.... في ظل ما تتعرض له مقبرة مأمن الله من اعتداءات إسرائيلية متكررة،حيث تنتهك قدسيتها وتنبش عظام ورفات أمواتها ،وتجرف بطريقة غاية في البشاعة والوحشية ودون مراعاة لا لحرمة أموات أو مشاعر إنسانية او بشرية،وبدلاً من أن توقف إسرائيل عمليات الجرف والتدمير والتي طالت ما لا يقل عن 200 قبر جرفت بالكامل،فإنها إمعانا في العنجهية والاستخفاف بعقول البشر،فبركت رواية وقصة تقول بأن قبور مأمن الله قضية مفتعلة ومزيفة،ولكم أن تتصورا لو أن أحداً نبش قبر ليهودي،ماذا ستكون عليه رد الفعل الإسرائيلي تجاه ذلك؟،لوصف من قاموا بهذا العمل باللا سامية والمعاداة لليهود وبالوحوش والحاقدين على الديانة اليهودية،ولقامت الدنيا ولم تقعد ولسمعنا بيانات الشجب والاستنكار والتنديد والمطالبة بمعاقبة الفاعلين تخرج من كل عواصم ودول أوروبا الغربية وأمريكا وكل المؤسسات والمنظمات المتشدقة بحقوق الإنسان،ولكن ما دام الأمر متعلق بالعرب والمسلمين فهي تصمت صمت القبور،وأنا أذكر أنه مجرد أن قام بعض الصبية والفتية بتكسير شواهد بعض القبور اليهودية في المقبرة اليهودية على جبل الطور،اعتقلوا وسجنوا لسنوات،ولكن أن تنبش وتجرف قبور المسلمين فهذا "شيء طبيعي" وليس مساساً بمشاعر أهلهم وذويهم وانتهاكاً لحرمتهم وتدنيساً لكرامتهم،أليس هذا قمة العنصرية والحقد؟،وهذا شيء غير مستغرب طالما حاخاماتهم يفتون لهم بقتل الأطفال،وبالتالي نبش قبور المسلمين وجرف رفاتهم يصبح عملاً مشروعاً وطبيعياً ،وكذلك كأن إسرائيل ضاقت بها كل السبل والأماكن لإقامة ما يسمى بمتحف التسامح إلا فوق رفات قبور المسلمين،وهل التسامح يقام فوق رفات الأموات؟،أم أن وراء الأكمة ما ورائها؟وتقف خلف ذلك أهداف خبيثة لمحو كل أثر ومعلم من معالم الوجود العربي والإسلامي في المدينة المقدسة،حتى لو كان على شكل مقبرة.
ومقبرة " مأمن الله" والتي يسميها البعض "ماملا"- بمعنى الماء من الله او بركة من الله، تقع غربي مدينة القدس القديمة وعلى بعد كيلو مترين من باب الخليل،وهي من أكبر المقابر الاسلامية مساحة وأقدمها وأكثرها شهرة،وتقدر مساحتها ب ما يتراوح ما بين 138 – 200 دونم وفق تعدد الروايات حول ذلك،وفي المكان المقامة عليه المقبرة مسح سليمان ملكاً ( 1015 ق.م ) وفيه عسكر سنحاريب ملك الأشوريين عندما هبط القدس ( 710 ق.م )،وفيه ألقى الفرس بجثث القتلى من سكان المدينة عندما احتلوها ( 614 ب.م )،وفيه دفن عدد كبير من الصاحبة والمجاهدين والعلماء والفقهاء والأدباء والأعيان والحكام أثناء الفتح الاسلامي (636 ب.م ) وبعده في المقدمة منهم الصحابي الجليل عبادة بن الصامت والشيخ شهاب الدين وقاضي قضاة شيخ الإسلام محمد العبسي الحنفي وغيرهم،وفي هذا المكان عسكر أيضاً صلاح الدين الأيوبي عندما جاء ليسترد القدس من الصليبين ( 1187 ) م.
ومقبرة مامن الله تحتضن على الأقل رفات سبعين ألف مسلم معظمهم سقطوا شهداء عندما احتل الصليبين مدينة القدس وارتكبوا المجازر بحق سكانها بما فيهم المسيحيين والمرجح أن عدد منهم مدفون في هذه المقبرة ،وقد توقف المسلمون على الدفن في تلك المقبرة عام 1927 بسبب اكتظاظها وقرب العمران منها.
وفي عام 1948 سقطت القدس الغربية تحت الاحتلال الإسرائيلي،وفي نفس العام أقرت إسرائيل قانوناً بموجبه" يعتبر جميع الأراضي الوقفية الإسلامية وما فيها من مقابر وأضرحة ومقامات ومساجد بأراضي تدعى أملاك الغائبين،وان المسئول عنها ما يسمى بحارس أملاك الغائبين وله حق التصرف بها.
ومنذ ذلك التاريخ قامت اسرائيل بتغير معالم المقبرة وطمس كل أثر فيها،ولم يتبقى فيها سوى أقل من 5% من القبور التي كانت موجودة فيها،وقدرت المساحة المتبقية منها بتسعة عشر دونماً والتي تتعرض الآن للنبش والتجريف لإقامة ما يسمى بمتحف التسامح عليها.
