتجة ، عبر تسويد مشاريع أعمال وسيناريوهات ، تقاضوا ثمنها ، في مقابل " لا أرى ..لا أسمع ..لا أتكلم " .
الحكمة ، الأكثر تداولا ، عند الكثيرين ، المفروض فيهم ، فضح المهازل الرمضانية والتي يصرف عنها ، من مال الشعب ومن ضرائبه ، لكنها عوض أن تدخل الفرحة إلى قلبه ، كانت أقصر الطرق ، لجره إلى المزيد من الخيبات التي أبتلي بها ، شعب بلا فكاهة وبلا فن .
في زمن ، تكاثرت فيه القنوات الأرضية منها والفضائية ، " المغربية ، الأولى ، الثانية ، الرياضية ، الرابعة ، السادسة ، السابعة و الثامنة " ، وقد تلتحق بها ، أخريات في الموسيقى والبرلمان ووو ...، قنوات متعددة بصيغة المفرد ، حيث أسلوب الإعادة وإعادة الإعادة ، دفعت بالكثيرين ، إلى اعتبارها بقنوات الإعادة وبامتياز .
فأصبح ، بالتالي الأمر القنوات ، أشبه بالأحزاب والنقابات وغيرها من القطاعات التي أصبحت أكثر من الهم على القلب ، لكن بدون فعالية تذكر .
فمن ، إذن ، سيدافع عن حقوق المشاهد المغربي وحقه في فرجة ممتعة ؟ا
فمن ، سيحمل ، لواء التغيير ، في سياسة البرمجة والإنتاج والدعم ؟ا
ومن سيضع ، أمامه حق المشاهد المغربي ، في الفكاهة والضحك ، كحقه في التثقيف والوعي ؟ا
إذا ، استمر الكثيرون ، في صمتهم و لامبالاتهم ، كأن القناة ليست قناتهم و أن المال الذي يصرف ، عن الإنتاجات الرمضانية ، ليس مالهم ، خوفا عن مصالحهم وعلاقاتهم الشخصية ، وفي أحسن الأحوال ، عن مناصبهم ، التي لا تحتمل ، قول أحسنت لمن أحسن و فاشل ، لمن أخطأ طريقه إلى النجاح .
فالمهازل الرمضانية 2010 و الوجوه ذاتها ، ستعود ، باستمرارنا ، في إخفاء رؤوسنا في الرمال ، وخوفنا من الكلام ، في كل أوجهه ، في الوقت الذي تألقت ، فيه العديد من الفضائيات العربية ، واستطاعت في طرف وجيز ، أن تتصدر قائمة القنوات ، الأكثر متابعة .
وهذا ، لعمري ، لن يتحقق ، لو لم يكن الرجل المناسب في المكان المناسب وأن تعطى الأموال لمن يستحقها و الدعم لمن أجتهد وأتى بالجديد وليس لمن هو أكثر قربا من أصحاب القرار و الأكثر نفاقا في تعاملاته .
لأننا ، في زمن المنافسة والجودة ، وإرضاء الزبون أولا وليس في زمن " عدي بلي كاين " ، الأسلوب الأكثر رواجا ، لدى العديد من مسيري المرافق العامة ببلادنا .
0 comments:
إرسال تعليق