وبعد احتلال عام 1967 حول جزء كبير منها الى حديقة عامة ،بعد أن جرف ونبش عدد كبير من قبورها،وسميت تلك الحديقة بحديقة ما يسمى بالاستقلال،ومنذ ذلك التاريخ وحتى اليوم أصبحت المقبرة ملاذاً ووكراً لمن يمارسون الرذيلة والأعمال الشائنة،ولم تكتفي إسرائيل بذلك بل أقامت عام 1985م موقفاً للسيارات على أرض المقبرة،ولتتواصل من بعدها الاعتداءات على المقبرة من أجل محوها نهائياً عن خارطة الوجود،ونحن نشهد الآن هجمة شاملة وربما نهائية لجرف ما تبقى من مقبرة مامن الله من أجل إقامة ما يسمى بمتحف التسامح،والغريب في الأمر أن مقبرة مامن الله تنتهك بشكل سافر ووقح،ونجد آن مستوى رد الفعل العربي والإسلامي والفلسطيني وحتى أهالي وأقرباء الأموات المدفونين في المقبرة وكذلك الأوقاف الإسلامية،دون المستوى المطلوب بكثير،وشهادة حق لله والوطن والتاريخ،أن من حرك موضوع مقبرة مامن الله بشكل جدي هو الشيخ رائد صلاح فك الله أسره.
كذلك فالمؤسسات الحقوقية والإنسانية الدولية والتي لا نعول عليها كثيراً،حيث أنها لم تنتصر للحق والإنسان الفلسطيني الحي في وجه الممارسات الإسرائيلية القمعية والإذلالية،فهي لم ولن تنتصر لأمواتنا،ولكن علينا أن نضعها أمام مسؤولياتها ونعريها ونكشف زيفها وكذبها وازدواجية معايرها حتى في موضوعة الأموات والقبور لا توجد قيم ومعايير إنسانية موحدة.
ان الدفاع عن مقبرة مامن الله،هو جزء من الدفاع عن هويتنا ووجودنا وتاريخنا وأرضنا ومقدساتنا في مدينة القدس،ونحن ندرك أن المدينة تتعرض إلى هجمة شرسة وغير مسبوقة،ويشن علينا الاحتلال الحرب على أكثر من جبهة في نفس الوقت،جبهة هدم المنازل والاستيلاء عليها،جبهة إبعاد النواب المقدسيين،جبهة مصادرة الأراضي،جبهة التهجير والطرد القسري،جبهة تزوير الثقافة والتراث،جبهة محو الذاكرة والوجود،وجبهة نبش القبور وتدمير المقابر،وغيرها عشرات الجبهات والمعارك.
ومقبرة مأمن الله ليست الوحيدة المستهدفة من بين مقابر المسلمين،بل الاستهداف طال ويطال الكثير من المقابر ومساجد وجوامع المسلمين ،والبعض منها أقيمت عليه ملاهي ليلية ومجمعات تجارية ومواقف للسيارات،والبعض الآخر حولوه الى أوكار لممارسة الرذيلة والفسق والمجون.
وما يحدث ويمارس بحق مساجدنا وجوامعنا ومقابرنا المسطي والمستولى عليها عنوة من قبل الاحتلال،يوجب علينا القيام بأوسع تحرك شعبي وجماهيري من أجل حماية والدفاع عن تلك الأماكن المقدسة،وخوض كل أوجه وأشكال النضال المشروعة من أجل استردادها والحق في أعمارها وصيانتها،وعلى دوائر الأوقاف والمؤسسات والمرجعيات الدينية أن تتحمل مسؤولياتها في هذا الجانب،وعلينا فضح وتعرية إسرائيل وما تقوم به من إجراءات وممارسات تنتهك خصوصية وقدسية أماكن العبادة وحرمات المقابر،وشن أوسع حملة على المستويين العربي والعالمي من أجل لجم إسرائيل ومعاقبتها ووقف ممارساتها الخارجة عن كل الأعراف والقوانين والمواثيق الدولية بحق شعبنا ومقدساته،وما تقوم به من عمليات هدم وتجريف ونبش للقبور في مقبرة مأمن الله،يندرج في إطار محو الوجود العربي- الاسلامي في المدينة،وإخفاء كل معلم من معالم هذا الوجود،حتى لو كان هذا الوجود على شكل مقابر ورفات أموات.
1 comments:
شو الى مستغربوا اخونا الكاتب , شو نسي تاريخ محمد والفتوحات وقتل كل اليهود بالجزيره العربيه وسبا واغتصب وقتل الرجال والاطفال من اليهود والمسيحيه ولا هذا كله تناسيتم , اولاً حاكم نبيك الارهابي بعدين اتفصحن عن اعمال اليهود كل شئ ردة فعل كيف عاملتم الناس يجب علي اسرائيل محي اي اثر للعرب وبالاخص الاسلام , اورشليم بناها اليهود الاسلام احتلوها ونسبوها لنفسهم . هذا هو المسلم يقتل ويسبي ويحتل وينسب الشئ , اسرائيل مهما فعلت يحق لها من ناحيه تاريخيه جغرافيه والاهم دينيه اولى بهذه البلاد وباورشليم, لم تكن اسرائيل بعمرها تابعه للاسلام ولا لمحمد . فكفاكم تلفيق وكذب قرفناكم وقرفتونا عيشتنا باسلامكم لا تقولوا حربكم مع اسرائيل قضية وطن وارض وبطيخ ودووين فاضيه , المشكله دينيه محمدكم الارهابي استهبلكم وقال اقتلوا اليهود والنصاري وانتم بحجة الارض تقاتلون كذبكم انكشف واليهود معهم العلاج وانشاء اله بريحونا منكم وبهدموا الاقصي وبريحونا من قرفكم وم ريحتكم المعفنه , العالم الغربي استيقظ من نومه مع انه متاخر بس بعد ما فات الوقت انهم ينظفوا دولهم من ريحتكم
إرسال تعليق